الشيوعية توزع الورد بيوم العمال بمفارق البلاد
تاريخ النشر: 01/05/16 | 17:36منذ ساعات الفجر الأولى، من الأول من أيار، انتشر المئات من نشطاء الشبيبة الشيوعية في المفارق المركزية في البلاد لتوزيع بطاقات التهنئة والورود على العمال في يومهم النضالي، بينما اختار قادة الحزب الشيوعي، الجبهة والشبيبة الشيوعية، أن يفتتحوا هذا اليوم، بلقاء مباشر مع العمال الفلسطينيين في حاجز قلقيلية، حيث وزعوا عليهم الورود وبطاقات التهنئة، واستمعوا إلى همومهم وقضاياهم متعهدين بوضعها على رأس سلم أولوياتهم.
اللقاء الذي بدأ في ساعات الفجر الأولى، واستمر نحو ساعتين، لقي ترحابا وتقديرا من العمال، الذين تستهلك طريقهم يوميا إلى مكان العمل ساعات طويلة، بفعل الحاجز الاحتلالي وتعمد إهانتهم والانتقاص من انسانيهم، ولفت العمال أعضاء الوفد إلى معاناتهم اليومية على الحاجز واصطفاف الألوف منهم في طوابير بانتظار الحافلات أو المقاولين، حيث يبدأ مشوارهم الشاق بحثا عن يوم العمل بخروجهم من بيوتهم بحسب رواية أحد العمال في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وبعد الانتظار الطويل لساعات على الحاجز، يبقى الحظ هو سيد الموقف فربما يعود ذلك العامل الذي خرج من بيته في الواحدة بعد منتصف الليل أدراجه وبخفي حنين بسبب تعثر وصول مشغلّه أو لأي سبب كان.
وطرح العمال العديد من القضايا الملحة، وأهمها: الرواتب المتدنية، وحقوقهم العمالية المتآكلة كالتأمينات وتصاريح العمل التي أصبحت بين ايدي السماسرة، الأمر الذي يضطر العمال إلى دفع مبالغ طائلة من المال مقابل تصريح العمل لفترة زمنية معينة قد تكلفّه نصف راتبه الضئيل أصلا!
وكان قد شارك بالوفد كل من: السكرتير العام للحزب الشيوعي، عادل عامر، سكرتير اللجنة المركزية، سامح عراقي، السكرتير العام للشبيبة الشيوعية، عرفات بدارنة، أعضاء الكنيست: عايدة توما، دوف حنين، يوسف جبارين وعبد الله أبو معروف، والنقابيون الشيوعيون: سهيل دياب، رئيس كتلة الجبهة في الهستدروت، جميل أبو راس، رئيس مجلس العمال اللوائي في المثلث الجنوبي، جهاد عقل رئيس غرفة الطوارئ في الهستدروت، وعدد من قادة ونشطاء الحزب الشيوعي والشبيبة الشيوعية.
* القضية تستجوب نضالا على كافة الجبهات! *
وحول انطباعاته عن هذا اللقاء قال الرفيق عادل عامر: “نحن في الحزب الشيوعي والجبهة وإلى جانب نضالنا من أجل القضية الكبرى والنضال لكنس الاحتلال وموبقاته، نهتم بحمل قضايا الناس، التي يحولها الاحتلال جحيما، وسيكون لهذا اللقاء ما بعده وحضورنا هنا بطواقم مهنية، برلمانية ونقابية، يهدف إلى طرح هذه القضية على كافة الأصعدة والنضال في كافة الجبهات، من اجل حل القضية الفلسطينية حلا عادلا ووقف الاستغلال البشع للعمال والعاملات الفلسطينيات.”
النقابي سهيل دياب: “ملف العمال الفلسطينيين في اسرائيل ومعاناتهم هو من اسخن الملفات اليوم حيث يرتبط الطبقي بالسياسي ويرتبط الاحتلال بمعاناة العمال الغلابى. هذا الملف هو ليس اسرائليا أو فلسطينيا فحسب، انما هو ملف دولي وعلينا تجنيد الرأي العام العالمي – النقابي والسياسي- لحماية هؤلاء العمال مع التأكيد أن المخرج الوحيد لمعاناة العمال الاسرائيليين والفلسطينيين هو بانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.”
وأفاد دياب بأن معاناة العمال الفلسطينيين لا تتوقف عند الحاجز كونهم يضطرون إلى العمل في القطاعات الخطرة وعلى رأسها قطاع البناء، والذي نعمل من خلال الهستدروت على إيقاف حالة اهماله وجعل عماله ضحايا لجشع المقاولين.”
بدورها شددت النائبة عايدة توما على أهمية أن تكون قضية العمال الفلسطينيين جزءا من النقاش اليومي المطروح على الاجندة والرأي العام الاسرائيليين كونها قضية انسانية طبقية وسياسية تكشف الوجه الحقيقي للاحتلال هذا الوجه القبيح الذي يرغب المجتمع الاسرائيلي بنسيانه، وأفادت بأنها ستبادر إلى طرح الموضوع في لجنة العمل والرفاه والصحة البرلمانية وستعمل على المطالبة لإقامة لجنة برلمانية لمتابعة الموضوع، وأضافت: “لقد نجح الاحتلال في تحويل المعابر التي كان من المفروض ان تكون فسحه تربط العامل بمكان عمله وتوفر له فرصه ليحيا بكرامة الى مواقع قمع ودوس على الكرامة ومحطة للاستغلال بأبشع اشكاله. رأينا هنا وجها لا يتم الحديث عنه من جرائم الاحتلال، وهو سوق لاستعباد ابناء شعبنا حيث يصبح النضال من اجل لقمة العيش من اصعب المعارك.
وأردفت: “الشهادات الحية التي سمعناها عن تجار تصاريح العمل من طرفي الخط الاخضر واستنزافهم لجيوب العمال وعن الوصول الى المعبر والانتظار الطويل ومن ثم العودة الى البيت دون تحصيل الاجر وكل ما حصله العامل هو خسارة رسوم السفر، وغيرها من الشهادات ترسم واقعا مريرا نتاج التفنن في القمع والاضطهاد.
النائب دوف حنين، أكد بدوره على أهمية بناء خطة عمل مشتركة لقسم تعميق المساواة فيس الهستدروت والجهات النقابية المهنية الفلسطينية ذات الصلة من أجل معالجة قضايا العمال الفلسطينيين.
د. جبارين، حمّل الاحتلال مسؤولية جعل العمال الفلسطينيين لقمة سائغة في حلق المقاولين وأرباب العمل. وأضاف: “حالة المعبر تقول الكثير: حشود من الآلاف في قطعة أرض صغيرة ومهملة، بدون ادنى الشروط المطلوبة، بانتظار حافلات النقل على انواعها. هذا هو مظهر الإحتلال في الاول من إيار قمع قومي واستغلال طبقي في معبر الاستعباد، في دولة يهودية وامبريالية.”
د. أبو معروف قال: “معاناة العمال الفلسطينيين ليست جديدة علينا وكل ما سمعناه ليس إلا غيضا من فيض ما يعانيه العامل الفلسطيني، ونحن بدورنا سوف نلاحق هذه الأمور من خلال الكنيست والهيئات الاخرى بما في ذلك التعاون مع الجانب الفلسطيني لإيجاد الحلول ووقف هذه المعاناة.”
من الجدير بالذكر أن هذه الزيارة تندرج ضمن عشرات النشاطات التي نظمها الحزب الشيوعي، الجبهة والشبيبة، وعلى رأسها مظاهرة أيار الكبرى التي عقدت أمس في الناصرة بمشاركة حاشدة من الألوف.