الشاعر العراقي مِقداد رحيم
تاريخ النشر: 27/04/16 | 0:01جمعنا مؤتمر جامعة فيلادلفيا في الأردنّ، فسرعان ما التقت روحانا، والأرواح جنود مجنّدة، فَراقَ لي شعره وفكره، واهتماماته بالأدب الأندلسي. كنا على رأي واحد في معظم ما سمعنا من محاضرات ألقاها الباحثون، بل لم نكد نفارق بعضنا البعض ونحن في ضيافة الجامعة. استمرت الرسائل بيننا على البريد الألكتروني وصولاً إلى الفيسبوك، فعرفت قبل شهر أنه نزيل المشفى في السويد، وأخبرني صديقنا العراقي المشترك د. قصي عسكر أنه في حالة حرجة، وها هو الكاتب ماجد السامرائي قد نعاه يوم أمس. لم أجد إلا بيتيِ المتنبي لأعلّق على الخبر المفاجئ وأنا دامع العينين:
طوى الجزيرة حتى جاءني خبر *** فزعت فيه بآمالي إلى الكذب
حتى إذا لم يدعْ لي صدقه أملاً *** شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي
اسمحوا لي أن أعرّفكم بصديق عربي جميل، أصيل ونبيل: ولد مقداد رحيم في بغداد سنة 1953، وعمل أستاذًا جامعيًا في العراق. صدر له في الشعر ا”الحب مرتين”، “لا شيء سوى الحب”، و “عفوًا أيها الساتر”، و “مجمرة النبض”، “ليلة شهر زاد الأخيرة”. صدر له في الدراسات الأدبية “النوريات في الشعر الأندلسي”، “نظرية نشأة الموشحات بين العرب والمستشرقين”، “الموشحات في بلاد الشام”، “أبحاث في الأدب الأندلسي” ، “نقد الشعر في الأندلس- قضايا ومواقف”، وغيرها. كنت أراسله وهو في السويد، حيث كان يعمل في السنوات الأخيرة في جامعتها، وبسبب إتقانه السويدية كان عضو اتحاد الكتاب السويدي، وعضو مجمع اللغة السويدي، ومنتدى الشعر.
من شعره:
“أأنت تدنّس الأسى
في خطى الموجِ
أم أيها البحرُ
نزْفٌ يحاور أوردة القلب.
يغفو على همهمات الجراح
ويرسم خارطة ومرايا
بحجم المنايا.
………………….
أما أنا فبحجم المنيّة أقول بعض ما يحضرني الآن:
…
مِقدادُ أين بسمتك؟
مقداد يا صديقيَ الحميم
أندلسٌ تفتقدكْ
في حقلك العطاءْ
وهمّتُك
معنى الوفاء
وشعرك الجميل في صفائه الصفيّ
يبحث عن مقدادنا الرحيم
عن وطن الفداءِ
يا أخي الكريم!
مقداد أين طلّتُك؟
ب.فاروق مواسي