قال صلى الله عليه وسلم "تخيروا لنطفكم.. ان العرق دساس "
تاريخ النشر: 17/10/13 | 23:00يبحث الانسان منا اي الرجل عن فتاة تتصف بصفات مميزة , وفق معيار معين , وكذلك الفتاة لها كل الحق في اختيار ما تراه مناسبا من الرجال ممن يتحلون بمواصفات محددة, على حد سواء , رجلا كان او فتاة ,كل ذلك يتناغم مع شمائل خلقية وخلقية , كالهمة والمروءة والرجولة والوفاء ,فكل فتى وفتاة يسعى لان يرتبط باخر وفق هذه المفاهيم والمعايير ,ومن افضل هذه المزايا والصفات الطيبة ,النسب والمكانة والهمة والمروءة, وكذلك ما تتمتع فيه الفتاة من نسب , وجمال ,وذكاء وفطنة .
فيكون الوفاق والانسجام .فاذا ما المت ملمة , ونزلت نازلة بالقوم , تصدت الفتاة والمرأة مع الرجل لتلك الملمة لتذليلها , وتلافي نتائجها وعلاجها ,مما يعترض الحياة الزوجية والاسرية .فبما اوتي الرجل والمرأة من مواهب وقدرات وحيلة وذكاء تتخطى هذه الصعوبات ونتجاوزها ,فلعمري هذا النجاح في هذه المسيرة الاجتماعية واستقرار الحياة الزوجية .
فالاكفاء للاكفاء والانداد للانداد, والا اختلت الموازين , واضطربت المعايير , وانكفأت الامور ,ولعل ما في المجتمعات من تناقضات , ومن مفاسد في المعايير والمفاهيم في الاختيار والقرار ,ما يكون وبالا وبلاء لكل واحد منهما على الاخر , فتسوء عواقب الامور ,وتكون النتيجة الويل والثبور .
ويجب ان تتمتع الفتاة بالجمال , خلقا وخلقة , ذكاء وادبا فيها من الوان الذكاء والحياء كنزا وذخرا لها في زحمة هذه الحياة , وفيها الفن والابداع , ومن هنا على الفتاة خاصة ان تتعلم وتتزود بشتى صنوف الثقافة والمعرفة حسب القدرة والاستطاعة ,فتكون محصنة بهذه الحصانة , ةحارسها الادب الوافر والحياء ,فلا تستقيم الامور الا بالاستقامة , ولا الاستقامة الا بالالتزام ولا الالتزام الا بالحياء .
ومما يروى .قال عبد الملك ابن هبيرة وكان اميرا على الكوفة انذاك:قدم علينا عمرو بن هبيرة الكوفة ,فارسل الامير الى عشرة من وجوه الكوف كنت واحدا منهم ,فسمروا عنده , ثم قال:ليحدثني كل رجل منكم احدوثة ,وابدأ انت يا عمرو.
فقلت : اصلح الله الامير . احديث الحق ام حديث الباطل .قال: بل الحق .قلت :ان امرآ القيس الى بالية (اقسم)الا يتزوج امرأة حتى يسألها عن ثمانية واربعة , وثنتين .فجعل يخطب النساء , فاذا سألهن عن هذا ,قلن :" اربعة عشر .فبينا يسير في جوف الليل ,اذ هو برجل يحنل ابنة صغيرة ,كأنها البدر ليلة تمامه ,فاعجبته ,فقال لها يا جارية:ما ثمانية , واربعة , وثنتين .
فقالت : اما ثمانية .فاطباء الكلبة (حلمات الضرع لدى ,خف ,وظلف, زحافر, وسبع )واما اربعة ,فاخلاف الناقة (حلمات ضرع الناقة)واما الاثنان ,فثديا المرآة.
فخطبها الى ابيها , فزوجه اياها .وشرطت عليه ان تسأله ليلة ان يبني بها عن ثلاث خصال ,فجعل لها ذلك , وان يسوق اليها مئة من الابل ,وعشرة من العبيد , وعشر وصائف ,يقمن على خدمتها ورعايتها , وثلاثة افراس ففعل ذلك .
