الشاعر محمود مرعي يشارك بندوة أدبية في البيرة

تاريخ النشر: 22/04/16 | 11:35

شارك الشاعر في ندوة في قاعة بلدية البيرة في الذكرى ال 91 لاحتلال دولة الأحواز العربية- عربستان- من قِبَلِ المحتل الفارسي، نظمت الندوة المنظمة العربية لمواجهة العدوان الإيراني، والقصيدة أدناه كانت مشاركة الشاعر.

اَلْـمَجْدُ لِلْأَحْرارِ لا لِلْخُنَّعِ .. مِنْ ساحَةِ الْأَقْصى الْخِطابُ لِـمَنْ يَعي
وَلِكُلِّ فِرْعَوْنٍ عَلى ظَهْرِ الدُّنى .. فَجْرُ الْعَدالَةِ قَدْ تَدانى فَاْسَمِع
قَدْ أَهْلَكَ الطَّاغينَ رَبٌّ قادِرٌ.. أَيْنَ الْفَراعِنُ أَيْنَ قارونُ الدَّعي
أَيْنَ النَّمارِدَةُ الْأُلى لَمْ يَتْرُكوا.. حَجَرًا عَلى حَجَرٍ عَلا في مَوْقِعِ
حَتَّى أَطاحوا بِالْـمَشيدِ وَلَوْ بَدا .. يَأْوي الرَّضيعَ ثَوى بِحِجْرِ الْـمُرْضِعِ
زالوا كَريشٍ في الْعَواصِفِ وَانْتَهَوْا.. ذِكْرًا بَغيضًا لا يَروقُ لِـمَسْمَعِ
وَعْدُ الْإِلهِ بِقَصْمِ كُلِّ تَفَرْعُنٍ.. وَبِنُصْرَةِ الْـمَظْلومِ وَالْـمُتَضَرِّعِ
فَالْبَحْرُ قَدْ أَلْقى الرَّضيعِ بِساحِلٍ.. وَالْبَحْرُ أَطْبَقَ إِنَّما لَمْ يَبْلَعِ
أَلْقى بِأَمْرِ اللهِ موسى سالِـمًا .. وَأَطاعَ في الْفِرْعَوْنِ رَبَّ الْـمُدَّعي
وَاللهُ يُمْهِلُ دونَ إِهْمالٍ وَكَمْ .. غَرَّ الْجِلافَ الْحِلْمُ، بَلْ فَقَدوا “الْوَعي”
وَتَكالَبوا وَازْدادَ بَطْشُ أَكُفِّهِمْ .. وَغَدا الدَّمارُ بِعُرْفِهِمْ صِنْوَ الرَّعي
وَالْقَتْلُ في عُرْفِ الْفَراعِنِ مَسْلَكٌ .. لِبَقائِهِمْ، وَالْجَهْلُ أَخْبَثُ مَرْتَعِ
ظَنُّوا الْبَقاءَ يُنالُ إِنْ نَشَروا الرَّدى.. فَتَعاهَدوهُ تَعاهُدَ الْـمُسْتَوْدَعِ
حَتَّى أَتاهُمْ ماحِقًا وَمُبَعْثِرًا .. غَضَبُ السَّماءِ وَلاتَ ساعَةَ مَفْزَعِ
هذي الْعَواقِبُ لا يَراها ظالِمٌ .. حَتَّى يُجَرَّعَ كَأْسَ مَوْتٍ أَفْظَعِ
فَيَعَضُّ مِنْ نَدَمٍ أَصابِعَ كَفِّهِ .. وَالْعَضُّ قَشٌّ، غارقًا لَمْ يَرْفَعِ
يا ساكِنَ الْأَحْوازِ نَصْرُكَ قادِمٌ .. مَهْما تَراخى اللَّيْلُ فَوْقَ الْأَرْبُعِ
فَاثْبُتْ فَدَيْتُكَ فَالرِّياحُ خَلائِفٌ .. وَرِياحُ نَصْرِكَ دانِياتُ الْـمَطْلَعِ
وَالدَّهْرُ ذو دُوَلٍ وَدَوْلَةُ عِزِّكُمْ .. أَزِفَتْ وَلَيْسَ يَرُدُّها ذو مَطْمَعِ
أَحْفادُ خَزْعَلَ شامَةٌ عَرَبِيَّةٌ .. وَالنُّورُ مِنْ نورِ الْإِلهِ الْأَنْصَعِ
وَالْعِرْقُ صافٍ لا هَجينَ بِنَسْلِهِ.. فَالْفَحْلُ نَسْلُ فُحولَةٍ لَمْ تُجْدَعِ
قَدْ واجَهوا التَّفْريسَ صَدُّوا زَحْفَهُ .. فَانْداحَ نورُ الضَّادِ خَيْرُ مُشَعْشِعِ
