كيف تضيف قيمة للآخرين
تاريخ النشر: 15/04/16 | 7:55إن أي مشروع ناجح لا بد وأن يقدم منتجا أو خدمة لجمهور محدد من الناس. هذه الخدمة أو المنتج لا بد وأن يضيف قيمة للآخرين، ويكون المستهلكون على استعداد لبذل المال مقابل الحصول على القيمة التي تقدمها السلعة أو الخدمة. فإذا عرفت ما هو المنتج أو السلعة التي تضيف قيمة للآخرين، وقمت بتحديد ومعرفة من الذين سأقدم لهم هذه الخدمة أو السلعة، وعرفت كذلك كيف أقدمها وأحصل على المال في مقابلها فهذا هو –باختصار- ملخص ومجمل خطوات تأسيس مشروع ناجح.
كلما استطعت أن أقدم فائدة أكبر وقيمة أعلى للعملاء فإن فرص نجاح المشروع تكون أكبر، لذا يجب عند اختيار فكرة ومجال المشروع أن نراعي أمرين في غاية الأهمية، وهما:
1- القدرات والإمكانيات والمواهب التي أمتلكها أو عندي الاستعداد لأن أمتلكها.
2- الميول والرغبات والهوايات التي اتمتع بها.
فإذا تمكنا من معرفة هذين الأمرين وقمنا باكتشاف الأمور المشتركة بينهما، بمعنى أن أعرف ما هي الأمور والمجالات التي أتقنها وأبدع فيها وفي ذات الوقت أشعر بالرغبة تجاهها وأميل إليها. فإذا كانت فكرة المشروع مما أحسن وأتقن ومما أرغب وأحب فستزداد فرص النجاح والتقدم بشكل هائل.
بعدها أنظر في المجال الذي تم اختياره وأحاول أن أعرف كيف أستطيع أن أنفع الآخرين وأقدم قيمة للآخرين من خلال هذا المجال، وكيف أحول هذه الفكرة وهذا لامجال إلى نموذج تجاري.
فمثلا: شخص يعشق التصوير وهو ماهر في هذا المجال فإن اقتصر على أن يتقن هذا المجال وأن يحبه فلا يتأتى له أن يقيم من ذلك مشروعا مربحا، بينما إذا فكر في وسائل ليفيد وينفع الآخرين من هذه الموهبة فبإمكانه وقتئذ أن يؤسس مشروعا رابحا، كأن يفتتح مدرسة في تعليم التصوير…
الخلاصة أن القيمة المضافة هي القيمة التي يراها العميل أو الزبون في منتجك ويجعله يختاره بدلا من منافسيك، قد تكون هذه القيمة في جودة منتجك، أو سعره المنخفض، أو سرعة توصيله، أو نكهته اللذيذة، أو غيرها من القيم الأخرى.
ولا بد وأن تكون هذه القيمة بناء على احتياجات العملاء؛ فكل منتج سواء كان سلعة أم خدمة لا بد وأن يلبي حاجة معينة عند المستهلكين، وهذه الحاجة إما أن تكون عبارة عن ألم عند المستهلك نسعى لإزالته أو تخفيفه. أو مكاسب نسعى لتحقيقها وتلبيتها، أو وظائف نعمل على تسهيلها.
كما أن المنتج من الممكن أن يلبي هذه الاحتياجات الثلاث.
كما لا بد وأن نحرص في المنتج على الابتكار والابداع وأن نقدم للمستهلكين ليس فقط ما يطلبون، وإنما فعلا ما يلبي لهم احتياجات ماسة، ويسهل عليهم حياتهم، لأن العملاء قد لا يعرفون بالضبط ما يريدونه، وكما قال هنري فورد مخترع سيارة الفورد: “لو أني أخذت آراء الناس قبل تصنيع السيارة لطلبوا مني أن أصنع حصانا أسرع”. ولذلك يجب على المبادر البدء بتحديد الاحتياجات ثم التوجه للعملاء لاختبارها.
قيصر إغبارية – مدير معهد سمارت للتدريب والاستشارات الاقتصادية