عدم التكافؤ في العلاقات الزوجية
تاريخ النشر: 10/10/13 | 22:00من الأسباب التى يمكنها أن تؤدى إلى وجود شرخ فى العلاقات الإنسانية بين الزوجين هى ارتفاع الدخل الشهرى للزوجة عن الزوج ، خاصة الدخل من العمل خارج المنزل ، حتى وأن كانت الوظيفة التى تقوم بأدائها الزوجة أقل تقديرا ومكانة من الزوج ، وتمثل هذه النقطة نوعا من الحساسية الشديدة بالنسبة للرجل ، المسئول الأول عن الزوجة والأولاد ، وكل احتياجات المنزل حتى وإن كان الاتفاق أن مالها لها ، ولن تشارك به فى المنزل ، وأحيانا قد يتنازل الزوج عن دخل زوجته مع أول بادرة خلاف ، خاصة فى عدم وجود حب يربط بينهما، وأحيانا قد يشعر الزوج بالعجز أمام متطلبات البيت التى يمكن أن تشتريها الزوجة من مالها ببساطة، فى حين أن شراءه لهذه الاحتياجات يؤثر بشدة على راتبه .
وتشير شيماء إلى أن عدم التكافؤ بين الزوجين فى كافة المجالات ، وكونها مختلفة عنه ماديا واجتماعيا وثقافيا يخلق حالة من عدم الاستقرار النفسى فى الأسرة، ويجعل الزوج تقل ثقته بنفسه وثقته فى إسعادها، فالفارق المادى مثله مثل الفارق الاجتماعى يمكن أن يشعر أحد الطرفين بالنقص والعجز، لأن اهتمامات الطرفين تكون مختلفة ، وكل منهم يحظى بشخصية مختلفة وتفكير مختلف .
ويتأتى أيضا الشعور بالنقص فى عدم التكافؤ الثقافى والمعرفى والاهتمامات والميول لهما ، وأيضا المؤهل الجامعى فإذا كان الزوج أقل من الزوجة أصبح هناك حساسية شديدة .
وإذا كانت الزوجة أكثر علماً وثقافة، فعند اتخاذ قرار مشترك، نجد أن الزوج يصر على رأيه فقط انتصاراً لذكورته، وهذا الهاجس يخيف الرجل من فكرة أنه سيفقد بهذه الطريقة هيمنته يوماً ما، هذه هى طريقة تفكير فى مسألة عدم التكافؤ، ويستثنى من ذلك أعداداً ليست بالكبيرة، ولكنها تظل كالنار تحت الرماد تشعلها أبسط الأشياء .
إن التحسس من رفض علو الزوجة أو تفوقها عن الرجل فى جانب من جوانب الحياة هى قناعة مجتمعية شرقية، تضرب بجذورها فى مجتمعنا، ويبرر ذلك أن قوامة الرجل تقتضى أن يكون هو الأعلى فى كل شىء حتى يستطيع احتواء زوجته وبيته، وتقتضى أيضا أن تكون له الكلمة العليا والهيمنة بصفته رب الأسرة وقائدها، وهذا يتفق مع طبيعتنا البشرية كذكر وأنثى.
العلاج يتمثل فى التعامل مع الرجل الذى يشعر بالنقص صعب، ولكن يمكن تقليل المشاكل بعدم ذكر ما يضايقه أو وضعه فى مواقف تظهر نقطة ضعفه، وهذا يزيد الأمور سوءًا .
ومن طرق العلاج تقديم كثير من الحب، وإظهار الاحتياج له، وأن حياتها مظلمة فى عدم وجوده، وتذكره بأجمل ما فيه، وأجمل ما يملك، وكم يمثل لها، فقط مجرد وجوده هذا يفيد كثيرا.
والوقاية خير من العلاج فالزواج المتكافئ فكريا ومادياً واجتماعيا هو زواج ناجح .