الصين تستثمر مليارات الدولارات بقطاع السينما
تاريخ النشر: 28/09/13 | 2:33أعلنت مجموعة "وان دا" التجارية الصينية أنها ستنشئ أكبر مركز للإنتاج السينمائي والتلفزيوني في العالم بتكلفة تتجاوز 8 مليارات دولار.
وتعتبر مجموعة "وان دا" ومقرها مدينة داليان شمال شرق الصين، واحدة من كبريات شركات العقار والترفيه الصينية التي يملكها وانغ جيان لين، أحد أغنى أغنياء الصين.
واختيرت مدينة تشينغ داو الساحلية في إقليم شان دونغ شرق الصين لتكون مقراً لمركز الإنتاج الذي سيحتل مساحة تبلغ 4 ملايين متر مربع وسيتضمن 20 إستوديو، سيكون أحدها الأكبر في العالم بمساحة تقدر بـ10 آلاف متر مربع، بالإضافة إلى نماذج صينية تقليدية لعواصم الصين في مختلف الحقب التاريخية وكذلك نماذج لعواصم ومواقع أوروبية وعربية.
مشروع متكامل
وسيتضمن المشروع كذلك قاعات للمؤتمرات وصالات عرض وقاعات معارض ومتحف شموع ومسرحا تحت الماء، كما سيتضمن كذلك مدينة تصوير مائية، بالإضافة إلى فنادق وناد لليخوت وبعض المواقع الثقافية والسياحية والترفيهية.
ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من تشييد المركز وافتتاحه في يونيو/حزيران 2017 وسيستضيف المركز نحو 30 فريق إنتاج أجنبي ومائة فريق إنتاج محلي سنويا.
ويرى الثري الصيني وانغ جيان لين -صاحب المشروع- مستقبلا واعدا لصناعة السينما في الصين، ويتوقع أن عائد شبابيك التذاكر في الصين سيتجاوز نظيره الأميركي بحلول عام 2018، كما يتوقع أن تصل أرباح صناعة السينما في السوق المحلية ضعف مثيلتها الأميركية بحلول عام 2023.
ويمتلك وانغ، كما صرح لوسائل إعلام محلية، رؤية إستراتيجية متكاملة للنهوض بصناعة السينما والثقافة الصينية ووضعها في المكان الذي يليق بها على المسرح الدولي، وفق تعبيره، وأن هذه الرؤية تقوم على أسس علمية استغرقت أكثر من أربعة أعوام من البحث والتحضير قبل الإعلان عن المشروع.
لكن البروفيسور بي شياو نان الأستاذ في كلية الإعلام الصينية شكك في إمكانية نجاح المشروع باعتبار المجموعة القائمة عليه ذات خلفية تجارية وعقارية.
ويرى الخبير الإعلامي أن نجاح صناعة السينما لا يتعلق كثيرا بحجم الاستثمارات وتصاميم البناء بقدر ما يتعلق بضرورة تغيير سياسات الحكومة نحو مزيد من الانفتاح والمرونة وإطلاق العنان للكفاءات والإبداع دون قيود ورقابات صارمة على المضمون.
مهرجان سينمائي
وكشفت مجموعة "وان دا" أنها تخطط لإطلاق مهرجان دولي للأفلام وأنها نجحت في التوقيع على اتفاقيات تعاون مع عدد من المؤسسات السينمائية الدولية الكبرى بما فيها الأكاديمية الأميركية للعلوم والفنون والصور المتحركة.
وهذه الاتفاقية هي الأولى من نوعها التي توقعها الأكاديمية الأميركية منذ 86 عاما لدعم مهرجانات دولية خارج الولايات المتحدة حيث فشل مهرجان كان ومهرجان طوكيو في الحصول على اتفاقيات مماثلة طوال العقد الماضي.
وتعتبر الصين ثاني أكبر أسواق السينما وثالث أكبر منتج للأفلام في العالم بعد الولايات المتحدة والهند، حيث يبلغ إنتاج الصين من الأفلام نحو 900 فيلم سنويا. وتبلغ عوائد شبابيك التذاكر أكثر من 3 مليارات دولار في العام.
ويشهد سوق السينما في الصين نموا متسارعا حيث يتم افتتاح أربعة آلاف دار عرض كل عام في مختلف أنحاء البلاد.