مرحى لقرية "أبوسنان" بلد التسامح والتآخي
تاريخ النشر: 22/06/11 | 2:28في أحد أيام السبت في النصف الأول من شهر حزيران لعامنا الحالي وفي محطتنا الإذاعية الناطقة باللغة العربية، الشمس الساطعة قاهرة الظلام استمعت إلى رئيس مجلس”أبو سنان” المحلي السيد علي هزيمة وهو يتحدث إلى مقدم البرنامج الصباحي عن تسمية الشوارع والساحات والدوارات, المدارس والمؤسسات في بلده، استمعت بشغف وأنا أرجو المزيد من هذا الحديث لأنه”يرد الروح ويشفي الغليل” كما يقولون “بالعامية”… وكانت لكل كلمة ولكل جملة قالها وقع جميل وأي وقع عندما تحدث بفخر واعتزاز عن أولئك الذين ضحوا ووهبوا حياتهم –وهو أحياء– لبلدهم، من أجل رفعتها وسمعتها وحسن صنيعها، لقد رحلوا عن هذه الدنيا ولكنهم تركوا بصمات لن تمحوها الأيام ولا السنون،إ نهم كوكبة، مفخرة “أبو سنان” من رجالات التربية والتعليم، رؤساء سابقون للسلطة المحلية، رجال دين وسياسة وعلم كانت لهم باعات طويلة في خدمة بلدهم وفي مجالات عدة: اجتماعية،اقتصادية، سياسية إنسانية، تربوية ودينية ومن طوائف القرية الثلاث، هذا بالإضافة إلى رجالات من العالم العربي لهم أياد بيضاء في خدمة القضية العربية والقومية العربية بل هم رموزها الساطعة كالمرحوم جمال عبد الناصر، المرحوم سلطان باشا الأطرش والمرحوم كمال جنبلاط.
لقد خطى مجلس “أبو سنان” المحلي خطوة تعتبر سابقة في تاريخ سلطاتنا البلدية والمحلية، بأن أطلق أسماء الذين خدموا بلدهم وفي حياتهم وبإخلاص وفي المجالات آنفة الذكر.
صحيح أنهم قضوا نحبهم وغادرونا إلى الدار الآخرة إلا أنهم بقوا أحياء في الذاكرة، ذاكرة أهل البلد الجماعية وغير أهل البلد وذاكرة من سيأتي بعدهم ومن الأجيال القادمة.
لقد ضربت “أبو سنان” بهذا مثلا رائعا في الحضارة والرقي، في نبذ الأنانية جانبا وإنكار الذات والأهم من هذا وذاك ضربت مثلا رائعا يحتذى به في التسامح والتعايش والتآخي…لقد أعطت “أبو سنان” كل ذي حق حقه كاملا غير منقوص بغض النظر عن انتمائه الطائفي، فهذه القرية الوادعة الشامخة المتربعة على مرتفع في الجليل الغربي يعيش فيها الدرزي بجانب المسيحي والمسلم بسلام ووئام وانسجام وتلاحم كما وصفه لنا السيد هزيمة في حديثه الإذاعي هذا… إنها مكرمة تضاف إلى مكرمة إطلاق أسماء الشوارع والساحات والدوارات. وهي في رأيي قرية مثالية يحق لها أن تحصل على أعلى وسام للتسامح والسلام…وفي رأيي كذلك أنها أحق بكثير من الذين حصلوا على جائزة نوبل للسلام وهم لم يفعلوا شيئا من أجل السلام، وما زالوا يعملون لكل ما هو ضد السلام ولمصالحهم ومصالح بلادهم الشخصية.
أحيّي الاستاذ حسني بيادسة على كتابته حول هذه المواضيع
المستمدّة من الواقع المعيش، كذلك أحيّيه على تفاعله مع
الأحداث الجارية في مجتمعنا العربي.
طبعا، نبارك لقرية أبو سنان على هذا المشروع الذي يدلّ على
الأصالة والانتماء.