الشفافية والمحاسبة لأداء بلدية الناصرة قبيل انتخابات 2013
تاريخ النشر: 03/10/13 | 2:30تعمل معظم الشركات الكبيرة الناجحة والمؤسسات المهنية بحسب مبدأ الشفافية ومبدأ التقييموالمحاسبة. يقوم مبدأ المحاسبة على فكرة تحميل كل موظّف، وبالأخص كل مدير أو مسؤول كبير، مسؤولية كاملة على عمله (وعمل فريقه) ونتائجه الإيجابية والسلبية، قراراته، سياساته وإدارته،بحسب أهداف تحدد مرة كل عام، أو مرتين في معظم الحالات، كلٌ بحسب التعريف الوظيفي لعمله.
قبل كل انتخابات تعرض كل قائمة برنامج عملها الذي ستلتزم به فيما لو ربحت الانتخابات.إذا ما حاولنا التمعن في أداء البلدية نجد أنها كحزب رابح يفرح ويهلل ويكيد منافسيه. تمر خمس سنوات، فيأتي الحزب الذي تولى ادارة البلدية (أو ما يسمى تهكما “الحزب الحاكم”، فهو يحكم ويتحكّم في ابسط الأمور في حياة المواطن) ويتحفنا بسرد انجازاته والتي الكثير منها لا يعتبر انجازا للبلدية أصلا وهو اما انجاز لممولين ومستثمرين، مثل الحديقة الصناعية بتمويل السيد ستيف فرتهايمر. أو مشاريع موّلتها الحكومة، تفوّقت بها علينا قرىً أخرى عدد سكانها أقل بكثير من عدد سكان الناصرة.
تعالوا نتعامل معاً بشفافية وحدثونا عن المشاريع التي نجحت وتلك التي فشلت. لماذا فشلت؟ وكيف تخططون لإنجاح هذه المشاريع مستقبلا؟ إنَّ ما نراه في الواقع هو أنه اذا ما تجرأ أحد على انتقاد أداء البلدية أو تحميل رئيسها مسؤولية إهمال مشاكل معينة، أو وجود فساد هنا وهناك، تقوم الدنيا ولا تقعد. ويبدأ التوجه التكفيري، والتخويني ولاحقا المعاقبة لكل من يوجه النقد والانتقاد من جهة، والدفاع المستميت عن أداء البلدية ورئيسها من جهة أخرى.
لنأخذ على سبيل المثال لا الحصر مشروع سوق الناصرة والذي كان في قائمة مشاريع الناصرة 2000. سوء ادارة المشروع وعدم الالتزام بجدول زمني في التنفيذ على أرض الواقع بالاضافة لعدم حل مشكلة اركان (صف) السيارات أدى الى اغلاق المحال التجارية لوقت طويل، فاضطر السكان لايجاد بدائل توفّر جودة حياة أعلى. وهكذا هُجر السوق، أحد أهم وأجمل المواقع في المدينة. وفي حين أن هدف هذا المشروع كان احياء السوق، انتهى الأمر الى هجره وتهميشه بالاضافة الى بيع أجزاء غير قليلة منه لمستثمرين يهود. رُبما لو عملت البلدية بحسب مبدأ المحاسبة لفكّرت في انقاذ المشروع، وها نحن هنا بعد ثلاثة عشر عاما أُغلق فيها ملف السوق وويل لمن يُحاسب أو حتى يطرح البدائل ف “السوق جزء من برنامج البلدية الحالية وسنعمل على احيائه”، متى؟
لماذا مُنع النقد والانتقاد في زمن الديمقراطية فأصبحنا نخاف البلدية كما اعتاد سابقونا خوف الحكومة؟هذا يخاف من توجيه الانتقاد لأنه بحاجة لموافقة البلدية على خارطة لبناء بيته، وذاك يخاف من التعبير عن امتعاض لأن زوجته تعمل في احدى المؤسسات التابعة للبلدية، ومسكين آخر لا يجرؤ على التفوّه بكلمة “بلدية”لأنه ما زال به بصيص أمل لأن يصغوا اليه يوماً وينقلوا حاوية القمامة من أمام مدخل بيته. يُمكن تفهُم الخوف من حكومة دولة محتلة، ولكن هذا الخوف من عقاب البلدية للمواطن اذا ما انتقد أداءها أو حاسبها على اخفاقاتها انما يدل على أن هنالك قطاع غير قليل من السكان يشعر بالغربة في علاقته مع البلدية وبأن هذا الجسم لا يمثله.
