رحلة إلى الدار الآخرة

الحمد لله الذي خلق الخلق فاحصاهم عددا وكلهم اتيه يوم القيامه فردا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا امام الهدى صلى الله عليه وسلم وعلى اصحابه ومن سار على نهجهم المبارك ثم اهتدى وبعد:
فان اغظم يومين يمر بهما الانسان هما: يوم موته ويوم حشره الى الله تعالى يوم القيامه وهما يومان لا بد ان يمر بهما كل واحد منا فانتدبر ولنتعظ.
هل تذكرت أعظم يومين يمران بك…………….؟
نحن امام مشهدين خطيرين ذكرنا بهما كتاب ربنا عزوجل:
الاولواتقوا يوما ترجعون فيه الى الله….)
الثانيثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون).
ان ذللك يذكرنا باليوم العظيم الذي كتبه الله عزوجل على كل صغير وكبير وكل جليل وحقير. كتب عليه ان يقاد اليه عزيزا او ذليلا كريما او مهانا انه اليوم المشهود واللقاء الموعود.
وقبل هذا اليوم لحظه ينتقل فيها الانسان من دار الغرور الى دار السرور او دار الشرور لحظه من اللحظات التي يكتب فيها للعبد انه متنقل الى ذلك اليوم تلك اللحظه التي يلقى فيها الانسان اخر النظرات على الابناء والبنات والاخوان والاخوات.
يلقى فيها النظرات على هذه الدنيا وتبدو على وجه معالم السكرات وتخرج من صميم قلبه الاهات والزفرات.
انها اللحظه التي يؤمن فيها الكافر ويوقن فيها الفاجر.
انها اللحظه التي يعرف الانسان فيها حقارة الدنيا.
انها اللحظه التي يحس الانسان فيها بالحسره والالم على كل لحظه فرط فيها في جنب الله تعالى, فهو يناديه رباه رباه رباه ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت.
انها اللحظه الحاسمه والساعه القاسمه التي يدنو فيها ملك الموت لكي ينادي فيا ليت شعري هل ينادي نداء النعيم او نداء الجحيم؟؟؟؟؟؟
فهل تذكرت انطراحك على الفراش, واذا بايدي الاهل تقلبك, فاشتد نزعك وصار الموت يجذبك من كل عرق, ثم ماذا؟؟؟؟!!!!!
أسلمت الروح الى بارئها.
والتقيت الساق بالساق.
ثم جاء المغسل فجردك من ثيابك واطرحك على اللوح منفردا وصب عليك الماء فغسلك ونظفك ثم نادى اهلك واصحابك بالكفن, وقدموك الى المحراب ليصلى عليك صلاة الميت. ثم ماذا؟؟؟؟؟؟!!!!!
انزلوك في القبر وحيدا فريدا.
لا ام تقيم معك.
لا اب يرافقك.
لا أخ يؤانسك.

وهماك يحس المرء بدار غريبه ومنازل رهيبه عجيبه وفي لحظه واحده ينتقل العبد من دار الهوان الى دار النعيم المقيم اللهم اعطنا هذا المكان واغفرلنا وارحمنا انك انت الرحمن الرحيم.