“عطر شام” مسلسل بيئة بعيدة عن الفولكلور
تاريخ النشر: 30/04/16 | 0:31منذ سنوات طويلة، حجزت مسلسلات البيئة الشاميّة موقعاً متقدّماً على برمجة الشاشات العربيّة. ففي كل عام تتنافس القنوات التلفزيونية للحصول على عمل يستقطب نسبة كبيرة من المشاهدين، بالرغم من النقد الموجّه لما تضمّه تلك المسلسلات من تنميطات وقوالب جاهزة.
في «عطر شام» محاولة لتقديم جديد، يبني على نمط أعمال البيئة الشاميّة، من خلال قصّة مأخوذة من صلب تاريخ العاصمة السورية، تعود إلى بدايات الاحتلال الفرنسي والمقاومة ضده، ضمن قالب مشوق لا يخلو من الحب والأمل.
بين حارات دمشق القديمة، تجولت كاميرا المخرج محمد زهير رجب لتصوير مسلسل «عطر شام». العمل المؤلف من ستين حلقة، يتوزّع على جزءين، ويشارك فيه عدد من أبرز نجوم الدراما السورية، منهم رشيد عساف، وزهير رمضان، ومنى واصف، وصباح جزائري، ووفاء موصللي، وهو من تأليف مروان قاووق، وإنتاج شركة «قبنض» للإنتاج الفني، وسيعرض في رمضان 2016
يشير المخرج محمد زهير رجب في حديث لـ«السفير» إلى أنّ «عطر شام» عمل دمشقي يجسّد فترة العشرينيات، متناولاً الحياة الاجتماعيّة في تلك المرحلة، من خلال إعطاء صورة أقرب إلى الواقع بعيداً عن الفولكلور، ويؤكّد أنّه «خطوة باتجاه المصداقية وتوصيف الواقع الدمشقي خلال الفترة بشكل أوضح وأكثر دقّة».
بدوره، يلفت الممثل رشيد عساف إلى أن الجمهور اعتاد عند مشاهدة الأعمال الشامية على وجود شخصيّات ثابتة مثل «زعيم» أو «قبضاي»، ويوضح أنه في العمل الحالي يؤدّي شخصيّة «كبير حارة القصب، صاحب المروءة والنخوة». ويضيف: «تطلب أغلب القنوات التلفزيونية أعمالاً شامية للعرض في رمضان، والممثل يجب أن يتواجد سنوياً في عمل على الأقلّ خلال رمضان. في العام الماضي شاركت في مسلسل «طوق البنات»، أما في العام الحالي فوجدت أنّ «عطر الشام» من الأعمال الجميلة، وفيه كميّة كبيرة من الإثارة الدراميّة التي تجذب».
من جانبه، يؤدّي الممثل سليم صبري دور «مختار الحارة»، ويشرح لـ«السفير»: «عندما نشأت عبارة «المختار» كان المقصود منها شخصا من أبناء الحي، يكون حكماً بين الناس، وفي العمل تتدخّل الشخصيّة في الشؤون المالية وفي كل التفاصيل الأخرى». ويضيف: «الله يعين المختار، مشاكله كثيرة، ويتدخل بأمور تعنيه ولا تعنيه: بيع، شراء، سكن، وغيرها من الأمور الأخرى. المشاكل تتشابه بين الأمس واليوم، ولذلك فإنّ المسلسل يعالج قضايا لا تزال راهنة، وإن كان قالبها قديماً».
يشارك في العمل أيضاً الممثل عبد الرحمن أبو القاسم بدور أبو صافي، وهو رجل ثريّ يصرف كلّ أمواله في سبيل البحث عن ابنه الذي خطف منه بعد ولادته. ويلفت في حديث لـ «السفير» إلى أنّ «الكثير من الأعمال تحسب على البيئة الشامية لكنّها لا تمت بصلة لها، لا بل هي تشوه صورتها في بعض الأحيان».
للوجوه الجديدة حصتها في «عطر الشام»، ومنها الممثلة نور أحمد بدور فتحية ابنة أبو صافي الذي يخسر ثروته كما أشرنا، ويتحوّل إلى بائع خضار في الحارة، ما يدفع بابنته إلى «الشعور بالدونيّة»، بحسب أحمد. وتضيف: «تتزوّج فتحيّة من ابن طبيب الحارة وترزق بولد، ما يعيد لها شيئاً من الكبرياء». وتلفت الممثلة إلى أنّ «عطر شام» قد يتشابه من حيث الهيكل مع باقي أعمال البيئة الشاميّة، لكنّه يحمل جديداً على مستوى القصّة. كذلك يشارك الممثل الشاب فاتح سلمان بالعمل، بدور جميل، ابن طبيب الحارة، وزوج فتحية. يقول: «الشخصيّة تتميّز بالطيبة والأخلاق، لكنّها نزقة وعصبيّة. ودور الممثل الابتعاد عن التنميط والتكرار قدر الإمكان».
لا يشتّ المسلسل عن القالب التقليدي لحكايات مسلسلات البيئة الشاميّة، لكنّه يحاول من خلال الشخصيّات والحبكة سرد دمشق العشرينيات من زاوية أكثر وفاء لروح المدينة.