بدون وجع رأس
تاريخ النشر: 12/05/16 | 4:53الفرجة البلهاء بفتح الأفواه الدالة على قلة الحيلة أصبحت تربط ألسنتنا اثناء سؤالنا للتعليق عما وصلنا إليه من مستوى اجتماعي وانحلال اخلاقي منحط نتيجة تصرفات سوقية وظواهر إجرامية مستوردة عششت وللأسف الشديد في قلب مجتمعنا العربي حتى لم يعد باستطاعتنا النجاة منها ، لا لشيء سوآ لإسهامنا الكبير في تفشيها ، وذلك من خلال سكوتنا المهزوم ومعالجتنا القليلة من خلال ادعاءات تافهة ملخصها بعض الاجابات اللامبالية التي تنحصر على : ” أنا ما دخلنيش ” ، ” ما دام الاشي بعيد عني فخار يطبش بعضه ” ، ” شو بدي بوجع الراس ” .. وغيرها الكثير من الالفاظ الانفرادية الانانية المغروسة في عقولنا المهترئ وآراءنا المشبعة بحب الذات ( الأنا فقط ) .
ليس المقصود هنا البحث عن من هو المسؤول ومن هو السبب فيما وصلنا له من الانحراف الاجتماعي والاخلاقي ، أو كيفية ايجاد حلول تخصصية لهذه الانحرافات المعقدة والخطيرة ، انما المقصود هنا هو التحذير والتوعد بمستقبل أسود ملغوم ينتظرنا جميعاً إذا لم نسعى وبكل قوتنا لتغير واقعنا الأليم هذا بشتى الوسائل الممكنة ومهما كلف الامر ، ولا شك أن التغير لا يأتي من فراغ ولا شك أيضاً أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة . والخطوة الاولى لتغير واقعنا الأليم هذا هي تغير أنفسنا وتحسين أخلاقنا قال سبحانه وتعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) [ الرعد : 11 ] .
ورحم الله من قال :
خلي مصيرك كلو بأيدك
اوعك بغلطة يبكوا عليك
وأصحى لروحك والزم حدودك
داري بنباغتك الشر يكفيك .
بقلم: محمود عبد السلام ياسين