ثم انه بعث عبدا له الى المرآة , واهدى لها نحيا من السمن , واخر من عسل ( وهو القربة ) وحلة من عصب وهو نوع من البرود والثياب . فنزل العبد ببعض الامياه , فنشر الحلة ولبسها , فتعلقت بشوكة كبيرة فشقتها ,وفتح السقائين (النحيين)واطعم اهل الماء منهما فنقصا ,ثم قدم على حي المرأة, وهم خلوف (غياب عن الحي)فسأل عن ابيها وامها واخيها , ودفع اليها هديتها , فقالتله :اعلم مولاك ان ابي ذهب يقرب بعيدا ويبعد قريبا , وان امي ذهبت تشق النفس نفسين , وان اخي يراعي الشمس , وان سناءكم انشقت ,وان وعاءكم نضبت.
فقدم الغلام على مولاه ,فاخبره ,فقال:اما قولها ان ابي ذهب يقرب بعيدا ويبعدقريبا ,ذلك ان اباهل يحالف قوما على قومه ,وام قولها ذهبت امي تشق النفس نفسين ,ذلك ان امها ذهبت تقبل امرأة نفساء ,واما قولها ان اخي يراعي الشمس فان اخاها في سرح له يرعاه , فهو ينتظر وجوب الشمس اي غيابها ليروح به ,واما قولها ان سماءكم انشقت ,فان الثياب التي بعثت بهاانشقت ,وقولها ان وعاءكم نضب ,فان السقائين التي بعثت بهما نقصا .
فصدقني ؟ فقال:يا مولاي,اني نزلت بماء من مياه العرب , فسألوني عن نسبي ,فاخبرته اني بن عمك , ونشرت الحلة فانشقت ,وفتحت النحيين ,فاطعمت منهما اهل الماء .
فقال: اولى لك .وهي كلمة تهديد ووعيد,اي الشر اقرب اليك .ثم ساق مئة من الابل وخرج نحوها ومعه الغلام, فنزلا منزلا , فخرج الغلام يسقي الابل,فعجز , فاعانه امرؤ القيس ,فرمى به الغلام في البئر .وخرج حتى اتى اهل المرآة بالابل,واخبرهم انه زوجها , فقيل لها: قد جاء زوجك ,فقالت : والله ما ادري ازوجي ام لا ,ولكن انحروا له جزورا واطعموه من كرشها وذنبها ,ففعلوا , فاكل ما اطعكوه ,فقالت : اسقوه لبنا خازرا,اي الحامض ,فشرب , فقالت:| افرشوا له عند الفرث والدم , ففرشوا فنام .
فلما اصبحت ,ارسلت اليه ,اني اريد ان اسألك ,فقال: سلي ما شئت ؟ فسألته فلم يعجبها جوابه ,فقالت: عليكم بالعبد فشدوا ايديكم به , ففعلوا .
قال: فمر قوم فاستخرجوا امرأ القيس من البئر ,فرجع الى حيه فاستاق مئة من الابل , واقبل الى امرأته ,فقيل لها :قد جاء زوجك .فقالت: والله ما ادري ازوجي ام لا .
ولكن انحروا له جزورا فاطعموه من كرشها وذنبها , ففعلوا ,فلما اتوه بذلك ,قال: واين الكبد والسنام والملحاء وهولحم الكتف الى العجز ,وابى ان يأكل ,فقالت: اسقوه لبنا خازرا ,فابى ان يشرب .وقال: واين الصريف والرثيئة (الحليب الحار ساعة حلبه .
الرثيئة الحليب يصب عليه اللبن الحامض فيروب من ساعته ) فقالت: افرشوا له عند الفرث والدم , فابى ان ينام , وقال:افرشوا لي فوق التلعة الحمراء , واضربوا عليها خباء . ثم ارسلت اليه .هلم شريطتي عليك في المسائل الثلاث .فارسل اليها ان سلي ما شئت .
فسالته فاعجبها جوابه ,فقالت: هذا زوجي لعمري ,فعليكم به , واقتلوا العبد فقتلوه ,ودخل امرؤالقيس بالجارية .
فقال بن هبيرة : حسبكم فلا خير في الحديث في سائر الليل بعد حديثك يا ابا عمرو , ولن تأتينا باعجب منه ,. فقمنا وانصرفنا , وامر لي بجائزة
اللهم صلي وسلم وبارك على نبيك محمد عدد ما خلقت