سؤال في اللغة:ماذا نقول نفذ الزاد أم نفد؟
تاريخ النشر: 25/04/16 | 1:04نَـفَذّ معنها اخترق، كقولنا نفَذّ النصل في ….، أي خرج طرفه من الشق الآخر.
المضارع= ينْـفُـذ،
المصدر= نَفاذ ونُفوذ.
وردت (نفَذ) فعلاً مضارعًا في آية كريمة:
“يا معشرَ الجنِّ والإنسِ إن استطعتم أن تنفُذوا من أقطار السموات والأرض فانفُذوا، لا تنفُذون إلا بسلطان”- الرحمن 33.
اسم الفاعل (نافذ) استخدم مجازًا بمعنى ماضٍ في جميع أموره:
يقول المتنبي:
ما كل من طلب المعالي نافذًا *** فيها ولا كل الرجال فحولا
فإذا قلنا: أمره نافذ عَنينا أنه محقَّق، وله نفوذ تعني له سلطة، وأنفذ الأمر قضاه.
يبدو لي أن الأسماء (نافز) و (نفوز) و (نفاز) كل منها لهجة في قلب الذال زايًا.
أما النافذة بمعنى الشبّاك فهي محدثة، وأجازها مجمع اللغة العربية، لأن الضوء والهواء ينفُذان منها، فاللفظة في الأدب القديم كانت وصفًا للطعنة مثلاً، فنافذة تعني مُصيبة في الصميم.
من الكلمات المحدثة أيضًا في مادة (نفذ) الفعل نفَّـذ ، فنفّذ الحكم أخرجه إلى العمل حسب منطوقه، ومصدره التنفيذ، ومنه- السلطة التنفيذية.
كما استجد التعبير “منطقة النفوذ: وفي أكثر من دلالة.
كلمات اتسعت لها العربية، وفي ذلك بركة.
نَـفِـد (بكسر الفاء وليس بفتحها) تعني انقطع وذهب، قال تعالى:
“ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام، والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحر ما نَـفِـدَت كلمات الله”- لقمان- 27.
المضارع: ينفَـد (بفتح الفاء). قال تعالى:
“ما عندكم ينفَـدُ وما عند الله باق” – النحل 96.
ثمة آية أخرى جمعت الفعلين الماضي والمضارع:
“قل لو كان البحر مِدادًا لكلمات ربي لنفِدَ البحر قبل أن تنفَدَ كلماتُ ربي، ولو جئنا بمثله مددا” – الكهف 109
أما المصدر فهو نَـفاد. قال تعالى: “إن هذا لرزقُنا ما له من نَفاد” – سورة ص، 54.
أجاز مجمع اللغة استخدام (استنفد) – بالدال طبعًا- جهده أو طاقته بمعنى حقق ما في وسعه، ولم يبق حاجة أو داع لمزيد.
ملاحظة:
يشترك الفعلان في كونهما يبتدئان بالنون فالفاء (نـفــ)، واللغويون يرون أن الأفعال المبتدئة بهما يطّرد فيهما معنى الذهاب أو الخروج، ومثلهما نفر، نفق، نفخ، نفح، نفش…إلخ وهذا يدخل في باب خصائص اللغة.
أ. د فاروق مواسي