سلمان ناطور وداعا
تاريخ النشر: 07/04/16 | 8:23لا شك أن لسلمان ناطور (دالية الكرمل- 1949- 2016) أثره في الساحة الأدبية الفلسطينية، فقد عمل في تحرير “الاتحاد” و”الجديد” وبعض الصحف الشيوعية، وكان من النشطاء في الجمع بين الموقِعين – فلسطينيي الضفة الغربية من جهة وفلسطيني 48 (كما اصطلحوا عليهم) من جهة أخرى.
ما ميز سلمان في كتابته أنه وثق الرواية الشفوية، فمن كتبه “وما نسينا”، “ذاكرة”، “هل قتلتم أحدًا هناك”، “الشجرة التي تمتد إلى صدري”.
يبلغ عدد كتبه نحو ثلاثين كتابا بينها أربعة كتب للأطفال وخمس ترجمات عن العبرية. كتب سلمان القصص والروايات (من بينها “أنت القاتل يا شيخ” التي عارض فيها تجنيد الدروز للجيش الإسرائيلي) والمسرحيات (“هزة الغربال” و “موال” و “المستنقع”)، ويدور معظمها حول النكبة الفلسطية والتطهير العرقي.
من الطريف أنه قام بتمثيل بعض مسرحياته التي لها بطل واحد (مسرحيد)، فكان يعيش الحدث حتى أصبحت جمله في المسرحيات لازمة تردد في الحياة الفلسطينية، ومنها على سبيل المثال: “إن فقدنا الذاكرة، أكلتنا الضباع”.
لغة سلمان سردية وصفية حادة، ينطلق من التراث الفلسطيني ويتواصل معه عبر حكايا هي مرايا الواقع المأساوي.
لسلمان أسلوب ساخر، وهو من أبرز من نقد النقدات اللاذعة والتهكمية، فهو يسترسل وكأنه جاد، فيفاجئك بغير ما تقدّر.
نشط سلمان في تأسيس أول رابطة للكتاب العرب في الداخل ورأسها، ثم ما لبث أن كان فعالاً في أنشطة فلسطيبنية مختلفة منها (آذار الثقافة الفلسطينية)، فقد وضع نصب عينيه الحفاظ على الهوية الثقافية العربية الفلسطينية، فهو بحق “ناطور الذاكرة الفلسطينية”.
*نشرت في العدد الجديد التاسع والعشرون من مجلة “الغد الجديد” (آذار 2016) التي يحررها الكاتب محيي الدين خلايلة- عدد خاص عن الفقيد.
أ.د فاروق مواسي