لقاء مع أم الشهيد احمد صيام من معاويه
تاريخ النشر: 30/09/13 | 23:11"لا مكان للأيام لتنسينا ذكرى عزيزة على قلوبنا"، بهذه العبارة ابتدأت أم الشهيد أحمد صيام كلماتها، وعيونها تكشف صورة نجلها وكأنها تراه للمرّة الأولى في حديث لمراسلنا.
13 عاماً مرّت وما زالت صورة أحمد قابعةً في كلّ زاويةٍ في بيته، وبيوت أصدقائه ومعارفه. وعندما سألنا والدته عن أثر موت نجلها بعد مرور 13 عاماً قالت: "لا أحد ينسى ابنه، ذكراه ما زالت قائمة في قلوبنا وحياتنا وفي كلّ مكان، أراه في أبنائي بعد أن شبّوا، في أقرانه وفي كلّ مناسبةٍ ومناسبة، لم يفارقني طيلة الـ 13 عاماً".
وأضافت أم الشهيد احمد صيام: "نحن راضونَ كلّ الرضى باستشهاد احمد، فقد لاقى وجه ربّه وهو طائعٌ له، مجاهدٌ في سبيله، محبٌّ لوطنه مضحياً بدمائه من أجل أقصاه. الأقصى غال، وأقل ما نملك أن نقدم أرواح أبنائنا للأقصى".
وعن سؤالها حول قرار لجنة المتابعة بعدم إقرار الإضراب هذا العام قالت: "بدأت أشعر كأم شهيد قدّمت ابنها للوطن بميوعة هذا اليوم وقلّة وطأته كما كان من قبل. ثقافة الجيل الجديد تستمر بالتراجع، الذاكرة الجماعية تتشتّت وتتلاشى، ويبدو أننا سنستيقظ يوم ذي ذكرى وقد نسينا ما قد حصل. الوعي السياسي والوطني مطلوب، الوازع الديني ذو أهميّة كبرى، وإن لم تسع لجنة المتابعة جادّةً إلى زيادة هذا الوعي وتدارك الأمر، فسنجد أنفسنا وأبناءنا من فلسطينيي الداخل وقد ألقينا بذواتنا وأرواح من ضحوا بدمائهم إلى المشروع الإسرائيلي بنسياننا ماضينا وتضييعنا مستقبلنا".
وحول سؤال مراسلنا لام الشهيد احمد صيام ، ألا تعتقدين أنّ الأحداث الكثيرة والمتلاحقة التي تمرّ بها أمتنا وشعبنا الفلسطيني كثيرة وعديدة، الأمر الذي قد أربك لجنة المتابعة بمركّباتها السياسيّة العديدة، وجعل منهم الإقتصار والتقنين في إحياء هذا اليوم؟
كل قضايا أمتنا واحدة، متشابكة ومترابطة، محاولة الفصل بين أيٍّ منها هو ظلم لها، أحداث هبّة القدس والأقصى فتحت أبواباً جديدة وتصارعات وتصعيدات جديدة مع مسيرة نضال شعبنا الفلسطيني، وكانت نقطة مفصلية في تاريخ نضاله. محاولة تهمشيها أو تذويبها مكان تذويتها سيشكّل مشكلةً في الذاكرة الجماعية لأبناء الدم الواحد. لما ما تزال ذكرى يوم الأرض قائمة؟ لأننا قمنا بأحيائها في مختلف السنين بشتى الوسائل كان اقلّها الإضراب العام والشامل، ولكن على ما يبدو أنّ هناك أطرافاً معيّنة في لجنة المتابعة غير معنيّة بتفعيل وإحياء هذا اليوم لمآربهم الشخصية، وذلك من أجل أن لا يخسر التجّار والعاملون بعض المال في ذات اليوم، رغم أننا "خسرنا" أبناءنا إن صحّ التعبير. نحن لا نطلب تعويضاً، ولا نحمّل أحداً مسؤولية استشهاد أبنائنا، ولكن مجدداً الذاكرة الجماعية وثقافة الجيل القادم التي ما تنفكّ تضمحلّ يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام.
ما رأيك بأداء الحركة الإسلاميّة في ملفّ الشهداء؟
أقولها وبكلّ تجرّد، أن الحركة الإسلاميّة دائماً كانت السبّاقة والرائدة في ملف الشهداء وكلّ ما يتعلّق بقضايا شعبنا الفلسطيني وعلى رأسها قضيّة المسجد الاقصى المبارك ومدينة القدس وتصعيدات تهويدها. لكن يبقى عتبي قائماً، أعلم أنّ هناك العديد من القضايا، لكن لا يصحّ أن نقف مكتوفي الأيدي ونكتفي بأكاليل الزهور على أرواح الشهداء. الجيل الجديد لا يعلم عن الشهداء سوى أسماءهم أو ربّما لا يعلم ! نحنُ بحاجة ماسّة وملحّة إلى تفعيل وترسيخ ذكراهم وكيفيّة استشهادهم في عقول الصغار، حتى لا يأتي في المستقبل حفيدي وحفيدتي ليعاتبوني لما فرّطتم بدم الشهداء.
رسالة اخيرة توجهينها لمن؟
رسالتي للجيل الجديد القادم، احفظوا أمور دينكم فالمتدين عينه على الأقصى وعلى وطنه ومجتمعه، وأوصيكم بقول الله تعالى: "أن اعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا".
ثمّ رسالتي إلى الجماهير العربيّة قاطبةً، كلّي تخوّفٌ من أن نأتي صباح يوم الذكرى ولا نجد إلى جانبنا سوى أبناءنا ومن له معرفةٌ شخصية بالشهداء.
آمل أن تكون ذكرى الشهداء هذه السنة ذات وقعٍ مدوٍّ في أذهان وعقول أبناء المؤسسة الإسرائيليّة، فكما كان يوم الأرض منبراً لحسابهم ألف حساب للجماهير العربيّة في الداخل الفلسطيني، أتمنى أن تجددوا العهد مع الشهداء، وتثوروا من أجل وطنكم. لا تخذلوا دموعنا، ولا تلقوا علينا اللوم أن صادفت الذكرى منتصف الأسبوع وبالتالي تعطيل أعمالكم.
إن الأرض والوطن لن تحلوا وفوقها سجّانينا ومغتصبو حريّاتنا.