قَدْ خابَ فَأْلُ الْفُرْسِ في عُدْوانِهِمْ .. أَرْحامُ أُمَّةِ أَحْمَدٍ لَمْ تُقْطَعِ
كادَتْ مَلالي الشِّرْكِ صَبْرًا أَهْلَنا .. لَنْ يَهْزِمَ التَّوْحيدَ شِرْكُ الْـمَرْجِعِ
ما زالَ فينا أَلْفُ سَعْدٍ وَالَّذي .. رَفَعَ السَّما عافوا فِراشَ الْـمَخْدَعِ
حَتَّى يُكَبِّرَ وَسْطَ قُمَّ فَوارِسٌ.. وَالْفُرْسُ بَيْنَ لَقًى وَبَيْنَ مُجَدَّعِ
وَالْجُنْدٌ فَرَّاسُ الْعُلوجِ مُبيدُهُمْ .. فَدِماهُمُ انْسابَتْ لِأَقْصى بَلْقَعِ
نَجَسٌ عَلى نَجَسٍ تَبَرَّأَ أَحْمَدٌ .. مِنْهُمْ وَمِنْ إِشْراكِهِمْ وَتَقَنُّعِ
كَمْ أَزْهَقوا روحًا بِغَيْرِ جَريرَةٍ .. ذَبْحًا وَبِالرَّشَّاشِ دونَ تَوَرُّعِ
أَوْ عَلَّقوا حُرًّا أَبِيًّا ذَنْبُهُ .. رَفْضُ انْحِرافِ تَسَنُّنٍ لِتَشَيُّعِ
كَمْ هَتَّكوا الْأَعْراضَ وَاغْتَصَبوا النِّسا.. لَمْ يَثْنِهِمْ عَنْ ذاكَ حَرُّ الْأَدْمُعِ
كَمْ صَرْخَةٍ حَمَلَ الدُّجى مِنْ حُرَّةٍ .. أَوْ طِفْلَةٍ لَمْ تَسْتَجِبْ لِتَمَتُّعِ
صَرَخَتْ بِجَوْفِ اللَّيْلِ آخِرَ صَرْخَةٍ .. ثُمَّ انْطَفَتْ مِنْ بَعْدِ فَيْضِ تَوَجُّعِ
أَوْ أَغْرَقوا لِلزَّرْعِ قوتِ عِيالِنا .. قَبْلَ الْحَصادِ وَخابَ سوءُ الْـمَنْزَعِ
إِنَّا إِذا ضاقَتْ عَجَنَّا صَخْرَنا .. بِدِمائِنا عَجْنَ اصْطِفاءِ الْأَنْفَعِ
وَتَظَلُّ فَوْقَ شُموسِنا هاماتُنا .. وَالْخَصْمُ دونَ نِعالِنا في الْـمَوْضِعِ
لَمْ يَرْقُبوا إِلًّا بِأَيِّ مُوَحِّدٍ .. وَالْغَدْرُ فيهِمْ طينَةٌ لَمْ تُنْزَعِ
لا يُبْغِضونَ سِوى الْعُروبَةِ أُمَّةً .. أَوْ يَحْقِدونَ عَلى سِوانا فَاسْمَعِ
إِنْ خاطَبونا فَالتَّقِيَّةُ نَهْجُهُمْ.. أَوْ فارَقوا عادوا صِلالَ الْأَجْرُعِ
تَنْدَسُّ تَحْتَ الرَّمْلِ لكِنْ رَأْسُها.. فَوْقَ الرِّمالِ بِأَعْيُنٍ لَمْ تَهْجَعِ
تَتَرَقَّبُ الصَّيْدَ الْـمُغِذَّ لِرِزْقِهِ .. وَبِلَحْظَةٍ تَطْويهِ بَيْنَ الْأَضْلُعِ
وَاللُّؤْمُ إِنْ يَنْبُتْ بِطينِ مَهانَةٍ .. كُلُّ الْخِيانَةِ وَالْبَوارِ تَوَقَّعِ
لا عَهْدَ يَحْفَظُهُ الْـمَجوسُ تِجاهَنا.. إِلَّا اجْتِثاثَ هِلالِنا وَالرُّكَّعِ
لَوْ مُلِّكوا لُغَةَ السَّماءِ تَناثَرَتْ .. وَتَحَوَّلَتْ أَثَرًا كَلَهْجَةِ تُبَّعِ
وَلَوِ اسْتَطاعوا هَدْمَ كَعْبَةِ رَبِّنا .. لَسَطَوْا عَلَيْها كَالذِّئابِ بِرُتَّعِ
وَانْسَلَّ بِالْحَجَرِ الْكَريمِ عِصابَةٌ.. لِيُباعَ في طَهْرانَ لا في يَنْبُعِ
فَلِسابِقيهِمْ في الْقَديمِ مَلامِحٌ .. لاحَتْ بِفِكْرٍ خائِبٍ مُتَصَدِّعِ