هل الرئيس معصوم عن الخطأ؟ إذا لم تحاسَب البلدية ورئيسها (بصفته صاحب المسؤولية الأول والأخير) على أدائهم مرة كل خمس سنوات ولم يُقيّم عملهم عندها، فمتى إذا سيكون ذلك؟ أم أنهم كائنات لا تخفق وكل ما عملوه إنجازات في إنجازات.. لماذا معاقبة كل من يجرؤ على مساءلة الرئيس والمجلس البلدي حول مشاكل المدينة التي لم تحل؟هل هو انعدام ثقتهم بنفسهم، أم المبالغة فيها أم وعيهم التام أنهم لم يقدموا للناخبين والسكان الخدمة التي يستحقونها؟ أم أنه استخفاف بعقول الناخبين؟
في الواقع أنه يُفترض في المحاسبة أن تكون أحد أسباب تحسين الأداء في جميع المؤسسات فلماذا تتجنبها دائما بلدية الناصرة وتذهب لاستعمال مصطلحات عاطفية لا تمت للواقع بصلة مثل “عشرة عمر”،”بلدية كرامة وطنية”، “قيادة مخلصة”، “نظافة اليد”، “ثقة الناصرة بجبهتهم”؟ أهو الافلاس والفساد الذي يعيه الرئيس وحزبه ما يجعلهم يخاطبون مشاعرنا بدل عقولنا؟ إننا بعقولنا المستنيرة نعرف يقينا أن هذا الحزب لا يخدم المدينة وأهل المدينة بل خدم ويخدم الرفاق المنتسبين اليه فقط.
أتابع في الأسابيع الأخيرة طرح وتوجهات الأحزاب المختلفه. لا أريد التصويت للمرشّحين اللّذين أدارا البلدية في الخمس عشرة عام الأخيرة لأنه لو كان بوسعها تطوير الناصرة واعطاؤها مكانتها التي تستحقها لفعلوا ذلك وليس من مبرر للتفكيرأن نهجهم سيتغير. ولأن صوتي هو مقولتي، راجعت بدقة شديدة البرنامج الانتخابي المفصل للمرشحة “حنين زعبي” فتأكدت من أنه مخطط مهني من الدرجة الأولى، يضع المواطن في المركز ويعرض حلولاً عملية لمشاكل المدينة. هذا البرنامج يحترم المواطن، يقلق عليه ويرقى بالناصرة كمدينة لها مكانتها العالمية. لذلك أريد أن أعطي لابنة بلدي “حنين” الفرصة لتصليح علاقة المواطن بالبلدية، لتُبنى على ثقة متبادله وعلى فهم وتفهم البلدية بأن العمل البلدي انما هو خدمة المواطنين وليس خدمة “أصحاب المراكز” لأنفسهم. اذ أن خدمة الذات بدل خدمة الآخرين هي الفساد بعينه.
القرار الآن بأيدينا نحن ولا نريد أن تكون أصواتنا في خانة “المفهوم ضمنا”، “مفهوم ضمنا أنني سأصوت لمن اعتدت التصويت له”. الناصرة لجميع أبنائها ولم تُسجَّل في دائرة الطابو على اسم أي من الأحزاب. الناصره أمانة بين أيدينا نحن، أبناءها المخلصين. القرار لنا وحدنا ونحن من يحدد النتيجة.
أنا أيضاً لدي حنين الى المستقبل!