العفو وأين نحن منه؟
تاريخ النشر: 02/05/16 | 9:30ورد في آية كريمة من سورة الشورى (37) :
“وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ”
” أَيْ سَجِيَّتهمْ تَقْتَضِي الصَّفْح وَالْعَفْو عَنْ النَّاس، ولَيْست سَجِيَّتهمْ الِانْتِقَام مِنْهم، وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيح أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ قَطُّ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَك حُرُمَات اللَّه.
َقَالَ ابْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا ابْن أَبِي عُمَر حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ زَائِدَة عَنْ مَنْصُور عَنْ إبْرَاهِيم قَالَ:
“كَانَ الْمُؤْمِنُونَ يَكْرَهُونَ أَنْ يَسْتَذِلُّوا وَكَانُوا إِذَا قَدَرُوا عَفَوْا”.
العفو إذن قدرة، ولن يكون العفو عفوًا إلا عن مقدرة.
ومن الآيات التي تحض على العفو ما ورد في الذكر الحكيم:
“وليعفوا وليصفحوا، ألا تحبّون أن يغفر الله لكم” النور 22.
“فاصفح الصفح الجميل“- الحِجر 85.
“خذ العفو وأمر بالعُرف وأعرضْ عن الجاهلين“- الأعراف 199.
وهذه الآية تأثر بها الشاعر أبو الفتح البُستي إذ قال:
خذ العفو وأمر بعُرفٍ كما *** أُمِرتَ وأعرض عن الجاهلينْ
وما أجمل قول الشافعي:
لما عفوتُ ولم أحقد على أحد *** أرحتُ نفسيَ من همّ العداوات
وفي حديث شريف:
“ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات؟ قالوا: نعم، قال: تحلُم على من جهِل عليك، وتعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك”.
ورد في أقوال العرب: “العفو عند المقدرة من شيم الكرام”، و “من عفا ساد، ومن حلم عظم”.
اللهم اجعلنا من الذين وصفتهم ممن حظُوا برضوانك- “والكاظمين الغيظَ والعافين عن الناس”- آل عمران 133،
وإذا أخطأنا بحق أحد- ومن منا لا يخطئ أو يجهل-
فألهمه ربنا أن يصفح عنا الزلة، إنك سميع مجيب.
والسؤال:
هل يجدي هذا القول في من يتصدرون عناوين العنف هنا وهناك؟
ب.فاروق مواسي