جهاز المناعة لحماية علاقة الرجل والمرأة
تاريخ النشر: 06/10/13 | 22:33حياة هانئة بلا خلافات عاشها سعيد، كانت علاقة قمة في التفاهم لمدة 5 سنوات حتى حسده عليها أصدقاؤه، طلبوا منه الخلطة السحرية فأبلغهم أنه يكظم غيظه وزوجته تصمت على ما لا تحبه منه وأنهما يتجنبان أصغر مشكلة، ذهب الأصدقاء إلى بيوتهم وفي داخلهم قرار واحد "سنقلد سعيداً".
أشهر قليلة جاء سعيد إلى العمل طالباً إجازة أسبوعين من العمل، وعند السؤال عن السبب قال لهم ببساطة "لقد طلقت زوجتي يوم أمس"، حاولوا الاستفهام منه لكنه وعدهم بأن يعود ويخبرهم السبب، وما زالوا ينتظرون عودته… وكي لا تنتظروا معهم فبإمكاننا طرح وجهة نظر قد تكشف عن السبب الحقيقي.
تقول دراسات طبية حديثة إن الطفل في بداية عمره يجب أن لا نكون مبالغين بالحفاظ على صحته ونظافة الأماكن التي يلعب بها، فجهاز مناعته يحتاج إلى مواجهة أجسام غريبة يتدرب عليها ويتعامل معها، وعندما تأتي الأجسام الأقوى يكون جاهزاً للتعامل معها كما أن هذا يجنب الطفل أمراض الحساسية مستقبلا.
الأمر ذاته ينطبق على العلاقة بين الرجل والمرأة، فعندما نصمت على كل أنواع المشاكل الصغيرة والمتوسطة ويصمت الطرف الأخر فإن جهاز المناعة في علاقاتنا يصبح ضعيفاً ، وعندما تأتي المشكلة الكبيرة فإن هذا الجهاز يكون عاجزاً عن الدفاع عن العلاقة، فتتفشى المشكلة وتفتح جروح المشاكل القديمة المسكوت عنها ولا نستطيع التعامل بشكل جيد مع هذا التيار وقد ينهار كل شيء بشكل مفاجىء وبمشكلة واحدة فقط.
إن دخولنا بعلاقة ارتباط بشخص أخر لا تعني أن نتحول لملائكة، ولا تعني أن نصبح أصحاب أطول بال في التاريخ بل تعني أن نتجنب جرح الأخر، ونتجنب الإساءة إليه حتى عندما نشكو مما يزعجنا أو من أشياء تؤدي إلى خلافات بيننا، وبالتالي فإن علينا العمل على تدعيم جهاز مناعتنا من دون مبالغة تؤدي إلى تدميره، وبنفس الوقت أن لا نتردد من بطرح ما يزعجنا ويضايقنا لكن بقالب من الاحترام.