وَكَمِ اسْتَطابوا شَتْمَ صَحْبِ مُحَمَّدٍ .. سَفَهًا وَحِقْدًا وَاتِّباعَ مُشَرِّعِ
تُمْلي عَلَيْهِ أَبالِسٌ مِنْ فِقْهِها .. فَيُشَيِّعُ الْأَتْباعَ شَرَّ تَشَيُّعِ
وَبِعِرْضِ طهَ الْـمُصْطَفى خاضوا وَكَمْ .. نَبَحوا عَلى شَرِفِ النَّبِيِّ الْأَرْفَعِ
وَلِأُمَّهاتِ الْـمُؤْمِنينَ تَنَقَّصوا .. بِالْكُفْرِ فَتْوى الدَّاعِرِ الْـمُسْتَنْقَعِ
هُمْ شَرُّ مَنْ في الْأَرْضِ لَيْسَ لِشَرِّهِمْ .. حَدٌّ وَحَقُّ الشَّرِّ أَسْوَأُ مَصْرَعِ
يا ساكِنَ الْأَحْوازِ حَسْبُكَ رِفْعَةٌ .. شَرَفُ الدِّفاعِ عَنِ الْعُروبَةِ أَجْمَعِ
فَمَواكِبُ الشُّهَداءِ دونَ تَوَقُّفٍ .. وَزُحوفُ نَصْرِكَ في الْوَغى لا الْـمَضْجَعِ
مِنْ ساحَةِ الْأَقْصى أَتَتْكَ تَحِيَّةٌ .. تُزْجي الْبَشائِرَ تَحْتَفي بِسَمَيْدَعِ
يَمْشي عَلى الْأَحْوازِ مَشْيَ ضَراغِمٍ.. يَحْمي الْحِياضَ بِروحِهِ وَالْـمُشْرَعِ
قَدْ عاهَدَ الرَّحْمنَ في خَطَراتِهِ … نَصْرًا أَوِ اسْتِشْهادَ فَوْقَ مُدَرَّعِ
فَتَراهُ ما أَبْصَرْتَهُ مُتَحَفِّزًا .. وَتَراهُ لِلصَّفَوِيِّ أَعْتى زَعْزَعِ
ما كان هَيَّابَ الْـمَنايا إِنْ بَدَتْ .. أَوْ نابَهُ خَوَرُ الْجُنودِ الْخُلَّعِ
فَيَنالَ نَصْرًا أَوْ يَنالُ شَهادَةً .. وَيَظَلُّ في الْحالَيْنِ رُعْبَ الْخُرَّعِ
يا ساكِنَ الْأَحْوازِ جِئْتُكَ شاهِدًا.. ظُلْمَ الْقَريبِ مَعَ الْغَريبِ الْأَوْضَعِ
قَرْنٌ مَضى وَالْـمَوْتُ يَقْضِمُ لا يَني .. مِنْ قَضْمِنا أَوْ نَهْشِنا لَمْ يَشْبَعِ
ذُقْتُمْ كَما ذُقْنا وَنابَ جُموعَنا .. ما نابَكُمْ لكِنْ بِغَيْرِ تَضَعْضُعِ
ما هانَ مِنَّا الْعَزْمُ أَوْ نالَ اللَّظى.. مِنَّا وَكُنَّا لِلَّظى كَالْـمَدْفَعِ
إِنْ كانَ هذا الشَّرْقُ صُدِّعَ صَدْرُهُ .. أَمَدًا فَقادِمُهُ بِغَيْرِ تَصَدُّعِ
سَيَعودُ مِشْكاةً وَسابِقُ نورِهِ .. يَتَسَرْبَلُ الْآبادَ ثَرَّ الْأَذْرُعِ
تَعْدو الْغَزالَةُ في حِماهُ وَفي السَّما .. سَبْحُ الْغَزالَةِ في الْـمُحيطِ الْأَوْسَعِ
وَتَرى الطُّيورَ عَلى غُصونِ أَمانِهِ .. وَعَنِّ الظِّلالِ وَمائِهِ لَمْ تَنْزَعِ
وَمَجالِسُ الْعُلَماءِ وَالْحَلَقاتُ في .. كُلِّ الْجَوانِبِ كَالنُّجومِ السُّطَّعِ
وَبَنو الْعُروبَةِ وَثْبَةٌ مُضَرِيَّةٌ .. ما بَيْنَ وَثَّابٍ وَبَيْنَ مُقَعْقِعِ
وَإِذا تَداعى غاصِبٌ لِتُخومِهِمْ .. فَالطَّعْنُ وِتْرٌ قَدْ شَفى لَمْ يُشْفَعِ

{الجليل/فلسطين}

144

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة