قلب من خشب
تاريخ النشر: 02/05/16 | 16:07هل وضعت يدك يوما على قلبك وأحسست بإهتزازها مع دقاته لكنك في نفس اللحظة شعرت بالجمود،البرودة،التخشب
هل أنت بكل ما فيك من حيوية ونشاط وإبتسامات تملك قلبا من خشب!
لا شك أنها لحظات تمر بنا جميعا…ولابد من وقفة لنعرف السببوكيف صار قلبك((قلب من خشب))
أين حلاوة الإيمان؟
تبحث عنها وتتمنى أن تذوقها…ترى متى كانت آخر مرة شعرت فيها بها رمضان الماضي؟ أم الذي قبله؟
يا الله…هل نسيت طعمها أصلا لهذا لا تتذكر….إذن فأجبني عن سؤال آخر
متى تذكرت آخرتك؟
عندما حدث الزلزال منذ سنوات؟أم بعد وفاة أحد أقربائك وأنت تقف أمام قبره وهم يحملونه..أم تمر الكلمة على أذنك اليمنى…وتخرج من اليسرى..ولا تتأثر
هل صرت لا تبالي! هل الدنيا تشدك..وتشدك…أم هو هروب
تهرب من كلمة الموت…ولا تريد أن تتحدث عنها..ولا تريد أن تعيشها
أصابك الفتور وصرت مستسلما لها قائلا عندما يأتي سأعرف كل شيء عن تلك الكلمة أما الآن فليس بيدي شيء لأفعله
وربما أنت طبيب ترى المرضى كل يوم وكل لحظة وتقف بجوارهم باذلا كل ما تستطيعه حتى تعجز..وتتأمل ملامحهم وأجسادهم وهي تبلى أمامك لتعلم أن الطب يقف أمام حد معين ولا يجرؤ على تخطيه أيها الطبيب((هل إعتدت أن تراقب الموتى!))
قلب من خشب
حتى المسامسير لا يشعر بها…وهو لا ينزف..ولا يتألم…ولكنه من طول المرض تخشب وتجلد وتيبس…رغم مرور دماؤنا فيه
قلب من خشب…لا يهتز إلا للدنيا وزينتها
قلب من خشب..للأسف كلنا نملكه فمتى يتغير
ستكون إجابة كلنا
أننا نشعر بالفتور نحب الدين…ونتنمنى رضا الله…وننوي فعل كذا وكذا لكننا نشعر بالفتور
وكأننا غفلنا أن الإيمان نبتة لابد أن نرويها وننميها ونعتني بها
تحتاج منا إلى نظرة مرات خلال يومنا كما ننظر في المرآة قبل أن يرانا غيرنا ممن يمرون في شوارع الدنيا((من منا لا يهيء نفسه قبل الخروج!))
فهيا نهيء أنفسنا قبل أن نقف بين يدي الله
علينا أن نتيقن أن الله ينظر إلينا ويراقبنا ويعلم ما يدور في دهاليز صدورنا وما يخفى تحت ظلام حياتنا
اللهم وفقنا لطاعتك
نعم…فكل طاعة وتسبيحة وتهليلة وذكر لا تتم إلا بتوفيق الله وحده
وما نحن إلا مخلوقات ضعيفة
ولا حول ولا قوة إلا بالله
لا تظن أن نجاحك مثلا في حفظ القرآن من نفسك…لا…إنه توفيق من الله
لا تظن أنك بكتابتك لموضوع دعوي ناجح أن هذا من نفسك…لا…إنها منحة من الله
لا تظن أن الصدقة التي تصدقت بها كانت من طيب نفسك…لا…إنها بإذن الله وحده
لهذا لابد أن نسأل الله أن يوفقنا إلى طاعته ويأذن لنا بها
أتعلمون…
أتحمس كثيرا قبل رمضان وأقول..عندما يأتي سأفعل كذا وكذا
ويأتي رمضان…وأجد نفسي من خشب!!
أين الهمه
الوقت يجري
وتسرق مني الأيام
وأقول((سأجتهد في العشر الأواخر))وتأتي الأواخر
وأبحث عن دموعي!!…ما الذي حدث لي
ثم بين لية وتر وأخرى ليست وترا..أجد حال من حولي كحالي…ونظل نتأرجح…حتى تأتي لحظة يأذن الله بها وحده…ربما لحظتي لا توافق لحظتك
وربما ليلتي ليست نفس ليلتك أختي
وربما كان قلبك حاضرا طوال الشهر أخي
لأن كل شيء بإذن الله…وبتوفيقه
فلنستعين به ونطلبها منه بإخلاص
((اللهم إئذن لنا بطاعتك وذكرك وشكرك وحسن عبادتك ولا تحرمنا منها))
زينة
زينة وتلوين وتلبيس من إبليس اللعين
يزين لنا المعصية ويهونها ويغلفها أحيانا فلا تعرفها ويختلط الحق بالباطل
ماذا لو نظرت إليها …
ماذا لو دخلت إلى غرفة دردشة كمستمعة فقط
ماذا لو رأيت أغنية المطرب فلان((مره واحدة)) ولن أراها مرة أخرى
ماذا لو…
وكأن الدنيا ستقف…والملائكة سترفع أقلامها ولا تكتب…وسيباح لك الحرام لمجرد أن إبليس يسر لك الطريق…وفتح لك الباب…وتركك تسير بنفسك إليه….
لماذا لا نقف وقفة صدق ونفرك أعيننا ونقرص أنفسنا ونذكرها أن في تلك اللحظة وفي كل لحظة ليست غفلة ولا سهو ولكنها تعمد لفعل معصية بإرادة شخصية أن
((الله يراني…الله ينظر إليّ ..الله يعلم ما بداخلي))
أليس هذا كافيا لإفاقة قلب الإنسان
أخي
أختي
دعونا لا نجعل الله أهون الناظرين إلينا
نعوذ بالله أن نكون كذلك
اللهم أجعل حبك أحب الأشياء إلينا
وخشيتك أخوف الأشياء عندنا
أشغل نفسك
نعم أشغلها بطاعة الله والعمل لخدمة دينه والقراءة النافعة. كان احد الصالحين يقول نفسك إن لم تشغلها بالطاعة والحق شغلتك هي بالمعصية والباطل
أخي
كيف هو حالك إن سمعت النداء…وشق صوت المؤذن الصمت المهيب وأنت تتصفح الإنترنت
هل تترك مواضيعنا هنا وتفر إلى المسجد
هل تشتاق إلى الصفوف
هل تحب بيت الله
هل تشعر ببرودة الماء اللطيفة وأنت تتوضأ
بل هل ترى النور الذي يغطي وجهك عندما تنهي وضوءك وتستعد للذهاب بخطوات غالية إلى المسجد..خطوة تحط خطيئة…والأخرى ترفعك درجة
هل دفعت مهر الحور العين يوما بلملمة القاذورات من فوق أرضه الطاهرة
((أفعلها مرة يا أخي…أذهب يوم الجمعة أو أي يوم قبل الفجر ونظف سجاد المسجد…))
هل يسجد قلبك ويظل ساجدا حتى عندما تقف لركعة أخرى خلف الإمام
هل تعرف قيمة الكنز الذي تحت قدميك والذي ينثر على طريقك إلى المسجد خمس مرات!!!
هنيئا لك يا من تعلق قلبك بالمسجد
ويا للخسارة إن كنت جارا للمسجد…لكنك لا تحسن إلى هذا الجار
لماذا تفضل النوم على الصلاة
لماذا لا تخرج إليها كما تخرج للقاء رفاقك على المقاهي هنا وهناك
من أي الفريقين أنت
أم أنت تملك
قلبا من خشب
أختي
هل تفكرت في النعمة التي نحن فيها
هل رأيت كيف حفظ الحجاب كرامتك وحلق الحياء فوق رأسك وأصبح شيئا منك لا تصنعا فتحجبت ألفاظك…وعباراتك
أتذكرين كيف شددت كم عباءتك لتستري جزءا يسيرا من ذراعك…لا تظني أنها هينه…وهي عند الله عظيمة…وستفرحين بثقلها في ميزانك يوم تبلى السرائر
أتذكرين كيف عف نظرك عن التطلع إلى وجه هذا الشاب…وهذا المشهد…وتلك الأغنية
أتذكرين تلك الحلاوة التي ملأت قلبك وقتها
هنيئا لك .
وأنت يا أختاه
لماذا تقلص الحجاب
لماذا نفرت خصلات شعرك من الأمام لتظهر بإرادة الشيطان!
لماذا صرخ العطر على جسدك
لماذا ندمت على الحجاب بعد الحجاب!!
وكأنك تريدين أن تخلعينه والحياء من الناس يمنعك
وكأنك لا تعلمين أنه الستر..والتستر…فجعلتيه أداة من أدوات التبرج…
عفوا أخيتي حجابك لم يحجب شيئا لأن قلبك من خشب