أماه

تاريخ النشر: 24/04/16 | 16:01

وَأَبَحْتُ الكَظْمَ يَطْفو,
فوقَ أَمْوَاجِ الخَيَالْ,
يَتَقَصَّى مَركِبَاً في البَحرِ ,
يَصْبُو لِلمَدَى .
كي أَحتَمِي مِن زَوجِ أُمِّي والنبال,
إِذْ يَطَالُ مَن تزَيَّا بالرَّدَى .
أُمَّاهُ إِن أَزمَعتِ صَرْمِي فَاذْكُرِي :
من يحصد الزَّهرَ بِحُبلَى قد زَنا .
كَمْ أَغْضَبَتْنِي أَكْمُؤٌ جَذلَى ,
تَجَلَّتْ في النِّزال ,
فَوْقَ رَوْثِ الجَائِرين السَفَلَة.
ظَنُّوا أَنَّ الأَرضَ قُدسَاً ,
صَلَّي فِيهَا الأَنبياء,
إنَّمَا بَانَتْ عَلَى الأَوْغَادِ ,
أَغْنَى مَأدَبَة,
فَاستَمَاتُوا حينَما سَالَ الُّلعَابُ ,
وَتَشاءَتْ في سَمَاهَا الأغرِبَة .
حَبلُ عُزرائِيل من فيها تدَلَّى,
يَجْمَعُ قوتَ الغيابْ ,
مِنْ فِلِذَّاتِ الْقُلوبِ الرَّاعِدة .
والعُيونُ تَحْفُرُ الرُّعبَ
برمْشِ العَينِ تَسْتَلُّ الذَّهَابَ,
مِنْ تَهَاليل السِّيوفِ الحَاصِدة .
واسْتَجَاروا بِغَطاريف هُولاكُو,
كِيْ يُوَشُّوها اليَباب,
بالرُّؤوسِ والأَيَادِي الهَامِدَة .
نامَ عَلَى وَصْبِ السُعارِ بَردَا ,
يُنَشِّفُ الدمعَ لأُمِهِ هامِساً :
إِنِّي أَنا الشِّريَانُ فيكِ سَرْمَدا .
أمَّاهُ إنْ حَلَّ احْتِضارِي فاحْفُرِي
في غَيمَةٍ حُبلى بِتَزيِيف الخِطَابْ:
“يَنْهَبون الزَّهْرَ من فَمِّ النَّدَى ”

شعر : احمد طه/ كوكب ابو الهيجاء

a7md6aha

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة