محاضرة حول التمييز الثقافي الإسرائيلي بجامعة جنين
تاريخ النشر: 10/05/16 | 15:57عقدت كلية الدراسات العليا في الجامعة العربية الامريكية محاضرة لطلبة برنامج ماجستير حل الصراعات والتنمية حول “التمييز البنيوي المؤسساتي والثقافي العنصري في إسرائيل”، قدمها مدير مركز مساواة الناشط جعفر فرح، وممثل جمعية سيكوي المحامي علي حيدر، استكمالا للمحاضرات التعريفية بماهية الصهيونية ضمن مساق “قضايا أساسية في الدراسات الإسرائيلية”.
وافتتح المحاضرة أستاذ المساق نائب رئيس الجامعة لشؤون العلاقات الدولية الدكتور مفيد قسوم، بحضور الكاتب تيسير خطيب، وعدد من طلبة الداخل الفلسطيني في الدراسات الدولية وبحوث السلام، إضافة الى طلبة برنامج حل الصراعات والتنمية.
وخلال المحاضرة، اكد فرح اهمية دور الاعلام في مواجهة السياسات الاسرائيلية العنصرية تجاه السكان الاصليين في فلسطين المحتلة عام 1948، كما تطرق الى حقبة الحكم العسكري، ودعا الى ضرورة توحيد الجهود الفلسطينية باتجاه انهاء الاحتلال، واعادة بناء الشعب الفلسطيني كواحدة من المهام الاساسية للعمل المجتمعي، وقال: “ان المنظومة العنصرية في اسرائيل تشكل تحدياً كبيراً للفلسطينيين، وان هناك خطر يتهدد الثقافة الفلسطينية في الداخل بحكم الضغط الذي يمارس من قبل منظومة صهر الوعي الصهيونية، وان الادب الفلسطيني في الداخل هو الذي قاد الحركة الوطنية ضمن الحيز المجتمعي، وأضاف انه برغم حالة التهميش التي عايشها الفلسطينيون في الداخل فلسطينياً وعربياً ودولياً، فالمسارات الخاصة بالفلسطينيين تندرج تحت عناوين انهاء الاحتلال، واعادة بناء المجتمع الفلسطيني، ونوع العلاقة التي تجمع الفلسطينيين مع الدولة الاسرائيلية فيما يخص جانب الحقوق المدنية ضمن الحيز الذي تحقق بفعل نضالات حقيقية كيوم الأرض، واحداث اكتوبر تشرين الاول من عام 2000”.
وأوضح فرح، ان الجهود التي يحاول الفلسطينيون في الداخل بذلها تنصب لانجاز حراك ثقافي اجتماعي يعزز من قيمة الفلسطيني وحضوره، مشيرا الى انه أفضل بكثير من السابق والنضال مستمر حتى الوصول الى ما يلبي رغبات الشعب الفلسطيني، وان هناك مؤسسات فلسطينية في الداخل تدافع عن الحق بالحياة، الى جانب وجود أكثر من وسيلة اعلام وأبرزها قناة مساواة الفضائية.
ومن جانبه، قال المحامي حيدر: “ان النكبة أحدثت تصدع مركزي في ماهية الشعب الفلسطيني وقسمته الى ثلاث اقسام هي الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة عام 1948، والشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة عام 1967 تحت مسمى السلطة الفلسطينية، والشعب الفلسطيني في الشتات (دول الطوق أولاً ودول العالم لاحقاً)، وأضاف انه قد طرأ على الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة عام 1967 تمزق جديد تمثل في تهويد المدينة المقدسة، والانقسام الداخلي الامر الذي افرز ثلاث مكونات هي سكان القدس الشرقية، وسكان الضفة الغربية، وسكان قطاع غزة”.
وأوضح ان اساس اي حديث عن القضية الفلسطينية يجب ان يبدأ من إعادة وحدة الشعب قبل التفكير في اعادة وحدة الارض، ومن ثم الانتقال الى التفكير في شكل الدولة التي نريد، وان كانت دولة ثنائية القومية، فان هذا الامر يدفعنا الى جملة من الاستفسارات المهمة لمعرفة العدو الذي نجبر على الحياة بجانبه او معه، هل اسرائيل دولة ديمقراطية؟ واي نوع من الديمقراطية تمارس اسرائيل؟ وما هو الحل السياسي المطلوب للصراع الفلسطيني الصهيوني؟.
واضاف حيدر، ان المواطنيين الفلسطينيين في الاراضي المحتلة عام 1948، يطمحون الى تحقيق المساواة المدنية ضمن استراتيجيات مركزية تتمثل في المحاور التالية، الأبحاث، والمرافعة، والتمثيل القانوني، وتقديم الخدمات، والضغط والمناصرة، والتطوير الاقتصادي، والتشبيك، والاعلام، والتربية، وبناء المجتمع، والاحتجاج، وختم حديثه بالقول ان الشعب الفلسطيني يقع في ازمة كبيرة وهي تتمثل في ثلاث ازمات علينا الاعتراف بها ومحاولة المعالجة وهذه الازمات تتمثل في ازمة القيادة، وازمة الرؤية، وازمة عدم حسم شكل التعامل مع الاخر.
وشهدت المحاضرة مجموعة من المداخلات من الطلبة والتي حاولت التعمق في معرفة المعالجات التي يقوم بها الفلسطينيون في الداخل تجاه الاجراءات العنصرية الصهيونية وعن معنى ومفهوم اللاجئ والمهجر الى جانب التطرق الى آليات اختراق المجتمع الاسرائيلي ودور الفلسطينيين في كافة اماكن تواجدهم في ايجاد حل للصراع.