“هويتنا قبل الهاوية ” (كيفما رأينا الحياة كانت لنا)
تاريخ النشر: 19/04/16 | 17:47الأحداث اليومية الي نعيشُها، من البسيطة للأكثر تعقيدًا تعكس صراعًا مع الهوية، ومدى ضياعنا بين التسميات والتيارات المختلفة. ويتجلى هذا الضياع بوضوحٍ بالغ في النعوت والتسميات التي نعتونا بها وكانت من نصيبنا على مدار سنين طويلة إلى يومنا هذا نحن الفلسطينيين السكان الأصليين في هذه الديارالذين تشبثنا بأرض الأباء والأجداد رغم التحديات
والصعوبات الجسام التي واجهتنا وما زالت تواجهنا لغاية هذه اللحظة وسنبقى أسرى في غياهب سجونها ما لم نتحرك ونتحد سويةُ من أجل إحقاق العدل قدرالمستطاع والتصدي للغبن والإجحاف اللاحق بنا على مدارعقدٍ من الزمان.التسميات المختلفة مثل: عرب إسرائيل,عرب 48، العرب في إسرائيل ،عرب الداخل وعرب الشمينيت وغيرها والله أعلم أي نعوت سيلصقوها بنا في المستقبل تعكس واقعُا مريرُا يثيرالبلبلة والإرتباك في بلورة هويتنا ، وعلينا تقع مسؤولية كبرى في رفض جميع هذه التسميات جملةً وتفصيلُا ومن هنا يبدأ ربما التغيير المنشود بأن نرى أنفسنا ليس أقلية كما رأوا بنا وأرادونا أن نرى أنفسنا كذلك بل أكثرية ناضلت وما زالت تناضل من أجل العيش الكريم والتشبث بأرض الأباء والأجداد حتى الرمق الأخير .
من الآن :
نقف موحدون، غير مولّين ظهورنا للشمس بل محدّقين فيها بأجفانٍ غير مرتعشة، مطالبين بكامل حقوقنا من أجل حياة كريمة، محافظين على ثوابت هويتنا الإنسانية ووضعنا الخاص، والمتمثلة باللغة العربية والأرض وإحترام الأديان ، محطّمين القيود بالعلم والعمل والمحبة.
من هنا ننطلق، نسير والإصرار والحق الطبيعي وكرامة الإنسان المواطن، بقيادة واعية مؤمنة صادقة واعدة ، تسير بخطىً ثابتة، تعمل بصدق وتساهم في الحراك الإجتماعي والسياسي، تتفاعل مع مجمل الأحداث، والمؤثرات السياسية، والإقتصادية، والإجتماعية للمجتمع العربي الفلسطيني، تُتابع أمور العرب الفلسطينيين السكان الاصليين في هذه الديار كل يوم وكل ساعة وتتصدى لكل حالات التقصير من مؤسسات الدولة نحو مواطنيها العرب السكان الأصليين وعدم إحترام حقوقهم الطبيعية والتمييز ضدهم والتحريض عليهم. فحرية النشاط ليست منة من أحد، والإنسانية تُمارس من خلال الخصوصية الوطنية والقومية ضد كافة أشكال العنصرية والتمييز والتعصّب، فشرعية وجودنا في الوطن تنبع من إنتمائنا له وليس من مواطنتنا في الدولة التي قامت على مُصادرته. نمد يد العون لكل إطار قانوني هادف يسعى لنيل حق مهضوم مهدور منفتحين بحوار عملي صريح وإنساني من منطلق الهوية الإنسانية.
والله ولي التوفيق.
محمد غالب يحيى، محام / حركة “حق الجمهور”