فيلم مصري وآخر سوري يتوجان بالجزائر
تاريخ النشر: 02/10/13 | 8:47اختتمت يوم الاثنين من هذا الاسبوع بالجزائر فعاليات مهرجان وهران للفيلم العربي بتتويج الفيلمين "هرج ومرج" للمصرية نادين خان، و"مريم" لباسل الخطيب من سوريا بجائزة "الوهر الذهبي" مناصفة، في حين عادت جائزة أحسن دور رجالي ونسائي في فئة الأفلام الطويلة إلى كل من الممثل التونسي فتحي حمداوي عن فيلم "الخميس عشية"، والممثلتين يارا أبو أحمد من لبنان عن فيلم "عصفوري"، والأردنية تهاني سلوم عن دورها في فيلم "على مد البصر".
وتدور أحداث فيلم "هرج ومرج" في مثلث حب غني بالصراعات، حيت يتنافس الشابان زكي ومنير على حب منال، ويعيش الثلاثة في مجتمع يقتصر على تلبية الاحتياجات الأساسية رغم الهرج والمرج، وتجد منال نفسها موضوع الرهان في مباراة لكرة القدم بينهما، والفائز يتزوجها.
القصة تحكي عن شباب كرة القدم و"البلاي ستايشن"، وكيف يتعاملون مع مشاعرهم وسط مجتمع يتزايد فيه الانغلاق والانعزال.
وقد عرض فيلم "هرج ومرج" سابقا في مهرجان لوكارنو السينمائي، وهو باكورة الأفلام الطويلة للمخرجة نادين خان.
أما فيلم "مريم" فهو بمثابة ملحمة للحياة يتبدى من خلالها نبل الوطن والاحتفاء بشموخ المرأة، وتصور أحداثه المتغيرات السياسية والاجتماعية والقدرية المفروضة على حياة ثلاث نساء يحملن نفس الاسم "مريم"، تخالهن امرأة واحدة، وهن يتمتعن بالحرية في طرح مكنونات الذات بكامل دفقها الإنساني.
جوائز المهرجان
وتم تتويج هذين العملين السينمائيين بأكبر جوائز مهرجان وهران بعد أن تنافس عليها 14 فيلما طويلا، عكفت على تقييمها لجنة تحكيم برئاسة المخرج الجزائري أحمد راشدي، وبعضوية الممثلة اللبنانية كارمن لبس، والمخرج والمنتج المصري شريف مندور، والممثلة الشابة آمال بوشوشة التي أثارت عضويتها في اللجنة عاصفة من الانتقادات.
وعادت جائزة أحسن سيناريو للفيلم الطويل "صدى" لسمير عارف من المملكة العربية السعودية، في حين توج فيلم "المغضوب عليهم" للمغربي محسن البصري بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، إلى جانب تنويه خاص للممثلة الجزائرية صابرينة دحماني عن فيلم "في العلبة".
كما توج الإماراتي نواف الجناحي بجائزة الانطلاقة الأولى عن فيلمه "ظل البحر"، وعادت جائزة التحكيم الخاصة بالصحفيين لفيلم "لما ضحكت موناليزا" للأردني فادي جورج حداد.
أما عن فئة الأفلام القصيرة فقد توج المخرج الجزائري كريم موساوي بالجائزة الكبرى عن فيلمه "قبل الأيام"، في حين حظي كل من التونسي مهدي البرصاوي عن فيلمه "بوبي" والجزائري لمبارك مناد عن فيلمه "المنفى" بشهادات تقدير، بينما توج فيلم "عالم ليس لنا" للمخرج الفلسطيني مهدي فليفل بجائزة أحسن فيلم وثائقي.
وأكد أحمد راشدي رئيس لجنة التحكيم والرئيس الشرفي للمهرجان في تصريحات للصحفيين بعد نهاية حفل الاختتام، أن اللجنة قيمت محتوى الأفلام سينمائيا وفنيا، وركزت على جمالية السيناريو من الجانب الفني، واحترافية الإخراج والتمثيل، دون النظر إلى الأطروحات والمواقف السياسية التي تحاول تسويقها".
وأعرب عن "أمله بأن تكون السينما الجزائرية حاضرة بشكل أكبر خلال المواعيد القادمة، خاصة في فئة الأفلام الطويلة".
تراجع مستمر
في السياق يرى المخرج والمنتج الجزائري العربي لكحل في حديث للجزيرة نت أن "الحكم على أي مهرجان بالنجاح أو الفشل، يكون بالنظر إلى حجم المشاركة الدولية والمحلية كما ونوعا".
وتأسف لكون المشاركات الدولية والمحلية في تراجع مستمر من سنة لأخرى، داعيا المسؤولين إلى التحرك، "فإذا كنا نرى أن كمية الإنتاج السينمائي ونوعيته في تراجع مستمر، ونحن نقف موقف المتفرج، فتلك مصيبة كبيرة".
وعن أسباب تراجع مستوى المهرجان، الذي يقال عنه إنه بدأ كبيرا وبات يصارع من أجل البقاء، أوضح لكحل أن المهرجان كان في بداياته يحظى بدعم التلفزيون العمومي، بحكم أن محافظ المهرجان كان هو المدير العام للتلفزيون الجزائري حمراوي حبيبي شوقي، الذي استعمل -حسب لكحل- كل إمكانيات التلفزيون لإنجاحه.
لكن المهرجان -يقول المتحدث نفسه- سقط في فخ الاستغلال السياسي، وكان بعيدا جدا عن دعم السينما وتطوريها، ولم يكن يعطي للمبدعين في القطاع السينمائي الأولوية".
ويتابع "بعد أن تحول المهرجان إلى وصاية وزارة الثقافة تم تقليص ميزانيته، وبات يعاني من أجل البقاء"، ورغم السقطات التي يقع فيها المهرجان -يضيف لكحل- يجب "دعمه وتطويره والعمل على استمراره".
ويرى أن المهرجان "مرآة تعكس واقعنا وحقيقتنا، والجميع مسؤول أمام هذا الواقع، فإذا كان المهرجان ضعيفا فذلك معناه أننا ضعفاء، ويجب أن نمتلك الإرادة لمواجهة أنفسنا بالحقيقة، وأن نعمل على تجاوز الأخطاء وعدم تكرارها مستقبلا".