العشرات بأمسية عرض فيلم “روشميا” بتل أبيب
تاريخ النشر: 20/04/16 | 15:01نظمت جمعية سيكوي، منتصف الأسبوع الجاري وضمن فعاليات مهرجان التضامن للسينما وحقوق الانسان، أمسية ثقافية حاشدة، في إحدى قاعات السينما تك في تل أبيب، جرى خلالها عرض فيلم “روشميا” للمخرج سليم أبو جبل، وتلته حلقة حوارية تحت عنوان “بين المدينة والوادي: المواطنة العربية في حيفا.
تم افتتاح الأمسية بتحيات مقتضبة من القائمين على المهرجان والسينماتك، كما نقلت إلى الأمسية تحيات مخرج الفيلم، الذي تعذرت مشاركته لتواجده خارج البلاد ضمن جولة من عروض الفيلم.
هذا وتم عرض “روشميا” المؤثر وهو فيلم وثائقي حائز على عدد كبير من الجوائز العربية والعالمية ويحمل اسم روشميا، أحد آخر الوديان الطبيعية في حيفا، والذي لم يبق من سكانه الأصليين غير مسنين اثنين: يوسف حسان، اللاجئ من وادي الصليب، وزوجته آمنة، اللاجئة من قرية باسور. حسان وآمنة عاشا في كوخهما عشرات السنوات إلى أن قررت بلدية حيفا أن تشق على انقاضه شارعا سريعا قبل عدة أعوام. الفيلم رصد على مدار ستة أعوام، أدق اللحظات في مواجهة هذين المسنين لقرار هدم عالمهما، كما ويوثق عملية الهدم البشعة.
وفي أعقاب الفيلم، أقيمت حلقة حوارية، شارك فيها المؤرخ والمحاضر جوني منصور، والفنانة القديرة سلوى نقارة، فيما أدارتها الرئيسة المشاركة المشاركة لسيكوي، الجمعية العربية اليهودية في البلاد.
د. منصور، استعرض ما اختزن في ذاكرته من انطباعات جميلة عن وادي روشميا وغيره من المعالم الطبيعية في حيفا والتي عملت السلطات على مسحها كليا كجزء من عملية مسح المعالم والأحياء العربية في حيفا، وأكد أن حيفا ليست مدينة مختلطة كما يروّج لها، إنما هي مدينة يعيش فيها العرب واليهود كل على حدة، العرب في الوادي واليهود في الجبل، وأضاف إن المواطنين العرب يرغبون بجعل مدينتهم مشتركة لكافة مواطنيها العرب واليهود إلا أن ذلك لا يمكن أن يكون من خلال مواصلة سياسة التمييز والتنكر للحقوق المدنية والقومية للمواطنين العرب مشددا على أن الاعتراف بالغبن التاريخي اللاحق بحيفا وأهلها العرب والعمل على إصلاحه شرط أساس نحو أي فتح لأي صفحة جديدة بالعلاقات ما بين المواطنين العرب واليهود في حيفا.
نقارة بدورها لم تخف تأثرها البالغ بالفيلم، وأشارت إلى أن استهداف المكان في حيفا وتشويه معالمها جزء من محاولات المؤسسة الإسرائيلية بتشويه الذاكرة وبالتالي تشويه الهوية للمواطنين العرب في البلاد، وأشارت إلى عمق التمييز الصارخ في عدد من المجالات الفنية، ومنها على سبيل المثال، رفض مهرجان مسرح الأطفال في المدينة، بالتجاوب مع طلبها قبل عدة أعوام بتقديم عروض في الأحياء العربية، توقفت نقارة عند محاولات المؤسسة بكبت الفنون والإبداع وتدجينها، مشددة على الدور الريادي للفنانين العرب في البلاد بصيانة الهوية الوطنية والثقافية للمواطنين العرب ومشيرة إلى أهمية التعاون العربي اليهودي الندي على مختلف الأصعدة لوضع حد للكراهية والعنصرية.
من جهتها، اختارت جولان أن تلخص الأمسية بالتأكيد على أهمية العمل العربي اليهودي المشترك، الذي تشكل جمعية سيكوي نموذجا به، من أجل تجاوز التحديات الآنية مشددة أن العمل العربي اليهودي المشترك والشجاع هو المفتاح نحو مستقبل آخر، مستقبل يعتمد على قيم السلم والعدالة والمساواة ورفض التمييز والقمع.