لتكن "الناصرة" نموذجا للمطالبة بحقوقنا

تاريخ النشر: 01/10/13 | 7:00

يحيي شعبنا الفلسطيني ذكرى انتفاضته الثانية، هبة القدس والاقصى، والتي فيها مارس شعبنا حقه في الانتماء والوحدة، وردت عليه المؤسسة الإسرائيلية بتوجيهات للقتل من قبل باراك وبن عامي، وبالرصاص من قبل الشرطة، وبتبرئة المستويين من قبل الجهاز القانوني، وبصمت وموافقة المجتمع الإسرائيلي بتياراته المختلفة.

لقد سقط مع شهداء الداخل الثلاث عشر، ومع شهدائنا الفلسطينيين، وهم المواطنة غير المدعومة بالانتماء، والتي نعرفها بالاسرلة. وأثبتت أسرائيل نفسها، أن "ديمقراطيتها"، هي خطاب وهمي يستعمل لبترنا عن شعبنا وعن حقوقنا، وليس لضمان تلك الحقوق.

أن أحياء ذكرى أكتوبر، لا يتم الا بإحياء معانيه، كسر حاجز الخوف، وبناء حاجز الانتماء، كما أن الانتماء لشعبنا، لا يكون الا بالوعي لحقوقه، وبالانتماء لنضاله من اجل تلك الحقوق. فلا معنى للانتماء الوجداني والعاطفي والثقافي، إذا لم يتبع ذلك وعيك للحقوق القومية والمدنية الناتجة عن ذاك الانتماء.

ونحن نؤكد لشعبنا أن الحقوق لا تؤخذ بالانتظار، أو باقتناع الآخر، بل بقدرتنا على تجنيد شعبنا سياسيا وميدانيا ومهنيا ومعنويا للمطالبة بتلك الحقوق.

لقد سقط في الناصرة 3 شهداء، عمر عكاوي ووسام يزبك واياد لوابنة، نزور أضرحتهم سنويا، لكن الأجيال الجديدة الناشئة لا تعرف عن سقوطهم شيئا، كما لا تعرف عن الهبة، كما لا تعرف عن تاريخ شعبنا بما فيه الكفاية، ولا عن تاريخ مدينتنا "الناصرة".

مدينتنا عليها ان تكون وأن تتصرف كعاصمة لشعبنا العربي داخل اسرائيل، ومكانتها السياسية والاقتصادية والثقافية تلك، تحدد مكانة شعبنا. وهي مطالبة بأن تكون نموذجا للوحدة والانتماء والوعي والنضال.

من واجب الناصرة، ان تحيي عبرة الانتفاضة وليس فقط ذكراها، وعبرة الانتفاضة هي كسر حاجز الخوف، والتشبث بحقوقنا. ولكي نفعل ذلك علينا تطوير برنامجا تعليميا خاصا داخل المدارس يعزز انتماء النصراوي والنصراوية لبلده ولتاريخ شعبه.

مدارس الناصرة وبلديتها ومؤسساتها ملزمة بواجبها التوعوي والتربوي تجاه تاريخ شعبنا وتاريخ نضالاته، وهي مسؤولة عن انعدام وعي اجيال كاملة في الناصرة بهذا التاريخ. نحن أذكى من أن ننتظر وزارة التربية والتعليم الاسرائيلية بأن تفعل ذلك، ونحن أكثر قوة وصدقا من أن نتحجج بالسياسات الإسرائيلية لكي لا نفعل ذلك.

فلتقم الناصرة بمؤسساتنا التربوية بواجبها فيما يتعلق بذكرى شبابنا الذين رحلوا، وبذاكرة شبابنا الذين بقوا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة