حوار مع الشاعر الشبابي مروان مخول
تاريخ النشر: 21/06/11 | 22:31غلب على لقائي مع الشاعر الشبابي “مروان مخول” طابع التواضع، فكان يستوقفني عند كل كلمة وكل فقرة، وخاصة عندما أطرح عليه الأسئلة الشخصية، فيجيب: “لست راضيًا عن نفسي كثيرًا، لأن القلق هو واقعية أي نشيط في أي عمل كان، في نفس الوقت أطمح لتجسيد الشخصية التي أريدها، فأحاول أن أحسّن بعض ميزاتي وصفاتي”.
تلتقي اليوم الشاعر الشاب مروان مخول، إبن قرية البقيعة الجليلية الذي برز في السنوات الأخيرة ليحتل مكانة مرموقة في قائمة الشعراء الفلسطينيين الشباب، بحيث أصبح الجمهور يترقب وجوده ضمن الفقرات في أي مناسبة وطنية، خاصة وان إلقاءه للشعر المقاوم يتميّز بالجرأة والصدق والتحدّي والواقعية، ولذلك ذاع اسم شاعرنا، ليس على المستوى المحلي الفلسطيني فحسب، بل في جميع أنحاء العالم العربي.
كنت قد حضرت أمسيته الشعرية في سخنين تتويجًا لصدور مجموعته الشعرية “أرض الباسيفلورا الحزينة”، وعلى مدار أكثر من ساعة استطاع مخول أن يُضحك الجمهور أحيانا بأسلوبه الشعري الساخر، وأحيانًا يُبكيه عندما يلمس بأشعاره عمق الجرح الفلسطيني النازف، ثم يخاطب الضمير الغائب للجلاد المغتصب للأرض والهواء والسماء.
المجموعة الشعرية لشاعرنا مروان مخول لم تخلُ من حسّه الطبقي والاجتماعي، كنصير للمستضعفين، ويتألق في إبداعه وخياله لينقل صورة واضحة للطبيعة وتحولاتها وطبيعة الحياة وتحولاتها فتظهر كتاباته بقالب يعكس رمزية المكان بوصف شامل من خلال نفسيته المنبعثة من مشاعره وروحه، فيقول مثلاً في قصيدة “النهر”:
ألنهر
يعبر النهر إن أحوج الأمر
ليُرجع طيرا غرّد
فوق نبع يجفّ.
***
النهر رجل عنيف
يتحداني دوما،
لكنه قادر على كل شيء
إلا الصعود.
***
النهر شاعر بخيل
لا يلقي بقصائده الجميلة
إلا للبحر
***
النهر يغيّر مساره
كي لا يزعج ظبيا ورد الماء شاربا،
كان قصد النهر شريفا
ولكنّ الظبي في النهاية لم يشرب
سوى الجفاف
وُلد الشاعر مروان مخول في بيت لعائلة عربية فلسطينية في قرية البقيعة، وكان لطفولته أثر على صقل شخصيته الشعرية. في السابعة من عمره قام بتوزيع جريدة “الاتحاد” لمدّة ثلاث سنوات.
عندما التقيته في بيتي بادرته بالحديث لأن يجيب على أسئلة الحوار بالجرأة والصراحة التي تظهر بوضوح في أشعاره، طالبًا منه أن يكفّ قليلا عن التواضع الزائد، على اعتبار أن من حقي وحقّ الجمهور التعرّف على شخصيته بكل جوانبها قدر المستطاع، فأجابني بتواضع طبعًا: “من حقّك، لكن ما تثقِّل لعيار”.
لم نأت إلى العمل الوطني، نحن أبناء الوطن، بل من النشاط الوطني، وشتّان ما بين “مِن” و”إلى”
قلت: هل لطفولتك أثر على شخصية مروان الشاعر اليوم؟
مروان: “لا شك في ذلك، عشت ثلث عمري في بيت فقير، لم يتوفر لنا إمكانية مشاهدة قنوات تلفزيونية كثيرة كما هو الحال اليوم. أذكر قناتين تلفزيونيتين فقط، للتلفزيون الأردني – برنامج (سوسن تفاحة)، والتلفزيون الاسرائيلي الموجّه، مع ذلك عشت في بيت يحمل المواقف الوطنية، فنحن لم نأت إلى العمل الوطني، نحن أبناء الوطن، بل من النشاط الوطني، وشتّان ما بين مِن وإلى”.
قلت: هل هناك عوامل أخرى ساهمت في صقل شخصيتك الشعرية الملتزمة؟
إبتسم مروان بابتسامة خجولة وقال: ” أعتقد أن التركيبة النفسية لدي بل تركيبتي أو تنشأتي السيكولوجيّة وواقعي الذي لا يشبه سواي كان هو العامل الأوّل في التوجّه الشعري من حيث خصوصيّة المواضيع أو طريقة طرحها، وذلك بالاضافة إلى العوامل السياسية والاجتماعية التي من مسبباتها مثلاً، فمن جهة الغرب من بيتي بأمتار معدودة عاش القائد الشيوعي عصام مخول والشاعر منيب مخول، من الجهة الشرقية المؤرّخ ناجي مخول، من الجنوب الشاعر نخلة مخول، ومن الشمال الشاعر سالم جبران. لا شك أن وجودي في هذا الحيّ ترك أثرًا كبيرا على نمو وتطور موهبتي الشعرية. إن واقعية والدي وانخراطه في العمل الوطني من خلال الحزب الشيوعي فتّحت آفاقي، وكان لصحيفة “الاتحاد” المنبر الحر الذي عكس بشكل كبير احتياجات الشارع العربي في الداخل، ولا شك أن هذه الصحيفة الغرّاء ساهمت في صقلي والتأثير على مفاهيمي منذ طفولتي حتى اليوم، رغم أن العديد من الصحف العربية في الداخل والخارج تنشر أشعاري، مع كل التقدير لها، ولكن لـ”الاتحاد” مكانة خاصة في نفسي، حيث اعتدت أن أنشر قصائدي على صفحاتها منذ جيل الثالثة عشرة حتى اليوم، وينتابني الشعور كمن ينشر غسيله داخل بيته. وحتى في هذا اللقاء مع صحيفة “الحقيقة” التي أكن لها الإعجاب والتقدير، نتحدّث عن “الاتحاد”، لأنها، ليست منافسة لأخواتها، فلها قدسيتها الخاصة”.
القصيدة التي تعرفني أكثر منّي
قلت: كيف تبلورت لديك مفاهيم كتاباتك الطبقية؟
مروان: “قبل فترة قصيرة، جاءني مخرج سينمائي لتصوير فيلم وثائقي يدور حولي وطلب مني أن أتحدّث عن طفولتي، وبما أن ذاكرتي قصيرة، صاحبته إلى بيت جدّي القديم حيث ترعرعت في بيت والديّ في طفولتي واكتشفت أجوبة لأسئلة كثيرة كنت أسألها لنفسي دائمًا.
إن أسباب ودوافع كتاباتي الطبقية عن حقوق العمال وجدتها في أساس معيشتي في هذا البيت المكوّن من غرفتين فقط، غرفة لي ولوالديّ وغرفة أخرى بمثابة إسطبل للحمير، هذا الأمر زادني عزّة وزادني فخرًا يتجاوز متعتي بقيادة سيارة بقوّة (300 حصان) اليوم، ليس من منطلق أنني أحاول شرعنة دفاعي واهتمامي بشأن المعوزين والطبقة العاملة وإنما لاكتشافي بأن قصيدتي أتت من هذا المكان، وكما يبدو أن اللاوعي ساهم في إعادة هذه الذكريات إلى القصيدة التي تعرفني أكثر منّي”.
لا شيء غير طبيعي في الطبيعة يدوم
قلت: هل للطبيعة الجميلة والهادئة في الشمال دور في تحليل شخصيتك ونشأتها؟
مروان: “ما يميّز الماضي القريب، أي قبل عشرين عامًا على الأقل، هو الهدوء. الحياة كانت تتيح فرصة سماع الطبيعة، حفيف الأشجار وزقزقة عصفور الدوري على السطوح وهدير صوت بقرات أبو سهيل، أما اليوم فتراك تسمع خليط الأصوات المزعجة، أشبه بصوت رنين وطنين معدنيّ، سيارات، شاحنات، مصانع ملوّثة، مكبّرات صوت، مما يفقد الأصوات خصوصيتها وانفراديتها.
مثال على ذلك، عندما تملك حاسوب (توشيبا) أو (إتش بي) يربطك بواسطة الفيسبوك بأربعة آلاف صديق من العالم العربي والغربي، يجعلك أمميًا بالمعنى السطحي للممارسة، أي ربما أنك تنتمي إلى شاب مُجايل لك من تشيلي، ولكن على حساب معرفتك وانتمائك إلى جارك ميخائيل سرور مثلاً، الذي أصبحت تجهله لشدّة انغماسك وانشغالك بالعالم الافتراضي المتمثِّل بهذا الاختراع الهشّ الذي يدعى الحاسوب. هذا العالم العصري المعدني الافتراضي، هو من أخطر السموم التي قد تقتل روح الفن والإبداع بشكل عام، والقصيدة بشكل خاص. وللتلخيص أقول أنني أخاف من هذه المتغيّرات، لأن لا شيء غير طبيعي في الطبيعة يدوم”.
الصدق هو المركِّب ألأساس للشاعر
قلت: أعرفك كشاعر ينظم الشعر نصرة للضعفاء والمضطهدين والمقموعين كيف تشعر وأنت تأتيهم بسيارتك الفخمة؟
مروان: “تحدّثت لك قبل قليل عن أصولي وثوابتي التي ترعرعت ونشأت عليها وأعتزّ بها، وفي ذهني عدّة تساؤلات من المؤكّد أن من حولها الكثير من التحليلات الفكرية والاجتماعية: لماذا نبني قالبا شكليًا لكل شخص في المجتمع بحسب اهتماماته؟ لماذا يجب أن نتصوّر رجل الأعمال شخصًا جشعًا، يركب سيارة جديدة ويسكن في قصر؟ أو أن نتخيّل محاميًا يلبس بدلة سوداء وقميص أسود بدون ربطة عنق؟ لماذا علينا أن نتوقّع شاعرًا ذا مظهر بوهيميّ، شَعرُهُ طويل ومبعثر وملابسه رثّة؟ أليست هذه الشكليات آتية من منطلق دعم المضمون والجوهر من خلال المظهر؟ لماذا لا يجوز أن نكون نحن كما نحن؟ هل أكون صادقًا حين أخفي حاجتي إلى حرق الأدرينالين في قيادة سيارة سريعة وأن أبدو شاعرًا بالمعنى الكلاسيكي المقبول على المجتمع؟.
كل هذه التساؤلات تقود كل إنسان أن يؤمن بأنه يريد أن يشبه نفسه كثيرًا، باعتقادي من واجبنا ألاّ نغشّ المجتمع، كطريق نحو الصدق الذي هو المركِّب ألأساس للشاعر، فمن قال مثلاً أن زيارة مخيّم بيت حانون هي الحالة الطبيعية الوحيدة التي تحثّ عطف الفلسطيني على الفلسطيني؟ ومن قال إن الآيفون ليس كفيلاً بذلك، عندما يصوِّر هذا الاختراع الصغير حالة المأساة في المخيّم؟… إن المركِّب الرئيس في المعادلة هو فسحة أمل ألإنسانية التي فيك”.
لكي تكتب قصيدة تشبه الناس وتحاكيهم يجب أن تعيش بينهم
قلت:هل تنظم الشعر في أي وقت تريده أو متى تشاء؟
مروان: ” أستطيع أن أجبر نفسي على القراءة والمطالعة ثلاث ساعات أو أكثر في اليوم، أما أن أنظم الشعر، فهناك مسألة تتعلّق بنضوج القصيدة والفكرة في مخيِّلتي، لذلك يصعب عليّ كتابة قصيدة في كل وقت. إذا أردت أن أحوِّل ما أقوله إلى معادلة حسابية، أستطيع القول أنني أنهي كتابة عشر قصائد في السنة لا أكثر”.
قلت: كيف ممكن لشخص مثلك يدير مشاريع إعمار أن يجد الوقت لكتابة القصيدة؟
مروان: “مضمون قصائدي يجيب على السؤال، لأن قصائدي تعالج ما يمرّ بي ويصادفني يوميًا. الحياة الصاخبة التي أعيشها تؤدّي إلى حك الذهن لإنتاج قصيدة تشبه الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في البلاد، فلكي تكتب قصيدة تشبه الناس وتحاكيهم يجب أن تعيش بينهم. تجربة الحياة أهمّ من المطالعة، لو افترضنا أن شاعرًا موهوبًا جدًا اعتكف في بيت ولا يفارقه ويقرأ 24 ساعة في اليوم، ثم ينظم قصيدة، باعتقادي فإن المتلقّي لن يصدّقها لأنها تفتقر إلى الحياة ولا تتنفس”.
يا موت: من وصّاك بي
قلت: إلى أي مدى تتفاعل وتتحرك مشاعرك خلال نظمك للقصيدة؟
مروان: بل على ضوء التفاعل مع الموقف أكتب وليس أن التفاعل يحصل لحظة الكتابة، أرسلت لي إحدى الزميلات عبر الإنترنت مقطع فيديو لصور من أشلاء ضحايا الحرب على غزّة، وكانت هناك في الخلفية موسيقى حزينة، بل شديدة الحزن لموسيقي تركي، ما حثّ عواطفي على التفاعل بشكل كبير، مما جعلني عند كتابتي قصيدة “صورة آل غزة”، أن ألتقي بالضحايا من حيث الوجع، لم أشعر أنني كاتب هذه القصيدة وإنما الأحداث والمشاهد التي شاهدتها استعملتني لأترجم وأعبّر عن الحالة المأساوية في القصيدة، ويقول مطلع القصيدة:
يا موت
لا تبحث عن الأطفال
إرحل
فقد ذهبوا إلى البرّاد في المشفى بمفردهم
كلّ الأحبّة يسهرون هناك
في رفّه العلويّ “حسنى” أمُّهم
ماتت على عجل
لكي تحمي مكانًا في المقابر للصغار
قلت لمروان، أتريد استراحة صغيرة لتستجمع فيها أفكارك؟، ولكن زوجتي سارعت في الدخول لتنتزع الإجابة من فم مروان وتقول: هل تودان شرب الشاي؟ ضحكنا أنا ومروان على هذا التزامن غير المتوقّع وضحكت زوجتي لأننا ضحكنا، وصوّب مروان بصره إلى الزوجة المضيفة وانتشل بعض الأبيات من الشعر وقال:
للطالب الفوّاح كالجعساس مزروعًا
بجامعة على طرف المدينة
يشتهي قيلولة ما بين درس العلم والإضراب
كي يتريّث الوجع القريب
بعد دقائق عادت زوجتي تحمل كأسين من الشاي وتقول بابتسامة: تفضّلوا، هذه العشبة من الزوفة البريّة، قطفناها من حقول صفورية… صمت مروان لعدّة ثوان، وارتسمت على محيّاه ابتسامة حزينة وقال في صوت خافت:
في صفورية
أي، خلف حرش الصنوبر
لا يزال التين مثمرًا
يا صاحبه
الذي في الناصرة
“لأنك جليل أيها الجليل إستوطنت في معلوت”
قلت: لنعود إلى الحوار، هل صدفة أن شعراء فلسطين الكبار هم من الجليل؟
مروان: “بل تستطيع أن تقول بأن معظم رموز الشعب الفلسطيني هم من الجليل. هناك سببان، ألأول بسبب تهجير الشعب الفلسطيني من الجليل، وتجمّع أعداد كبيرة منه في الجليل، مما يفرز رموزًا بنفس النسبة، أي أن مركز تجمّع الشعب الفلسطيني في الداخل في الجليل. لكن، بلا شك في أن هذا المكان الهادئ والأقرب إلى شكل الطبيعة الكلاسيكي يحفِّز المواهب على الإبداع الفني والفكري.
فلان ياهو
قلت: هؤلاء شعراء عايشوا النكبة وأنت؟!.
مروان: “أنا أعايش نتائج النكبة، أي أحاول أن أعبِّر في قصيدتي عن الوضع السياسي والاجتماعي الراهن، بحيث أترك الكتابة عن التهجير القسري لصالح التمييز العنصري في مكتب التأمين الوطني – فرع نهريا، فأقول لك:
ألتاريخ يُكتب بقلم أحمر
موجود في جيب حاكم واطي
مثل فلان ياهو!
