محاضرة عن”أزمة الفيزياء”بمركز الأبحاث كفرقرع
تاريخ النشر: 24/04/16 | 16:04نظم مركز أبحاث المثلث في كفرقرع أمس الجمعة محاضرة بعنوان “أزمة الفيزياء النظرية المعاصرة وحلها البسيط والجميل” قدمها البروفيسور رمزي سليمان من قسم علم النفس في جامعة حيفا، وقسم الفلسفة في جامعة القدس شارك فيها العشرات من المثقفين من كفرقرع والمنطقة.
وإستهل البروفيسور رمزي محاضرته بإعطاء لمحة تاريخية عن مسيرة الفيزياء النظرية المعاصرة، بداية من تجربة مايكلسون- مورلي التي ادّت الى قبول نظرية أينشتاين النسبية الخاصة، التي نبذت مبدأ الزمن المطلق الذي اعتمدت عليه فيزياء جاليليو-نيوتن واستبداله بمبدأ ثبوت سرعة الضوء. سوف يبين أن نظريات أينشتاين النسبية، بالرغم من فضالها في انقاذ الفيزياء من محنتها بعد بطلان مبدأ الأثير الذي اعتمدته فيزياء نيوتن، قد خلقت تناقضات وأنتجت تنبؤات هي اقرب الى الخيال العلمي منه الى العلوم الدقيقة. مشيرا الى عجز هذه النظريات عن التعامل مع ظواهر الكوانتوم التي تميز فيزياء الجزيئات الصغيرة، وإلى التناقض الجوهري بينها وبين نظريات الكوانتوم، والذي أدى بدوره الى نشوء نظريات كثيرة غريبة لا يمكن فحصها تجريبيا والتوحيد الكامل بينها، كما والى بقاء اسئلة كبيرة مفتوحة، على رأسها الأسئلة عن ماهية المادة السوداء والطاقة السوداء، اللتان تشكلان معا حوالي 95% من الكون وماهية ظواهر الكوانتوم، المعمول بها في تكنولوجيات متطورة.
كما وشرح نظريته النسبية التي يسميها ” نظرية نسبية المعلومات” (Information Relativity Theory)، والتي تعتمد على التوجه الفلسفي الظواهري (Epistemological) ، بدل التوجه الوجودي (Ontological) الذي اعتمده أينشتاين، والذي أوقع الفيزياء في خطأ كبير يتمثل في الاعتقاد بأن الظواهر النسبية هي الواقع الفيزيائي بعينه، بدلا عن كونها تعبيرًا عن تصوراتنا عن الواقع بحسب مشاهداتنا وقياساتنا لظواهره. مبينا أن النظرية المقترحة تنطبق على فيزياء الأجسام الكبيرة والجزيئات الصغيرة على حد سواء، وأنها تقدم تفسيرات بسيطة ومعقولة لظواهر فيزيائية بالغة الأهمية، كازدواجية المادة والموجة (Matter-Wave Duality ) وديناميكيات الطاقة السوداء في الكون.
في نهاية المحاضرة أشار إلى جمال معادلات ونتائج النظرية المطروحة، والى التواصل الذي تحققه بين الفيزياء وبين باقي العلوم، كما وبينها وبين الفنون وعلوم الاقتصاد والأخلاق.
كنتُ أحد المستمعين للمحاضرة القيّمة المنهجيّة
للبروفيسور رمزي سليمان، وأعتقد أنّ ما عرضه من
آراء وأفكار وحقائق جدير بالمزيد من التأمّل والمراجعة
من المختصين في هذا المجال – مجال الفيزياء!
د. محمود أبو فنه