أنا إبنة الموت

تاريخ النشر: 14/04/16 | 3:07

انا ابنةُ الموتِ
وخريف العالمِ المنهارِ فينا
لي صوتٌ كخرير الماءِ
في ميناءِ بوحي الموجوع
قلبي ربيع
أملي يقعُ في أسرٍ
أخافُ عليهِ ان يصدأ
ليتني أعرف
كيف يصيرُ الصمتُ بركان
يزلزل جدران الحياة
وكيف نسمع الموسيقى
والبساتين تتوسلُ الحياة
بربكِ يا حياة
لمَ هجرتِ خصر الحلم
ورجمتِ معاني الوقت
ليصبحَ نكبةً حتى النخاع
في كلّ صبحٍ
يبخلُ علي زمني
فجسدي محروقٌ بشهواتٍ واشواقٍ
تتوسلُ الكتابة
ها هو يسجنُ فيّ الطفولة
يعتقلُ صوتي
في قصصي العتيقة
يسرقُ مني شمس الحقيقة
ولا أجدني!
القُبلةُ سكين
الفرحُ ذابلٌ امام بابِ قلبي
وذكرياتٌ في الشارعِ القديمِ
لا تفارقني
لماذا يُتعبني الليل
أهو وجهٌ آخر للعنةِ الوجود
ليتني فقدتُ اسمي وذاكرتي
لأضُم حُريّتي
أهناكَ من يُنقذني من الموت
ومن قبضةِ الوجعِ
فقد باتَ ملء الوقتِ صداه
أريدُ حبًا ملء حنجرتي
يسابق الأساطير والزمن
ففي بالي موالٌ
لن يلدَ اللحن والأشواكُ متراكمةً
أمام النايات
لا زلتُ غريبةً عنّي
لا أفهمُ لغةَ الحبرِ في وحلِ يدي
أتوسلُ صوتًا خافتًا
يُبشرُ قلبي بمطرٍ لا يسكت
لا يشيخُ
ولا يُقتلُ نبضهُ
على هامشِ الكتاب

الشاعر والناقد احمد دحبور (عمان) ونظرته حول معالم هذه الكلمات

معالي مصاروه
شاعرة موجوعة بذاتها الفردية والوطنية العامة تكتب بثنائية وتضادية وبمفارقة بين بنت الموت… وقلبي ربيع وبين صمت ساكن وبركاني في الوقت نفسه بين الموت والحياة وبين استشراف الأمل واستحضار الماضي وكأن مفرداتها جبلت من نار فمرات هذه النار تشتعل ليلمع منها ذهبا واخرى لتحيلها رماد لكن رماد هذه العنقاء دوما ينفض غباره نحو الحياة من جديد … كلمات منحوتة من قلب محترق ظامئ وروح مفعمة بالاحتراق واخرى من نار ووردة من فنار ، تتقلب على صفيح ساخن داخل منجمها الكبريتي المستعر بين حالات الحب والانتكاس في فضاء وجودي ووجداني متقدة بأسئلة ومشاعر محترقة ترجرج سجية القارئ ما الذي تريد أن تقوله هذه النارية والنورانية ؟! تبحث عن حب اسطوري استثنائي ولا تجد من حبيب او صديق توسد راسها المتعب وتبث له شكواها وتعرب له عن لوعاتها ولا تجد حتى الليل ليؤنس شجونها تتعامل مع الشعر بمس من شغافها وتغور في اعماق المشاعر كصوفي يبحث عن راحة نفسه وآرقها شاعرة تغزل من كل الألوان شالا مطرزا بماء القلب وباحاسيسه الشفيفة والرقيقة والقلقة ، صاحبة لغة بسيطة ورقراقة ومخملية وموجعة لا تعتمد على الصورة الشعرية الخاطفة والمباغتة بقدر اعتمادها على رقة العبارة وقوة تأثيرها في نفس المتلقي مودتي واحترامي لك بنت الوطن

maali

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة