طرعان تستضيف الأديب سيمون عيلوطي
تاريخ النشر: 06/05/16 | 10:27بمبادرة اتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيين، ممثلاً بعضو لجنة المراقبة الدّكتور محمّد خليل، وبرعاية رئيس مجلس محلّي طرعان عماد دحلة، وبمشاركة رئيس قسم المعارف في البلدة سامي عدوي ومدير المركز الجماهيري فيها جعفر صباح، وبالتّنسيق مع مديري المدارس، التقى يوم الثلاثاء الماضي عدد من كتّاب وأدباء وشعراء “اتّحاد الكرمل” مع طلاب وطالبات المدارس المنتشرة في القرية، لتقديم محاضرات تمحوت حول تجاربهم الأدبيّة والحياتيّة ورفع مكانة اللغة العربيّة لدى طلاّبنا ومجتمعنا عامة.برز من بين الأدباء المشاركين في هذا الحدث الثّقافيّ المميّز، الأديب محمّد نفّاع، الكاتب فتحي فوراني، الشاعر رشدي الماضي، الكاتبة أسمهان خلايلة، الكاتب عفيف شليوط الشاعرة ركاز فاعور، الشاعر سيمون عيلوطي، الكاتبة حنان جبيلي عابد وكل من الدّكاترة: أسامة مصاروة، محمد هيبي، عناد جابر، محمّد خليل، محمّد حبيب الله وغيرهم.
خصّص عضو إدارة “الاتّحاد” الشاعر سيمون عيلوطي محاضرته في هذا النّشاط الأدبيّ الحافل، للتحدّث عن الأدبية مي زيادة التي تميّزت حياتها بمراحل مفصليّة شائكة، أثّرت على مجمل ما كتبته وأبدعته، خاصة بعد انتقالها للإقامة مع والديها في القاهرة سنة 1907، متطرّقًا إلى بعض مقالاتها وأبحاثها التي نشرتها آنذاك في كبريات الصحف والمجلات المصرية، مثل: المقطم، والأهرام، والزهور، والمحروسة، والهلال، والمقتطف.كما تحدّث المحاضر عن الصالون الأدبيّ الذي أقامته مي في منزلها في القاهرة سنة 1913، ذاكراً بعض رواده الذين حرصوا على حضوره، من بينهم: الدكتور طه حسين، خليل مطران، أنطون الجميل، عباس محمود العقاد، مصطفى صادق الرافعي، أحمد شوقي، ولي الدين يَكن، إبراهيم عبد القادر المازني، سلامة موسى، إسماعيل صبري، الشيخ مصطفى عبد الرّازق، وغيرهم من رجال العلم والسّياسة والمجتع.ثمّ تناول مؤلّفاتها، منذ ديوانها الشعريّ الأول “أزاهير حلم”، نشرته باللغة الفرنسيّة سنة 1911، باسم مستعار وهو: إيزيس كوبيا. وعن الكتابين اللذين ترجمتهما من الفرنسيّة والألمانيّة، الأول عنوانه: “رجوع الموجة”، أمّا الكتاب الثاني فقد صدر بعنوان: “ابتسامات ودموع”. مشيراً أيضاً إلى عدد من مؤلفاتها بالعربيّة، “باحثة البادية”، “غاية الحياة”، “سوائح فتاة” وغيرها.
بعد ذلك قام المحاضر باستعراض أبرز المحطات التي شكّلت شخصيتها الأدبيّة مثل: عملها إلى جانب هدى شعراوي لتحرير المرأة العربية من الجهل والاستعباد، وكتاباتها في جريدة “المحروسة” التي وهبها لها صاحبها إدريس بك راغب، وإلى المراسلات المتبادلة بينها وبين جبران خليل جبران. كما تحدث عن علاقتها بالعقاد وغيره من الأدباء والشعراء، متوقّفًا عند اعتزالها للحياة الأدبية بعد فقدها لوالديها وبعد وفاة جبران خليل جبران، وعن المؤامرات التي تعرّضت لها، أهمها محاولة أحد الأمراء لخطفها وما لاقته من ابن عمها في لبنان الذي أدخلها إلى مصحّة الأمراض النفسيّة، نتج عن ذلك تدهور حالتها الصحيّة والنفسيّة، حتى توفّيت في مستشفى المعادي بالقاهرة سنة 1941عن عمر ناهز 55 عاماً. تاركة وراءها تراثاً أدبياً خالداً.
في نهاية اللقاء، عبّر الطلاب عن استمتاعهم بالمحاضرة وبالأسلوب الجذاب الذي قُدّمت به.