صرصور يستنكر إهانة جريدة إسرائيلية مشاعر المسلمين والمسيحيين
تاريخ النشر: 03/10/13 | 4:50في رسالة لهيئة تحرير الجريدة الإسرائيلية ( يسرائيل هيوم )، استنكر النائب إبراهيم عبد الله صرصور رئيس حزب الوحدة العربية الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير، بشدة إساءتها الوقحة لمشاعر مليارات المسلمين والمسيحيين في العالم من خلال نشرها مؤخرا خبرا مطولا بطريقة تهكمية عن (ولادة أربعة حمير!!!!) داخل حظيرة للحيوانات في مستوطنة كفار كيدم ، في بلدة هوشعيا القريبة من مدينة الناصرة، مدعية أن ميلاد هذه الحمير دون وجود حمار ذكر منذ أربع سنوات في الحظيرة، ربما جاء ( بفعل روح القدس الذي كان سببا في ميلاد مريم العذراء التي سكنت في مدينة الناصرة القريبة من هوشعيا، ولربما حملت إناث الحمير ايضا من الروح القدس!!!!)، معتبرا هذا الخبر:"خطيئة كبرى وإساءة فاضحة وصفيقة للديانتين الإسلامية والمسيحية وللسيدة مريم العذراء وابنها عيسى عليهما السلام."…
وقال:"لا أستغرب على قوم قتلوا أنبياءهم وانتهكوا بشكل ممنهج دينهم، وامتلأت كتبهم المقدسة بكلمات القذف والسب لعيسى وأمه مريم البتول عليهما السلام، مما لا يستطيع اللسان ذكرَه، أن تتناول صحفهم وأجهزة إعلامهم أنبياء الله ورموز الإسلام والمسيحية بالإساءة كما فعلت جريدة (يسرائيل هيوم). ليس من الغريب أن تَطْلُعَ علينا أكثر أبواقُ اليهودية الدينية وغير الدينية وليس كلهم، بأشنع الاعتداءات القولية والفعلية على المسلمين والمسيحيين، فواقعنا أصدق شاهد على ما أقول، لكن الغريب أن تأتي المسيحية ممثلة في بابا الفاتيكان السابق ليُعفي اليهود من أية مسؤولية عما ارتكبوه في حق المسيح وأمه مما يُعتبر من ثوابت المسيحية على مدى أكثر من عشرة قرون (كصلب المسيح وعلاقة اليهود به وإساءتهم له ولأمه)، في الوقت الذي لم يتم الاعتذار للمسلمين على ما ارتكبته المسيحية الغربية من مجازر ضد المسلمين في الحروب الصليبية وموجات الاستعمار الحديث، ثم هذا الدعم الذي تحظى به إسرائيل من العالم المسيحي في أوروبا وأمريكا، رغم ما ترتكبه من جرائم ضد الإنسانية في فلسطين وغيرها، مما يُعتبر تواطؤاً في تنفيذ جريمة بموجب القانون الدولي. لماذا نستغرب بعدها هذا التطاول على المسيحية ورموزها بعد تطاولهم على الإسلام ورموزه."…
وأضاف: "بعكس اليهودية جاء الإسلام العظيم والقرآن الكريم ليسجلا أعظم الصفحات التي خلدت ذكر عيسى وأمه مريم عليهما السلام وذلك في كثير من الآيات المقدسة والأحاديث النبوية الشريفة. تتبوأ السيدة مريم عليها السلام مكانة عظيمة في قلوب المسلمين ونفوسهم، ولها شرف عظيم ودرجة عالية في دينهم، ولم يتحدث عنها القرآن الكريم والسنة النبوية إلا بكل احترام وتكريم فهي المرأة العظيمة التي اصطفاها الله قبل أن يخلقها لتخدم بيت الله وتلد نبيا عظيما بمعجزة إلهية قريبة من الخيال، يقول تعالى متحدثا عن مريم البتول:( إِذْ قَالَتْ اْمرَأةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِيْ بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) آل عمران: 35 ، ثم قال عنها سبحانه:(فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً) آل عمران 37، وقال تعالى:( يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اْصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاْصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينْ) آل عمران: 42. فهذه الآيات وغيرها تظهر مكانة هذه المرأة المباركة عند المسلمين فهي مصطفاة مطهرة من الله، اصطفاها لا على نساء عصرها فحسب بل على نساء العالمين جميعا. ومن مكانة مريم عليها السلام لدى المسلمين أن الله ذكرها كثيراً في القرآن الكريم إذ ذكرها باسمها الصريح أربعا وثلاثين مرة، دون أن يذكر غيرها من النساء باسمها الصريح، بل سمى القرآن الكريم سورة من سوره باسمها وهي المرأة الوحيدة التي سميت باسمها سورة في القرآن الكريم، وسورة أخرى باسم أهلها (آل عمران)، وهذا دال على عظم مكانتها وعلى صدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم إذ لو كان القرآن من عنده لتحدث عن بناته أو زوجاته ولسمى إحدى السور باسم إحداهن. ولم يذكر في القران اسم إحدى زوجاته باسمهن بينما ذكرت السيدة مريم."…
وأشار إلى أن:"نبي الله عيسى عليه السلام تَبَوَّأَ كذلك مكان رفيعة، فهو كما وصفه الله في القرآن (كلمة الله وروحٌ منه)، كما في قوله سبحانه: (إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) آل عمران: 45. كما وأشار القرآن إلى ميلاده المعجز فقال: (يُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ) آل عمران: 46 ، وقوله: (إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) آل عمران45 . وحينما تحدثت آيات سورة مريم عن ولادتها لهذا النبي العظيم تحدثت عنها بكل احترام وتوقير بل وبكل وضوح أن كل ما جرى كان بوحي من الله إلى البشر، وبرعاية وعناية منه سبحانه، بل دافع الله عنها من اتهام الأعداء لها دفاعا فاجأ الجميع من أحبابها وخصومها على لسان ابنها الرضيع الذي أنطقه الله إعجازا ليدافع عن أمه، ويبين مكانته في هذه الدنيا ، قال تعالى:(فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي المَهْدِ صَبِيَّا، قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيَّا) مريم:30 . وعن معجزاته فقال:(أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ.. وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) سورة آل عمران 49. هذا إضافة إلى أن اسم (عيسى) عليه السلام ذُُكِرَ في القرآن في 25 آية، بينما ذُكِرَ اسم (محمد) عليه السلام 4 مرات فقط."…
وأكد النائب صرصورعلى أن:"الهجمة الشرسة على الأديان ورموزها تستدعي من كل المتدينين الوسطيين الوقوف معا لمواجهتها وتفنيدها ورد سهامها إلى صدور أصحابها. ليس أقل من أن تلتقي جهود المسلمين ومسيحيي المشرق في جبهة واحدة تمد جسورها نحو عقلاء المسيحية في الغرب وعقلاء اليهود – إن وُجدوا – في سبيل خلق قاعدة لعمل مشترك يخدم القيم الإنسانية وعلى رأيها إدانة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين بكل انعكاساته الكارثية خصوصا في القدس ومقدساتها وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك… لم يعد مقبولا أن يَنْصَبَّ الحديث في لقاءات الحوار بين الأديان على الأمور العامة دون ملامسة الملفات الساخنة وعلى رأسها الاحتلال الإسرائيلي من جهة، ولجم موجات الاعتداء التي تشنها أوساط غير مسؤولة في المجتمع اليهودي ضد رموز الإسلام والمسيحية من الجهة الثانية." ..