قراءة في ديوان “إخوتي سبعة عشر”
تاريخ النشر: 28/04/16 | 8:00قرأتُ ديوان ” إخوتي سبعة عشر ” للكاتب يزيد عوّاد، من مواليد طمرة، الصّادرِ عن “حكايا” – جت المثلث، وهو يحوي في طيّاته 244 صفحة ، أهداه إلى أمه وأبيه رحمهما الله.
قرأت ديوان يزيد، إصداره الأول، بشغف وهذا دليل على أن خواطره الشعرية (88 خاطرة/قصيدة) شدّتني وشوّقتني لطريقة عرضها وموضوعها ولكن أزعجتني الأخطاء النحوية واللغوية و الإملائية مما ظلم يزيد، ناهيك عن اللا تصميم الغرافي – الحاضر الغائب – عبر صفحات الديوان.
وهنا ألقي اللوم على الناشر المستخف بالقارئ (الذي كتب اسمه –هو- خطأ ) والظالم للشاعر فلم ينبّه يزيد بأن البحر المتوسط يقع شمال المغرب وليس شرقها (ص 49) وأن يافا أو حيفا عروس البحر وليس طمرة (ص 211) والأهم من ذلك : قوله تعالى في القرآن الكريم (آيه 7 سوره الحاقة) “أعجاز نخل خاوية ” وليس “أعجار نخل منقعر” (قصيدة إخوتي سبعه عشر : التي تحمل اسم الديوان ص 12).
ورغم ذلك شطحت ويزيد عبر جوازات السفر على بساط خواطره الشعرية ورؤيته لحالنا – عرب الداخل – من الاحتلال و/أو النكبة ووضعنا من يومها عبر قصيدة “الذئب” , عبر التشاؤم من وضع العالم العربي في يومنا هذا والحنين إلى أيام العرب : (جواز سفر)، (جواز سفر المغرب)، (جواز سفر اليمن)، (جواز سفر الجزائر)، (جواز سفر تونس)، (جواز سفر لبنان) وعانيت كثيرًا من التكرار كما هو الأمر مع “النسوة الحرائر” (ص50+ص54) أو مقت الكَيف وتبجيل الكم (ص 29 وغيرها وغيرها) وال”سؤدد” التي وردت 8 مرات في الديوان.
يزيد يبكي وضعنا وما وصلنا إليه من التشرذم والتقهقر وبيع الأرض في سوق النخاسة .
يزيد يبكي على الأطلال ويتوق إلى الماضي ويحلم أن يرى البلد تعود إلى الثقافات (اشتقت اليك يا بلدي) ، رغم الهوامش التي لا ضرورة لها في الديوان فكلنا يعرف من هي جميلة (ص54) ومن هما بن بيلا وبومدين (ص55) ومن هو ابن خلدون (ص58) والقيروان (ص58) والاخوان رحباني ( ص61) والنهران: الليطاني والعاصي (ص61) والقثاء (ص89) واليراع (ص90).
لأن تكون شاعرًا في يومنا هذا عليك أن تكون مثقفًا، ولأن تكون مثقفا عليك أن تكون قارئًا ثم قارئًا ثم قارئًا – وبعد قراءة الكتاب المائة يمكنك المسك بريشتك وقلمك لتُصدر وتنشر خواطرك.
يزيد يتوّج نفسه سيدًّا للشعراء كما يقول في قصيدته “عربي أنا” (ص 115) وأقول له : مهلًا يا يزيد !
يا معشر الأدباء – أما الشهرة فإياكم أن تبتغوها في ذاتها، فما هي غير ظلّ قامتكم الأدبيّة، إن امتدت تلك القامة امتدّ، وإن تقلّصت تقلّص، فظل السروة الشامخة في السماء غير ظلّ العُلّيقة اللاصقة بالتراب. أما الغرور فاقتلعوا جذوره من صدوركم، فهو أشدّ فتكًا من السوس بالخشب ، والغرور بعيدٌ كل البعد عن الإيمان بالنفس، ذلك قاذورة وهذا ميناء ومرساة، وما لم يكن من ايمانكم بأنفسكم ميناء ومرساة كنتم حيرةً في حيرة وكان أدبكم رغوة برغوة.
الشاعر يزيد عوّاد يطلّ علينا بديوانه الأول بعيد ميلاده الستين ويُنبئ بولادة شاعر يشقّ له مكانةً ومكانًا على الساحة الأدبيّة المحليّة
فهنيئا لنا بك يا يزيد وبانتظار المزيد من عطائك وديوانك القادم.
المحامي حسن عبادي