أسباب قسوة القلوب وعلاجها
تاريخ النشر: 25/04/16 | 2:50إن من الابتلاءات التي بليت بها هذه الأمة ابتلاء عظيم ومرض عضال وداء فظيع ومصيبة كبرى ألا وهو: قســـوة القلـــوب
ففي هذه الرسالة نصيحة أرجو من الله الجواد الكريم أن ينفعنا بها جميعا وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.
وفي بداية هذه الرسالة نتعرف جميعا على أسباب قسوة القلوب وكيفية علاجها.
الأسباب
الغفلة، وطول الأمل، وعدم مراقبة الله واستشعار عظمته، وقوته، وجبروته، وانتقامه، ورحمته، ولطفه وفضله، وجوده، وكرمه.
– عدم المحافظة على الصلاة مع الجماعة وعدم الإتيان إليها مبكرا.
– هجر القرآن وعدم قراءته بحضور قلب وخشوع وتدبر.
– الكسب الحرام من الربا والغش في البيع والشراء والرشوة ونحو ذلك.
– الكبر والانتقام للنفس واحتقار الناس والاستهزاء بهم.
– الظلم.
– الركون للدنيا والاغترار بها ونسيان الموت والقبر والدار الآخرة.
– النظر المحرم إلى النساء أوالمردان.
– عدم محاسبة النفس وطول الأمل.
– كثرة الكلام بغير ذكر الله عز وجل، كثرة الضحك والمزاح، كثرة الأكل، كثرة النوم.
– الغضب بلا سبب شرعي.
– السفر إلى بلاد الكفر للسياحة.
– الكذب والغيبة والنميمة.
– الجليس السوء.
– الحقد والحسد والبغضاء.
– إضاعة الوقت بغير فائدة وعدم استغلاله في المفيد.
– الإعراض عن تعلم العلم الشرعي.
– إتيان الكهان والسحرة والمشعوذين.
– استعمال المخدرات والمسكرات والدخان والشيشة (النارجيلة) والمعسل.
– عدم قراءة أذكار الصباح وأذكار المساء.
– سماع الأغاني ومشاهدة الأفلام الخليعة والمجلات الهابطة.
– عدم الاهتمام بأمر الدعاء.
تعرفنا آنفا على أسباب قسوة القلوب ـ أعاذنا الله منها ـ إذن لنبحث عن العلاج الذي نعالج به جميعا قلوبنا؛ لأن معرفة الداء أول طرق معرفة الدواء.. فلنتابع السير :
علاج قسوة القلوب
– تعلم العلم الشرعي من القرآن والسنة.
– المواظبة على قراءة القرآن الكريم بتدبر وخشوع وحضور قلب مع قراءة تفسير القرآن.
– قراءة سيرة الرسول وأصحابه.
– الصدقة (الحرص على صدقة السر).
– العطف على الفقراء والمساكين والأرامل والمسح على رأس اليتيم.
– الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
– بر الوالدين والإحسان إليهما.
– صلة الأرحام.
– زيارة المرضى وتخفيف آلامهم ومواساتهم.
– زيارة مغاسل الموتى (حضور تغسيل الأموات إذا تيسر ذلك).
– زيارة المقابر (للرجال فقط).
– الإكثار من ذكر الله تعالى.
– قيام الليل والحرص على ذلك.
– التواضع وحسن الخلق.
– التبكير للصلاة في المسجد.
– إفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف.
– محاسبة النفس.
– صفاء النفوس.
– أداء النوافل.
– الجليس الصالح (مجالس الصالحين).
– الحرص على التزود من الدنيا بالعمل الصالح.
– الزهد في الدنيا، والإعراض عنها، وأخذ الكفاية من متاعها.
– تذكر يوم القدوم والعرض على الله يوم القيامة للحساب.
– حب الخير للغير.
– عدم الانتقام للنفس، والعفوعن من ظلمك.
– دعوة غير المسلمين إلى الإسلام (مكاتب الجاليات).
– حفظ الجوارح مما يغضب الله.
– الكسب الحلال.
– سقي الماء.
– الإسهام قدر المستطاع في بناء المساجد.
– زيارة البيت الحرام لأداء العمرة مع الاستطاعة.
– الهدية « تهادوا تحابوا »
– الدعاء لإخوانك المسلمين بظهر الغيب.
– الرفق بالحيوان والإحسان إليه.
– المكث بالمسجد بعد الصلوات (وخصوصا بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس قدر رمح ثم صلاة ركعتين).
– زيارة المؤسسات الخيرية والاطلاع على أحوال المسلمين في العالم.
– تجهيز غاز في سبيل الله.
– إنظار المعسر أوالتجاوز عن شيء من دينه.
– صيام التطوع.
– إصلاح ذات البين.
– تذكر الجنة ونعيمها وقصورها وأنهارها وزوجاتها وغلمانها والحياة الأبدية التي لا موت فيها ولا تعب ولا نصب وأعظم من ذلك رؤية الله رب العالمين.
– تذكر النار وجحيمها وسعيرها وأغلالها وزقومها وأوديتها وعقاربها وحياتها وطول المكث فيها، ونعوذ بالله ونستجير بالله من عذاب جهنم { إن عذابها كان غراما، إنها ساءت مستقرا ومقاما } [ الفرقان : 65 – 66 ]
– التحدث بنعم الله سبحانه وتعالى.
– مراقبة الله في السر والعلن.
– تذكر الموت وسكراته.
– تذكر القبر ووحشته وظلمته وسؤال الملكين.
– الدعاء والإلحاح على الله سبحانه وتعالى { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } [غافر:60].
الحذر… الحذر من الاستمرار والتهاون بالذنوب
عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « إياكم ومحقرات الذنوب كقوم نزلوا في بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه » رواه أحمد، والطبراني، والبيهقي في شعب الإيمان، وغيرهم، والحديث صحيح.
أن الاستمرار على الذنوب والتهاون بها سبب رئيس في قسوة القلوب، ولربما لا يوفق العبد بحسن الخاتمة، والعمر فرصة واحدة ولن يتكرر واستفد من وجودك في هذه الحياة بعمل الصالحات والتزود منها، والتخلص من الذنوب والمعاصي، ولا تطل الأمل فقد يفاجئك الموت هذه الليلة على فراشك، فعلينا بالتوبة والرجوع إلى الله قبل فوات الأوان وقبل حضور الأجل.
قال تعالى: { وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إنّي تبت الآن } [ النساء : 18 ].
لله أشد فرحا بتوبة عبده
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينا هوكذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح » [رواه مسلم]
قال تعالى : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هوالغفور الرحيم } [ الزمر : 53 ].
وفقنا الله للصالحات والتوبة النصوح قبل الممات ورزقنا خشيته في السر والعلن، ونعوذ بالله من قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن عين لا تدمع، ومن دعوة لا ترفع، نعوذ بالله من هؤلاء الأربع وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.