لكل كبوةٍ جوادها!
تاريخ النشر: 29/09/13 | 6:12نشر المحامي جواد بولس مقالا دعا فيه جهارة الى انتخاب رئيس مسيحي لبلديه الناصرة، وادعى بأن لا علاقة لذلك بالانتخابات القريبة. هذا طبعًا، استخفاف بعقول الناس فكيف لا يمت بصله لانتخابات الناصرة ونحن على بعد 25 يوما منها؟ لماذا صبرت، يا حضرة المحامي، كل هذه السنين، وتذكرت الان ؟
ليس المجال الآن الحديث من هو جواد بولس، وما هي دوافعه الحقيقية، ولكن ما يحيرني هو كيف يطالب الشيوعي برئيس مسيحي؟ ناهيك عن كيف ينادي من يدعي الوطنية بالتقسيم الطائفي على الطريقة اللبنانية؟
كنا نفهم (ولا نوافق) لو دعا مباشرة للتصويت لرامز جرايسي بسبب صفات رامز وقدراته وافعاله. كنا حينها سننتقد الموقف من باب النقاش المشروع، ولكن لا يحق للسيد جواد بولس ان يبث الطائفية في الناصرة، ثم يدعي الوطنية، وحين يفعل ذلك هو يقوم بما لا حق له القيام به. الترويج للطائفية ليس وجهة نظر بل فعل لا يراد به الخير، لا لشعبنا ولا لأهلنا في الناصرة.
أنني ادعو الجبهة وبكل وضوح ليس الى انتقاد المقال، بل الى طرد جواد بولس رسمياً من الجبهة وإعلان ذلك على رؤوس الأشهاد، وإلا فهي تتحمل مسؤولية هذا الموقف غير الوطني الذي يسيئ للناصرة واهل الناصرة ووحدة أهل الناصرة.
اراهن بان الجبهة لن تفعل ذلك، ولسبب بسيط وهو ان لجواد بولس شركاء في الموقف، فهنالك العديد من المؤشرات ان حضرة المحامي له شركاء في الرأي والغاية، التي هي في نفس يعقوب!
جواد بولس ليس غبيا، ويعي جدا ما يكتبه، وهو على علم أنه ستكون ردود فعل سلبية على مقاله. لكن رمي هذا الحجر الان قد يحرك استنفار واستفزاز، وتحريك فتنة طائفية نائمة، نريدها ان تندثر. ولكن هناك من يريدونها ان تعيث في الأرض فساداً. لكل كبوة جوادها وهذا الجواد لهذه الكبوة وهذا السقوط.
هدف المقال هو الاستنفار، وهو محاولة بائسة لاستعاده الاصوات التي هجرت الجبهة. وما كان المقال ليكتب لولا تراجع قوة رامز جرايسي، إذ لماذا الدعوة للتصويت له بهذا الأسلوب، لو ان حالته ليست صعبة؟
هذا المقال وهذه الدعوة للبننة الناصرة، هي محاوله لنصرة الخيار الغرائزي اللاعقلاني على الخيار العقلاني، الذي يشدد على الانتماء للبلد وعلى خدمة البلد وليس على التقسيمات الطائفية.
وحده الناصره اقوى من تجار صناعة الطائفية المفلسين، فقد قطعنا على انفسنا عهدا بان نصون الناصرة: بلداً واحدًا، شعبًا و احدًا، مجتمعًا واحدًا، لا يقبل القسمة إلا على واحد!
صناعة الطائفية هي صناعة بائدة، آن الاوان لإدخالها الى متحف الاثريات. وهذا يكون بإحداث التغيير بالبلد، والكل يعرف ما هو عنوان التغيير الحقيقي، والذي يخشاه جواد بولس وامثاله. التصويت ضد الطائفية يكون بالتصويت للقائمة الاهلية ولحنين زعبي للرئاسة، فهي رأس الحربة ضد الطائفية والطائفيين. الناصرة بحاجة الى محبة وحنين وليس الى من يرمز الى أي رمز من رموز الطائفية.
واخيراً اتوجه الى أهلي في الناصرة الحبيبة: لا تقبلوا ان يخاطبكم احد كما المقال الذي كتبه جواد بولص، لا تقبلوا الهبوط بمستوى الحملات الانتخابية الى هذا الدرك الأسفل.