النائب جبارين يحذّر من مخاطر تفاقم سياسة التحريض
تاريخ النشر: 17/04/16 | 14:43استضاف المعهد الإسرائيلي للديمقراطية النائب د. يوسف جبارين عن القائمة المشتركة في محاضرة شاملة حول “يهودية الدولة واسقاطاتها على الأقلية العربية” وذلك في مقر معهد الأبحاث في القدس. وقد شارك في البرنامج نخبة من المحاضرين الجامعيين من مختلف الجامعات والكليات الإسرائيلية، أعضاء كنيست سابقون، وقاضية المحكمة العليا المتقاعدة أيالة بروكاتشة.
وتطرق جبارين في مداخلته إلى تجربته في الكنيست في العام الأخير مشيرًا إلى الجَرف التحريضي والعنصري الذي ساد الكنيست في دورتها الاولى، محذرًا من الاسقاطات الخطيرة لهذه التوجهات على مكانة المواطنين العرب وعلى المجتمع في البلاد عامة. وقال جبارين أن مشاريع القوانين العنصرية، كقانون النكبة وقانون لجان القبول وقانون طرد النواب، والتي تهدف إلى إقصاء المواطنين العرب من دائرة التأثير والعمل السياسي وتسعى إلى تكريس الفوقية اليهودية، تأتي في ظل أجواء من التحريض على قيادة الجماهير العربية وعلى المواطنين العرب. كما وأكّد على خطورة التصريحات العنصرية الرسمية التي بدأت يوم الانتخابات عندما صرَّح نتنياهو بأن “العرب تتدفق بكميات إلى صناديق الإقتراع” واستمرت عندما قال رئيس الحكومة من على منبر الكنيست أن أعضاء الكنيست العرب يخطبون وأعلام “داعش” خلفهم، وهي تعكس عمق الموجة التحريضية الممنهجة ضد المواطنين العرب.
وأشار جبارين أن هنالك محاولات واضحة تهدف إلى تدجين العمل السياسي للجماهير العربية وتقويضه، ومن الممكن أن نلمس ذلك بتضييق الخناق الرسمي على العمل السياسي وحرية التعبير السياسي، وخاصة ملاحقة القيادة السياسة في الكنيست وخارجها، وإخراج الحركة الاسلامية عن القانون بالإضافة إلى استهداف أكثر من عشرين مؤسسة تعنى بالخدمات الاجتماعية والتربوية والصحية.
وقال جبارين أن السياسات الإسرائيلية ليس فقط تسعى إلى تعميق قوننة تعريف يهودية الدولة، وإنما تعمل بشكل متواصل على تهويد الأراضي العربية، الأمر الذي نلمسه برفض طلبات توسيع مسطحات البلدات العربية والمماطلة بالمصادقة على الخرائط الهيكلية للبلدات العربية، بالإضافة إلى محاصرة هذه البلدات مثل المخطط الأخير في بلدة حريش، مضيفًا أن البلدات العربية أصبحت أقفاصًا كبيرة، ومقابل ذلك، هناك توسيع دائم لمسطحات بلدات يهودية مجاورة رغم قلّة سكانها.
وتحدث جبارين عن نظام الفصل العنصري الذي ساد الولايات الجنوبية في الولايات المتحدة وسياسات التمييز ضد المواطنين ذوي البشرة السوداء في جميع مناحي الحياة، ممّا أدَّى إلى نشوء واقع قانوني وسياسي هرمي بين البيض والسود تحت الشعار المرفوض “منفصل لكن متساوٍ”، واعتبر جبارين أن الأجواء السياسية العامة في إسرائيل تشير إلى أن البلاد دخلت إلى مرحلة الفصل العنصري غير الرسمي تحت ذريعة “الملاءمة الثقافية”.
وتطرق جبارين إلى أهمية الاعتراف السياسي بالجماهير العربية كأقلية أصلانية لها كامل الحقوق الجماعية والقومية، وليس التعامل مع العرب كأفراد أو كمجموعة طوائف. كما وشدَّد على أنه لا يمكن، ضمن الخطاب المقارن، مقارنة مكانة الأقلية العربية الفلسطينية في البلاد بالأقليات المهاجرة في أوروبا كما يحلو لعدد من الباحثين اليهود.
وفي سياق استمرار الاحتلال لخمسة عقود قال جبارين أنه لا يمكن لإسرائيل “التَّغني بالسلام” في ظل استمرار الاحتلال البغيض وانتهاك أبسط حقوق الشعب الفلسطيني وتوسيع المستوطنات، الأمر الذي يُبعد اية امكانية حقيقية للوصول إلى تسوية.
وفي نهاية المداخلة، طرح المشاركون العديد من الأسئلة والاستفسارات حول القضايا المطروحة ومواقف الجماهير العربية. كما وشكر الحاضرون النائب جبارين على مشاركتهم تحليله للوضع في البلاد، مؤكدين على أهمية التواصل مع القيادة السياسية العربية من خلال الحوار والنقاش وذلك في مواجهة العنصرية المستشرية في المجتمع والبحث عن مستقبل افضل لليهود والعرب في البلاد.