لون أحمر يعمّ الشوارع والطرقات
تاريخ النشر: 18/05/16 | 10:18إنّه ليوم كان من أجمل الأيام في حياتي من جهة، ومن جهة أخرى قد كان اصعبها، حين أردت اتخاذ القرار، ولكن؟ّ…
مسافات بعيدة قطعتها واجتزتها، ليس لعبث. رأيت عالما يختلف عن ذاك الذي عشته، وصادفت الورى يجيدون التعامل مع بعضهم، وشاهدت أناسا أدركوا واتقنوا معنى الاحترام، أطفالا تعيش طفولتها، وسلاما يعم ذلك المكان…لم اسمع بتاتا بكاء طفل صغير، ولا حتى صراخا من أحد، فالكل يلعب ويرسمون بسمة على وجوههم، ويعيشون يومهم كما لو كان آخر يوم في حياتهم.
لم يكن كعالمنا نحن، أصوات أطفال أبرياء يتباكون كل يوم، طلقات رصاص تصيب مساكين وتهدم أحلام غلمان أرادوا الحياة، وتعطل أفكار فتاة قد حلمت يوما بالسلام!
هو مجرد سلاح، ولكنه بيد محتال، يغافل الناس بطلقات رصاص هنا وهناك. أطفال يفقدون أهلهم ويصبحون أيتاما، ونساء تخسر رجالها وتصبح تحت عنوان؛ ذهب اسمه مدعُوًّا بالأرامل، وكل هذا وذاك بسبب ذلك الغدّار.
لون أحمر يعمّ الشوارع والطرقات، وغلام رضيع كاد لسانه ينطق بسبب البكاء، بدموع عينيه السوداوين يطالب بفرصة الحياة؛ ولكن ليس هنالك أي جواب لذلك النداء؟!…
امرأة من ذلك الزمان، تطهو لأطفالها طعاما اشتهته الانفاس، لم تكد ترفع يديها إلى السماء لتشكر ربّها الغفّار، وإذا بصاروخ قد دمَّر بيتها والأطفال.
عقارب الساعة أخذت بالدوران، والوقت الذي امتلكته يقترب بالانتهاء.
لحظات أودِّع بها ذلك المكان الجميل، وأولئك الناس المتسامحين والأطفال الفرحين، وذلك الهدوء الذي حلمته في يوم من الأيام.
تمنيت وما زلت أتمنى أن يأتي أولئك الناس، ويقيمون في عالمنا ذاك فيعمه الاستقرار والسلام… يوم من أروع الأيام لن انساه ما دمت على قيد الحياة؛ ولكن لست أدري متى سيأتي أو سيكون؟!!!…
فاطمة شفيق برّاك/ كفر قرع
موضوع جميل جدا
نحن بالفعل نعاني من الكثير وهذا الموضوع له اهميه كبيره جميل واستمري
معبر ومفيد جدا
استمري الى الامام
موضوع مفيد جدا
استمري الى الامام