وتبكي عبلين

تاريخ النشر: 27/04/16 | 10:32

أشرقت اليوم شمس عبلّين حزينة ، دامعة ، عاتبة ، لائمة ، متسربلة  بالغيم الاسود الداكن، تنظر بمرارة الى زهرتين جميلتين قُطفتا قبل الأوان وديستا تحت سنابك العُنف ؛ هذا العنف الذي يأبى الرحيل ويرفض الاستسلام..  زهرتان كانت الاحلام تطوف حولهما ؛ أحلام الأبناء والأهل والأحبّاء .
حقًّا الشمس غضبى والسّماء تشاركها الأسى قائلة : دماء أخويكما يصرخان اليَّ من الأرض.
ماذا دهاكِ يا عبلّين وأنتِ البلدة الهادئة ، الوادعة والعروس الغافية بغنجٍ على خدّ الجليل ؟!  ماذا أصابكِ يا بلدتي الحبيبة ، وأنت التي لطالما افتخرْتُ بانتمائي اليكِ والى أهلكِ البسطاء بالرّوح ، الكرماء الطيّبين.
لا أقول سِرًّا ان قلتُ أنّني ومنذ مدّة وأنا أرى ، بل كلّنا نرى ، وفي كلّ المجتمع العربي في البلاد أنّ تحت الرماد جمرًا ، وتحت الكثير من الوسائد مُسدّسات في أفواهها الشّرّ وفي حلوقها الحقد.
فالعنف يعربد في كلّ يوم …ننادم هادئين لنستيقظ صباحًا واذا بجريمة قتل هنا وأخرى هناك ، فنصرخ قليلًا ثمّ نهدأ في اليوم التالي ، لنستفيق على جريمة أخرى مُدوّية ، فنصرخ ثم ننام وننسى.
لقد بات الأمر مُقلقًا ، بات خطيرًا ، فالعنف أضحى سيّد الموقف: في الطرقات والبيوت والحارات والمؤسسات والمدارس .
وعدو الخير يضحك ملء فيه….
لا مجال للوعظ اليوم ..أعرفُ هذا ، ولكنّ المسؤولية المُلقاة على اكتاف قادة المجتمع يجب ان تكون كبيرة حقًّا وفعلًا ، والهروب منها جريمة لا تغتفَر .
دعونا نُلملم جروحنا اليوم في عبلّين ، ودعونا نقف مع رئيس مجلسنا المحليّ وقفة واحدة حتى تمرّ وتعبر بسلام هذه الغيمة السوداء، ثمّ نعود من جديد لنبحثَ الأمر بعين ثاقبة ورويّة ، فنضع الخطط ، ونستخلص النتائج ونتابع … نعم نتابع ونبلسم ، ونُصالح ، ونغفر ، ونداوي ونعصب، فبالمحبّة نداوي النفوس المنكسرة ونطبّب الارواح.
قلبي يدمع ويتفطّر حُزنًا كما كلّ قلوب العبالنة ..
انّنا مُطالبون اليوم أكثر من أيّ يوم مضى ، أن نكون شركاء في المصالحة والتعزية ، ودعم رئيس المجلس في لملمة الجروح وتضميدها ، ناظرين الى غدٍ تُشرق فيه الشمس وفي اجنحتها السلام والشّفاء للجرحى وللنفوس ؛ كلّ النفوس، سائلين الربّ المُحبّ أن يغمرنا جميعًا برحمته ومحبته وتعازيه..
عبلّين نحبّك رغم الألم…  عبلّين نَعِدكِ ان نُلوّنَ سماءَك بالأمل والسلام.

زهير دعيم

zoher-d

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة