الرومانسية قد تكون مضرة بالحياة الزوجية
تاريخ النشر: 07/10/13 | 8:00أول ما يفكر به المتزوجون حديثًا ، هو أين سيقضون شهر العسل، حيثُ الأجواء الرومانسية ، بكل ما تحمله من أحلام وآمال ، ولكن تأتي الدراسات بما لا تشتهي سفن العرسان الجدد، فتحذرهم من ضرر مشاهدة الأفلام الرومانسية ، وتطلب منهم تأجيل شهر العسل إلى العام الثاني! كيف ؟ ولماذا ؟ وما الأسباب ؟ هناك دراستان تجيبان عن تلك التساؤلات .
أكدت دراسة أجراها عدد من العلماء المتخصصين في العلاقات الزوجية ، بجامعة (heriot watth) الاسكتلندية ، أن كثرة مشاهدة الناس للأفلام الرومانسي ة، خاصة المتزوجين ، قد تدفعهم إلى توقع المزيد من الإيجابيات غير الواقعية في علاقتهم الزوجية في الحياة ، حيثُ قام فريق البحث بعرض 40 فيلمًا رومانسيًّا صدرت في «هوليوود» ، فوجدوا أن العديد من المشاكل التي يشكو منها الأزواج في جلسات الاستشارة الزوجية، تتماشى وتتماثل مع المشاكل التي تطرحها هذه الأفلام ، والتي عادة ما تركز على العلاقة المثالية بين الزوج وزوجته اللذين يظهران على درجة عالية من التفاهم .
وقال الدكتور «بايران هولمز»، أحد معدي الدراسة: إن الاستشاريين عادة ما يتلقون شكاوى من الأزواج بسبب سوء فهمهم لبعضهم ، ويكون السبب عادة هو اعتقادهم أن الحب الحقيقي قادر على جعل الشريك يفهم ما يريده الآخر دون حاجة إلى الطلب منه، وهذه هي نفس الصورة التي وجدناها بالأفلام الرومانسية ، وأضاف: جرت الدراسة على مجموعتين ، واحدة شاهدت فيلم «الحب المُقدر»، والمجموعة الثانية عُرض عليها فيلم درامي عادي ، والنتيجة: أن طاقم المجموعة الأولى أبدى إيمانًا كاملاً بالقدر ، وتسليمًا بالحب الذي يبني الحياة الزوجية ، عكس المجموعة الثانية ، التي لم تشر إلى الحياة الزوجية وقدر الحب فيها.
كثرة مشاهدة الناس للأفلام الرومانسية، قد تدفعهم إلى توقع المزيد من الإيجابيات غير الواقعية في علاقتهم الزوجية .
قنابل عاطفية
وفى تعليق على هذه الدراسة ، أكدت أستاذة في علم الإجتماع : أن الصورة الرومانسية تتواجد في الشعر وألوان الأدب ، وفي النبات والطبيعة، لكن بعض الأزواج يتخيلون أن الإنسان حالة رومانسية ، صورة متكاملة ، وكأنه جزء من الطبيعة ، والواقع يقول إن بداخل كل زوج وزوجة عيوبًا واختلافات يُلقيها على الآخر .
إلى جانب أن هناك ، دائمًا، مبالغة في عرض الأفلام ، كثيرا ما تفجر قنابل نفسية وعاطفية بين الزوجين .
ثلاث مراحل للحب :
"افتقاد الحب وانتحار الأشواق ، هاجس يُؤرق معظم المتزوجين ، الذين لا يدركون أن وهج الحب يخفت بعد سنوات من الزواج"، كما تقول أستاذة في علم النفس الاجتماعي ، وتضيف : الحب يمر بثلاث مراحل: أولاها الانبهار ورؤية الكمال في الحبيب ، دون عيوب أو أخطاء،
والثانية مرحلة الاستكشاف، والتي تأتي بعد الاحتكاك والتعاطي مع تفاصيل الحياة ، ثم مرحلة التعايش والتسليم بالعيوب والمميزات .
وتتابع: يضع علماء النفس «الحب» في الدرجة الثالثة من الاحتياجات ، بعد الحاجة الفسيولوجية ، والحاجة إلى الأمان والاستقرار ، فالحب حاجة طبيعية يجب أن يعيشها الفرد في حياته، وعلى كل زوجين أن يمتلكا «ثقافة زوجية» كافية تؤهلهما لمعرفة أن المزاج والعواطف تتغير بعد فترة من الزواج ، وإلا وصل بهما الطريق إلى الانفصال النفسي والعاطفي ، فيجتمعان تحت سقف واحد دون مشاعر أو عواطف ، والأيام تمر بينهما باهتة لا طعم فيها ولا حياة .
5 إرشادات :
وضعتها دكتورة وأستاذة في علم النفس الاجتماعي ، ليعيش الحب بعد الزواج ويظل متوهجًا :
– التسامح ، التنازل ، الصبر والتفاهم ، سبيلك الوحيد لاستمرار السعادة والزواج .
– اسألي نفسك : لماذا ؟ ماذا قدمت ؟ أين قصرت ؟ أمام كل سلبية ترينها في زوجك .
– ابتعدي قليلاً عن زوجك ، لا تتابعيه ، اتركيه يفعل ما يريد ، يزور منْ يحب من الأهل والأصدقاء ، بعدها سيفتقدك ، وما أجمل اللقاء بعد فراق .
– السعادة الزوجية شعور عميق يجعل النفس راضية قانعة ، متصدية لكل الصعاب .
– عمر الزواج لا يُقاس بتقدم السنين ، مادام الحب والصداقة والتفاهم تسكن قلبيكما .