عن الشهيد الفلسطيني
تاريخ النشر: 08/10/13 | 0:40في مثل هذا اليوم 8 تشرين الأول (سنة 1988) أي قبل خمس وعشرين سنة استشهد في يعبد المرحوم أحمد الكيلاني بطلقة قناص غادر.
(هو شقيق الكاتب الصديق سامي الكيلاني- الذي كتب عنه في صفحته في الفيسبوك يوم أمس).
اذكر ذلك لأمرين،
الأول لأعبر عن إعجابي بشخصية سامي في الحوار مع الإسرائيليين اليساريين والألمان، فقد كانت تقام مؤتمرات للأدباء الفلسطينيين والإسرائليين والألمان في ألمانيا، وكانت شهادات سامي تعبر عن إنسانية متناهية، وكان خطابه يكظم فيه على الجرح، فيتوجه بالعقل والمنطق لمن يعرفهما.
ربما سأعود لأحدثكم عن هذه اللقاءات وجدواها أو عدم جدواهاعندما يحين الظرف الملائم أكثر ليومياتي هذه.
الأمر الثاني أن شهداء يعبد- بلدة الكيلاني العزيز- هم كثيرون بدءًا من البطل عز الدين القسام.
لكني كنت قد تأثرت من حكاية الشهيد محمود كبها (أبو جندل)، فقد روى لي أكثر من شخص رواية أشبه بالأسطورة – أنه كان يصلي قبيل مصرعه، فبينما هو يرفع يديه داعيًا بين الركوع والسجود وإذا بعصفور أخضر يأتي ويقف على راحة يده اليمنى، فينتقل إلى اليسرى، وما لبث الطائر أن مات، وكان محمود مستغرقًا في دعائه لا يحرّك ساكنًا.
وبعدها بثوان أصابته رصاصات الغدر.
ومن المدهش أنهم تحدثوا في يعبد عن رائحة فائحة عبقة انطلقت من جثمانه.
على إثر سماعي الرواية الأسطورية كتبت قصيدتي القصيرة "محمود كبها".
أرجو من المعقبين عدم الاكتفاء بالدعاء "الله يرحمه" فهذا مألوف، ولكني أريد هنا أن أقرأ مع الدعاء كلمات أخرى حول الموضوع أو حول النص.
محمود كبها
(شهيد من شهداء الانتفاضة)
قل لي!
ما معنى أن يأتيَ عصفورٌ
ويَحُطُّ على راحتك اليُمْنى
يَمْسَحُ مِنْقارَهْ
في راحتكَ اليُسْرى
– في أثناء دعاء-
ويموت
من قبل (استدعائك)
بدقائِقْ؟!
* * *
قل لي:
ما سِرُّ الرائحةِ النافذةِ الفاحَتْ
مِن مَهْجَعِكَ العابِق؟!
(أتراني ألجأ
لأساطيرٍ
وحكاياتٍ
أعجِنُها بحقائِقْ)
لكني أسأل:
بادئ بَدْءٍ،
مَنْ سَماّك
" أبا جَنْدَل " ؟!!