تكريم د.سهيل عطالله بنادي حيفا الثقافي
تاريخ النشر: 23/05/16 | 11:33في أمسية ثقافية عزّ نظيرها ووسط حضور كبير ومميز من حيفا وكفر ياسيف والمثلث والجليل والشمال ازدحمت به قاعة يوحنا المعمدان في حيفا يوم الخميس الفائت، أقام نادي حيفا الثقافي برعاية المجلس الملي الأرثوذكسي الوطني، أمسية تكريمية للأديب الاستاذ الدكتور سهيل عطا الله من كفر ياسيف.
اعتلى المنصّة رئيس النادي الثقافي المحامي فؤاد نقارة ليعلن افتتاح الأمسية مرحبا بالجمهور ومعبرا عن شكره للمواظبين على حضور الأمسيات الثقافية ونعى توقّف مجلّة دبي الأدبية عن الاصدار , تحدّث عن نشاطات وفعاليات النادي ثم قدم شكره للصحف والمواقع التي تغطّي نشاطات وفعاليات الأمسيات الثقافية والنادي .
دعا بعدها الأديب الأستاذ فتحي فوراني رئيس اتحاد “الكرمل” للأدباء الفلسطينيين ليدير الحفل ويتولى عرافته.
استهل الأستاذ فتحي كلمته بالترحيب والتأهيل بالحضور مستعرضا نشاطات نادي حيفا الثقافي ومن ثم سيرة موجزة عن الدكتور سهيل عطا الله وإنجازاته على الساحة الأدبية والثقافية منوّها لفكره ومشيرًا لمقالته الأسبوعيّة من شرفة “صباح الخير” كل ثلاثاء في صحيفة الاتحاد الحيفاوية معالجًا مواضيعه بأسلوب عقلاني هادئ ولاذع، ذكيّ وبهيّ، فيه الكثير من التلميح وبعيدًا عن ابتذال التصريح.
ثم افتتح بعدها فقرة كلمات التكريم للمشاركين وكانت المشاركة الأولى للدكتور نزيه قسيس، زميل المحتفى به في سلك التعليم لثلاثة عقود متتالية، الذي أشار الى مسيرة المحتفى به كمعلم للغة الانجليزية في مدرسة الرامة الثانوية وكمربي أجيال لم ينس إقرثه المهجّرة وألقى قصيدة كان قد نظمها يوم تقاعده عام 2000 وقصيدة أخرى باللغة المحكيّة العامية نظمها خصّيصًا لهذه المناسبة عنوانها “مساء الخير” لاقت إعجاب الحضور .
تلته الشاعرة آمال عواد رضوان التي تطرّقت بدورها لكتاب الدكتور سهيل “حديث الثلاثاء” بأجزائه الثلاثة، آخرها : غيلان وعسل وعلقم، وأشارت إلى ثقافة الكاتب وتمكّنه من لغته وأبداعه اللغوي والفكري حيث واكب الأحداث اليومية ، مقالاته تحمل رسالة ورؤية للحاضر، ملامسة للواقع بوجع مرير وتنتهي كل مقالة بعبرة وحكمة ، وهي عبارة عن رسائل موجهة لمشروع وطني توعَوي بعيدًا عن العادات والتقاليد، موفّقا باختياره للعناوين المُعبّرة، ومقالاته تشكّل موسوعة تاريخيّة معلوماتيّة تتميّز بالتصوير الساخر للأمور.
ثم كان الدور للمؤرخ الدكتور جوني منصور ، وأبتدأ قائلًا أن عطاء العلم والأدب والأخلاق والأمل هو بوصلتنا، وأشار إلى أن سهيل كرّس وقته بعد تقاعده للقراءة والكتابة والنهوض نحو مسارات جديدة . تطرق بعدها إلى فن المقالة والنقد، فسهيل يهتم بمجتمعه ويعمل على إصلاحه حيث تناول مواضيع متعدّدة ومنها : تراجع القراءة في أوساط شعبنا، أخلاقيات الحكام والقادة والتحرّش الجنسي، الترانسفير والسعادة والتسامح والانفتاح، أجراس التجنيد ومحاربته، أزمة المدارس الأهلية، إعادة بناء منظومة القيم الاجتماعية وغيرها واقترح على القيمين في جهاز التربية والتعليم تبنّي أكبر عدد من هذه المقالات لتكون مادة للنقاش في حصص التربية المدرسية.
كانت مشاركات من الحضور فتحدّث السيد سهيل مخول، صديق طفولة، عن دور النادي الثقافي الطلائعي وعن دور المحتفى به مجتمعيّا معطاءّ، وتلاه د. حاتم خوري فتطرق إلى تحرير مجلة الرابطة الجديدة حيث أصر د. سهيل على نشر 7 مقالاته النقديّة التي كانت نواة كتابه “تواقيع على الرمل”.
تلى ذلك فقرة فنية ممثلة بالزجل الشعبي قدمها الزجال الشاعر شحادة خوري عن المحتفى به، إقرث المهجّرة والأرض لاقت حماس الجمهور .
وأخيرا كانت الكلمة لدكتور سهيل عطا الله فشكر رئيس النادي فؤاد نقاره والقائمين على النادي لعملهم الدؤوب لإنجاح هذا المشروع الثقافي الراقي، حيث أصبح قاعة أعراس أدبيّة ووطنيّة وعنوانها حبّ الضاد وحب ناطقيها، قائلّا : بعثتم عكاظ جديدًا متجدّدًا وأنهى بمقولة نزار قباني : “الكلمة هي الرب الوحيد الذي يستحق أن نمنحه زيتنا وشموعنا. هي النافذة الأخيرة التي بقيت لنا على السفينة التي تقطعت حبالها ومات ربانها. لا نجاة إلا في الحرف وبالحرف”.
ثم كانت فقرة التكريم فدعا مدير الأمسية الأستاذ فتحي كلّ من رئيس النادي فؤاد نقارة ، السيد جريس خوري، والمحاميان كميا مويس وحسن عبادي ليقدموا درع التكريم للدكتور سهيل وقال المحامي كميل مويس بكلمته :” كان لي شرف تعلّم اللّغة الإنجليزيّةِ وآدابها على يديْ الاستاذ سهيل في مدرسة حنّا مويس الثانوية في الرامة، الذي يتفاعلُ مع المجتمع الذي يعيش فيه، ويُؤثر على مُجريات الأحداث بكلّ وعي ومسؤوليّة، مُدركًا تمامًا ما يجري حوله، ويحدّد لنفسه موقفًا من كلّ حدث أو مستجدّ، ولا يتقاعس عن قول رأيه صريحًا جريئًا، ليزيد في نفوس الجميع من مكانته الأدبيّة والاجتماعيّة، ويسمو بحضوره في المواقف ومواكبة الأحداث”
وتم التقاط الصور لتبقى بعد أن ينتهي الحدث.
على أن تجمعنا أمسيات ثقافية أخرى ولقاؤنا الخميس القادم26.05.16 مع الشاعر إحسان أبو غوش واشهار ديوانه “دمعة تخدع ظلها”.
خلود فوراني سرية