كتب تستحق القراءة: “نسيانCom”
تاريخ النشر: 13/06/10 | 9:21صديقة الموقع ام مرجانه توصي بقراءة كتاب “نسيانCom” للكاتبة الجزائرية الشهيرة أحلام مستغانمي. بتطرف نسائي، وهجوم أنثوي على بقايا الذاكرة، تطل الكاتبة الجزائرية الشهيرة أحلام مستغانمي على قرائها بكتابها الجديد نسيانCom، فتخلع من خلاله عباءة الروائية وترتدي معطف طبيبة الحب النفسية، المهووسة بعلاج النساء الغارقات في ذكرى تجارب الحب الفاشلة حتى آذانهن، لتقدم لهن “دليلاً عملياً” لعلاجهن من ” مرضهن” ذاك، مرض ” الذاكرة غير المبررة”. أحلام في كتابها هذا تشنّ حرباً ضروساً على الذاكرة العشقية التي تدفع المرأة العربية بالذّات للاحتفاظ ببقايا ” كراكيب الحب” كما تسميها، وتشغلها عن الاستمتاع بالحياة وبحب جديد. وتبالغ أحلام في تطرفها ذاك بأسلوبها الفنتازي المميز، زادها في ذلك شحنات كهروماغناطيسية قوية من التهكم والسخرية. وقد نتفهم ذلك لو عرفنا بأنها كتبت معظم فصول هذا الكتاب وهي غارقة في الضحك – كما قالت في مقدمة كتابها-. لذا لا تستغربي وأنت تقرأين هذا الكتاب ( الذي حظرت أحلام قراءته وبيعه على الرجال) أن تهمسي لا شعورياً لنفسك قائلة ” لقد جنت أحلام”!!
غير أنني بنفس تواطئها النسائي أقول أن جنونها في هذا الكتاب أعجبني، مثلما أعجبني تطرفها وشذوذها الذي يدعو إلى الضحك حيناً، والسخرية والتهكّم أحياناً. هو جنون، لكنه جنون جميل. البعض يقول أن أحلام تُعلنها من خلال هذا الكتاب حرباً شعواء على الرجل، وتدعو لكراهيته ومحاربته ونبذ حبه، وما قيمة الحب دون ذاكرة، وكيف تجرؤ أحلام على تجريد الحب من ذاكرته؟
نسيانCom كما قرأته شخصياً لا يحاول القيام بهذه المهمّة، أولاً هو لا يدعو لنبذ الحب ومحاربته، وإن كان هذا هو هدف أحلام الحقيقي من هذا الكتاب فقد أخفقت فيه إخفاقاً مريعاً.. ببساطة لأنك ستجد الحب يطل بفضولٍ لذيذ بين سطوره وفي ثنايا أفكاره الرئيسية.. وفي البدء، ما الذي يدفع المرأة أن تجهد في محاولة مريرة وممنهجة للنسيان، أليس هو الحب؟ ولماذا النسيان؟؟ ليس قنوطاً، وليس تجبراً على الرجل، وليس كفراً بالحب، إنه ببساطة علاج مرحلي لبقايا الأمل العالقة في أذيال حبٍ انتهى، كمرحلة انتقالية لحبٍ قد يبدأ، هذا ما حاولت أحلام أن تقوله في كتابها المتطرف ذاك.
تزعم أحلام بفنتازيتها وتهكّمها الغريبين بأنّ النسيان علاجٌ شافٍ من كثيرٍ من الأمراض التي تواجه هذه الأمّة، فهي ترى “أن قصص الحب الفاشلة أرّقتنا وأضعفتنا، والوضع في تفاقم بسبب الفضائيات وأغاني الحب التي تُسوّق الحب الرخيص والعواطف البائسة، لتشغلنا باستبداد الحبيب عن أنواع أخرى من الاستبداد تحيط بنا”. لذلك فالحل لديها هو ” النسيان”، وكأنها بذلك تعلنها حرباً على كوكب الشرق التي غنت يوماً ” أنساك.. يا سلام.. اهو ده اللي مش ممكن أبداً”. الأمر الذي دفعها – جداً وليس هزلاً- لتأسيس حزب عربي للنسيان، دشنته عبر موقع الكتروني يحمل اسم الكتاب نفسه “نسيان دوم كوم”. ولو تصفحت هذا الموقع الغريب والمبتكر جداً في فكرته فلا بد أن تكتشف أحد أمرين ، الأول هو شعبية أحلام الطاغية الدال عليها حجم وكمية المشاركات في الموقع، والثاني هو حجم وكمية القلوب العربية المحطمة التي تحاول أن تنسى – رجالاً ونساء- حبها الضائع، وكأنما وجدت في أحلام متنفساً للنسيان أو للهذيان. يضم الموقع في صفحته الأولى ميثاق شرف أنثوي متطرف هو الآخر، على المرأة العربية أن توقع عليه لكي تصبح رسمياً عضوة في حزب النسيان الافتراضي ذاك، ولا بد أن نذكر هنا أن هذا الميثاق شهد نحو 7 آلاف توقيع… حتى الآن. وقد ذكرني هذا الميثاق كثيراً ” بالأخويات” التي تقوم فتيات الجامعات في أوروبا وأميركا وغيرها من الدول بتشكيلها، وتشترط من أجل الانضمام إليها الالتزام الأبدي بقوانين الأخوية.
