الفنون الجميلة
تاريخ النشر: 07/10/13 | 0:59يعتبر الجمال من الفنون الجميلة , التي ابدعتها يد الرحمن في هذا الكون , ومن اجمل الاخلاقالتي يتزين بها الفرد , وهو فضيلة من اجمل الفضائل , فقد يكون الانسان جميلا بالخلقة , وقد يجمل بالخلق , ويجمل بالشكل والثياب , وما الى ذلك مما يبهج النفس والرائي الى تذوق الجمال , ,وبيان مفرداته , واظهار اثاره في النفس , التي تعشق الجمال وتلذ به , وتتمتع العين والنظر بما ترى , فيسر القلب , ويريح الوجدان , فتهفو القلوب الى الى معاني هذا الجمال وسره,فهو يخلب الانظار , ويسبي العيون, فقد تغنى الحكماء والادباء والشعراء بالجمال والتذوا به في الكون والانسان , وتغزل الشعراء بالمرآة وجمالها ,واثر هذا الجمال في النفوس , وسالت اقلام الكتاب والادباء والشعراء وجادت قرائحهم باعذب الالفاظ وارق العبارات تمجد الجمال ومفاتنه واسراره.
وقد يجر الجمال على ذويه المتاعب والمصاعب ,فيدفع بذلك ضريبة هذا الحمال , وقد يخسر روحه ونفسه, حبا , ولوعة , وعشقا .
ومما يروى :
جنى الجمال على نصر فغربه……………عن المدينة تبكيه ويبكيها
عشقت امرآة من المدينة فتى من بني سليم , يقال له :نصر بن حجاج , وكان احسن اهل زمانه, فضنيت من حبه ودنفت (مرضت من شدة الحب), ولازمها المرض من شدة الوجد به ,ثم لهجت بذكرهحتى صار ذكره شأنها ودأبها,. فخرج امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات ليلة يعس (يتحسس حوائج الناس).
فمر بدارها فسمعها تقول : رافعة عقيرتها (صوتها)
هل من سبيل الى خمر فأشربها………….ام هل سبيل الى نصر بن حجاج . فقال عمر:اما ما عشت فلا ارى رجلا تهتف به العواتقفي خدورهن (العواتق) النساء .
فلما اصبح دعا نصربن حجاج , فأبصره, فأذا هو احسن الناس وجها , واصبحهم واملحهم حسنا , فأمر ان يطم شعره اي يقص . فخرجت جبهته فازداد حسنا, فقال له عمر : اذهب فاعتم , فاعتم فبدت وفرته وهي السوالف,فامر بحلقها , فازداد حسنا .
فقال له:فتنت نساء المدينة يا بن حجاج , فقال: واي ذنب لي في ذلك؟
قال عمر : صدقت .الذنب لي ان تركتك بارض الهجرة يعني المدينة .
ثم اركبه جملا وسيره الى البصرة ,. واقام نصر بالبصرة مدة .ثم سمع مناديا ينادي من اراد ان يكتب الى اهله بالمدينة او الى امير المؤمنين شيئا فليكتب , فان بريد المسلمين خارج.فكتب الناس , ودس نصر بن حجاج كتابا فيه .الى امير المؤمنين عمر بن الخطب , من نصر بن حجاج . سلام الله عليك , اما بعد:
لعمري لئن سيرتني او حرمتني ………………….لما نلت من عرضي عليك حرام
أئن غنت الذلفاء يوما بمنية……………………
ظننت بي الظن الذي ليس بعده ……………………بقاء فمالي في الندي كلام
واصبحت منفيا على غير ريبة…………………….
سيمنعني مما تظن تكرمي ………………………..
ويمنعها مما تمنت صلاتها…………………………وحال لها في دينها وصيام
فهاتان حالانا فهل انت راجعي ؟…………………..فقد جب مني كاهل وسنام
ولما بلغ عمر بن الخطاب قال:اما ولي ولاية فلا .واقطعه في البصرة دارا وارضا ,ثم بدا لمجاشع بن مسعود السلمي ان ينزله منزلة لقرابته منه ,فصيره اليه واخدمه امرآته شميلة,وكانت اجمل امرأة في البصرة , فعلقته وعلقها اي احبته واحبها , وخفي على كل واحد منهما خبر الاخر لملازنة مجاشع لضيفه.وكان مجاشع لا يقرآ ولا يكتب .ونصر وشميلة يقرآن ويكتبان,فكتب نصر على الارض بحضرة مجاشع (اني قد احببتك حبا لو كان فوقك لآظلك , ولو كان تحتك لآقلك) فوقعت تحته اي كتبت غير محتشمة (وانا), فقال لها مجاشع:ما الذي كتبت ,فقالت :كتب كم تحلب ناقنكم؟ فقال :وما الذي كتبت تحته؟ فقالت: وانا .فقال :مجاشع كم تحلب ناقتكم وانا ما هذا يطابق هذا .
فقالت : اصدقك. انه كتب كم تغل ارضكم ؟, وانا ,.ما بين كلامه وجوابك قرابة . ثم انه كفأ على الكتابة جفنة اي غطى عليها . ودعا غلاما من الكتاب , فقرأعليه , فالتفت الى نصر وقال:ي ا بن عم ما سيرك عمر من خير ،فقم ،فان وراءك اوسع ،فنهض مستجيبا ، وعدل الى منزل بعض المسلمين ، فضني من حب شميلة ودنف اي مرض وانتشر خبره . ثم ان مجاشعا وقف على خبر علته ، فدخل عليه ،فلحقته رقة لما رأى ما به من الدنف والوجد ، ورجع الى بيته ،وقال لشميلة:عزمت عليك لما اخذت خبزة فلبكتها بسمن ، ثم بادرت بها الى نصر ، فبادرت بها اليه ، فلم يكن به نهوض ، فجعلت تلقمه بيدها. فعادت قواه وبرئ ،كأن لم يكن به قلبة اي داء وتعب ، فلما فارقته عاوده النكس الى المرض ، فلم يزل يتردد في علته حتى مات فيها .
كل الاحترام لك عمي الاستاذ محمد صبيح وانا عرفتك مباشره عندحديثك معنا باللغه الفصحه الصحيحه بانك شخص محترم ومثقف ومربي فاضل كل التحيه لك وللعائله المحترمه