قلت: أنت شاب مليء بالحيوية والنشاط، ومعظم كتاباتك الأخيرة عن مآسي وهموم الناس وأهملت قصائد الحب والغزل؟
مروان: كل فنان يحاول الكتابة بحسب انشغالاته، لديّ قصائدي الغزلية ولكن لا شك بأن هويتي تتجه أكثر نحو الكتابة عن الوضع الاجتماعي والسياسي، ربما يتأتّى ذلك من قراءتي للمشهد السياسي ولأنني أخاف من تبعيات هذا المشهد ونتائجه السلبية التي ستعود بالضرر عليّ شخصيًا وعلى مجتمعي. مسألة “يهوديّة الدولة” مثلاً لا يمكن أن يتجاهلها أي شاعر، فلا يمكن الانصراف لكتابة قصيدة غزل عن حبيبته وإغفال النظر عن رؤية المخاطر التي تتكشّف وتغدو أكثر شراسة من يوم لآخر.
قصائدي الأخيرة كانت كلّها شخصية ورومانسية، أما بروز قصائدي السياسية لا يعود لكثرتها، إنما، ربما لأنها تحاكي المجتمع أكثر فيهتم بها أكثر”.
لا أطمح لأن تشبه قصيدتي الجماهير فلا تعود تشبهني
قلت: مبروك صدور مجموعتك الشعرية “أرض الباسيفلورا الحزينة” .
مروان: “ألمجموعة تحتوي على 36 قصيدة، اخترتهم من بين كل قصائدي التي كتبتها في السنوات العشر الأخيرة، أعترف أنني ظلمت قصائد أخرى لم تخرج إلى النور، ولكنني أردت أن أكون انتقائيًا قاسيًا على قصائدي الأخرى غير المنشورة لصالح الناتج العام”.
قلت: الشاعر يحمل متاعب وهموم الناس، وهذا عبء ثقيل ينهك، فهل أنت نادم من خوضك هذا المعترك؟
مروان: “الكمّ الهائل من الحب الذي أتلقّاه من الناس بعد كل أمسية شعرية لي، يحفّزني أكثر على المضيّ في ما أنا عليه، ولكنها مسألة خطرة إذ أتمنى ألاّ أصبح بوقًا للجماهير وأن تشبه قصيدتي هذه الجماهير فلا تعود تشبهني. لذلك أتمنى أن أحافظ على متانة الخيط الرفيع بين كتاباتي من منطلقات شخصية، تشبه اهتمامات الناس وبين الكتابة من منطلق الشهرة”.
قلت: تعتبر الشِعر مشروع حياة بالنسبة لك؟
مروان: “أنا شاعر ومهنتي مهندس”.
قلت: ما هو أكثر ما يشدّك وتتمسك به في كتابة الشعر؟
مروان: “هي القدرة في الترويح عن النفس والتعبير عن متغيّرات العاطفة، في قالب فنيّ يريحني، ثم يعجبني في عمل فني في آن واحد”.
أحب أسرتي لجمالية ضعفنا الإنسانيّ في الانتماء
قلت: أكثر ما تحب في هذه الحياة؟
مروان: “أكثر ما أحب، الانتماء الصادق للأسرة، لأنه يولِّد بشكل تلقائي الانتماء الوطني، أحب أسرتي لحساسيّة صلة الدم ولجمالية ضعفنا الإنسانيّ في الانتماء من منطلقات عنصرية بالمفهوم الإيجابي. وحين أقرّر أنا وزوجتي أن ننجب، سيكون الطفل منافسًا لنفسي على الحب، ولا بد لي أن أختتم هذه الأمنية بأبيات الشعر التالية:
سأقبِّلكِ قبلما أذهب إلى عملي
في كلِّ صباحٍ ليس خاصًا
سأشتري لكِ عقدًا من اللؤلؤ والعواطف
كي تكوني أُسرتي بلا منازع
سأحبّكِ…. وأحبّكِ جدًا
حين أقرِّر أنا وزوجتي
يا إبنتي، أن تولدي
أجرى الحوار- رفيق بكري