يضم الموقع الذي يشبه المنتدى المفتوح أربعة فروع، أولها بعنوان” نصائح لنسيان رجل” تقدم النساء المشاركات فيه نصائحن، والثاني ” نساء في مهب النسيان” تشاركن فيه بقصص حقيقية، والثالث ” مقولات عن النسيان” يضم أشعار أحلام والأقوال التي جمعتها عن النسيان في كتابها، وأخيرا منحت أحلام الرجل مساحة لكي يدافع عن نفسه من تطرفها في القسم الرابع ” إلى الرجال الرجال”.
ولا يختلف عنوان الكتاب نسيان Com في تهكمه عن الأفكار التي يضمها بين دفتيه، إذ ينطق بالعربية ” نسيانكم” في إشارة واضحة لمغزى الكتاب، ما دفع أحد الكتاب ” لتهديد” أحلام كما قالت في أحد مقابلاتها بتأليف كتاب يحمل عنوان ” نسيانكن” كردة فعل على حركتها المتطرفة تلك.
والكتاب كما ذكرت أحلام هو نتاج فكرة بلورتها مع صديقة لها، لإصدار سلسة من ثلاثة أجزاء تتحدث عن مراحل الحب الثلاثة التي تمر بها المرأة ” حسب تشخيصها”، وقد بدأت بالمرحلة الأخيرة ” النسيان” لأنها الأكثر إيلاماً للمرأة والأكثر إلحاحاً للعلاج برأيها. ولذلك نتوقع أن تصدر عن هذه السلسة أجزاء أخرى تتحدث عن شرارة الوقوع في الحب، ثم وصوله إلى ذروة اشتعاله وجذوته.
ولعل أجمل ما في حركة أحلام المضادة للذاكرة تلك والتي ضمت إلى جانب الكتاب موقعها الالكتروني وحزبها الداعي للنسيان، هو ذلك التعاون الجميل بينها وبين الفنانة جاهدة وهبي، لإصدار ألبوم غنائي وموسيقي للنسيان، قامت فيه وهبي بتلحين وغناء وإلقاء القصائد الشعرية الرائعة التي كتبتها أحلام لتحافظ من خلالها على لقب “سيدة الكلمة”. وقد اعتبرت أحلام “السي دي” المصاحب لكتابها أحد الأدوية التي يجب أن تستعين بها المرأة الراغبة في النسيان، ترشف منه جرعات محددة صباحاً ومساء.
“أحبيه كما لم تحب امرأة… وانسيه كما ينسى الرجال”… هي دعوة ضمنتها أحلام في كتابها وفي ميثاق الشرف الذي أطلقته وفي ختام إحدى قصائدها، ووضعتها عنواناً رئيسياً على موقعها الالكتروني. وتجمع أحلام في دعوتها تلك ذروة الحب وذروة النسيان معاً، فأحلام على ما يبدو لا تؤمن بأنصاف الحلول، حتى لو كانت دعوتها تلك غير واقعية. ولعلها أغفلت على ما يبدو بأن النسيان هو عملية طبيعية من الصعب افتعالها أو منهجتها، أو اتباع وصفات محددة للوصول إليها كوصفات الحمية. بل أن تخصيص دليل للنسيان ” كما تسمي كتابها” قد يأتي بردة فعل عكسية فيدفع للذكرى من تحاول النسيان، ويساهم في انتكاسة الذاكرة بدلاً من علاجها. ناهيك عن الاستعداء غير المبرر للرجال الذين أشك في أن أحدهم استطاع أن ينهي قراءة الكتاب دون أن يشعر بالحنق أو ببعض من الغضب على شيء ما، وهم الممنوعين “رسمياً” من شرائه أو قراءته.
نسيانCom، كتاب ذو حالة خاصة ووضع خاص، لا يجب أن تأخذه على محمل الجد إلا من تحتاج إليه، تلك المرأة التي تحاول فعلاً النسيان. أما باقي القراء فلهم أن يستمتعوا بجمالية أسلوب أحلام ويتفهموا تطرف أفكارها، فيضحكوا ملأ قلوبهم، مثلما كانت أحلام تضحك وهي تكتب فصوله.
كتب في هذا الموضوع:
الى كل من تريد ان تقراء الكتاب ان تكون فوق جيل الاربعين
انا سمعت باسم هالكتاب كتير وكتير بحكواعنو انه حلو وان شاء الله بنعيش وبنقرا ليش انتي يالقرعوية كاتبي عن الي بدو يقرا هالكتاب يكون وحدة وكمان فوق الاربعين؟؟؟؟؟؟؟