مؤسسة الاقصى الأقصى محصن بالمرابطين وينتظر إسنادًا عربيًّا وإسلاميًّا
تاريخ النشر: 15/10/13 | 3:15وصل الى موقع بقجة، بيان صادر مؤسسة الأقصى، جاء فيه ما يلي: "أكد مدير قسم الإعلام في "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" محمود أبو عطا أن المرابطين يحمون المسجد الأقصى المبارك من اقتحامات المستوطنين، مستدركًا: "لكن ذلك يتطلب إسنادًا عربيًّا وإسلاميًّا؛ كي يزاح الخطر عن المسجد كليًّا".
وتابع البيان "وقال أبو عطا في حوار نشرته اليوم صحيفة "فلسطين": "إن الاحتلال والمستوطنين والمجموعات المتطرفة أطلقوا على حملات الاقتحام اليومية التي بدأت يوم الخميس الماضي، اسم"الصعود إلى جبل الهيكل"، وهذا الأمر يعني اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك، ومحاولة أداء الصلوات التلمودية فيها".
إحتجاز حاخامت
وأردف البيان "وبين أن هناك مخططات يحاول المستوطنون تنفيذها في كل صباح بالتواطؤ مع جنود الاحتلال على أبواب المسجد، غير أن الرباط الباكر ووجود طلبة المدارس وطلبة مصاطب العلم وغيرهم من المصلين يحبطان تلك المخططات، قائلًا: "هناك جولات قصيرة وطويلة، إلا أنهم لم يتمكنوا من تحقيق هدفهم، والمسجد الأقصى سيكون مغلقًا أمام غير المسلمين بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك".
ولفت أبو عطا إلى أن قوات الاحتلال تمنع المستوطنين شكليًّا من أداء الصلاة داخل الأقصى، مستدركًا: "لكنها تمنعهم بصورة حقيقية عندما ترى أن المرابطين في المسجد أعدادهم كبيرة، وحين يسود وجود طلبة مصاطب العلم والأهالي والمصلين، وأبناء القدس والداخل الفلسطيني، الجنود حينها يبدؤون في منع المستوطنين واحتجاز الحاخامات، كما حدث الخميس؛ خوفًا على أمنهم""
مرحلة الخطر
وأضاف البيان "من اللافت أن حكومة بنيامين نتنياهو هي التي تمارس الاقتحامات والتحريض وتنفيذ المخططات، قائلًا: "فالاقتحامات يشارك فيها نواب في (الكنيست) ووزراء ومسؤولون برتب عالية في قوات الاحتلال والحكومة، لتكون الجماعات المتطرفة جزءًا ليس أساسيًّا بقدر ما تشكله أذرع الحكومة المتطرفة في عمليات الاقتحام".
وأضاف: "المسجد الأقصى المبارك يدخل مرحلة الخطر بشكل متسارع؛ نظرًا إلى محاولة تنفيذ المخططات، سواء التقسيم الزماني والمكاني أم مشروع الهيكل المزعوم، إذ إن الحجج قائمة لعمليات التدنيس، فكانت الأعياد اليهودية محاولة لتمرير تلك الانتهاكات، وفرض واقع جديد، وكان آلاف من المستوطنين ينتظرون ساعة الصفر ليكونوا في عمليات الاقتحام التي تصاعدت وتيرتها في الآونة الأخيرة، بالتزامن مع حالة الثورات العربية وما تمر به من مخاض"،وقال: "دعوات النفير العام ونصرة المسجد الأقصى المبارك، والتحرك الشعبي والجماهيري، والرباط المكثف ليل نهار، والحضور في القدس واهل الداخلوالبلدة القديمة وعلى أبواب المسجد والشوارع المحيطة، وإقامة الصلاة في الشارع لمن حرم دخول المسجد؛ كلها عوامل أفشلت تلك المخططات والاقتحامات".
وبين أنه مع أسر الاحتلال أكثر من 180 مواطنًا، ونشره الوحدات الخاصة، وقمع المواطنين، وإصابة عدد منهم، وتحويل القدس إلى ثكنة عسكرية، ومع كل التهديد والاعتداءات الرباط نجح في وجه العنصرية".
قضية الأقصى
وتابع البيان "وفيما يتعلق بسياسة الإبعاد التي يمارسها الاحتلال بحق رواد الأقصى ذكر أبو عطا أنها طالت القادة والشخصيات الوطنية المؤثرة، إضافة إلى الشبان والمصلين والنساء وطلبة مصاطب العلم والمعلمين والمعلمات، مؤكدًا أن كل ذلك لم يزد المرابطين إلا إصرارًا على التواصل مع مسجدهم. وأشار إلى أن الشخصيات المؤثرة والقيادات لها دور كبير في جذب المرابطين نحو الأقصى، وتشجيع الفلسطينيين على الوجود فيه، وأن إبعادهم عن المسجد، كما حدث مع الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، ونائبه الشيخ كمال الخطيب، والدكتور عكرمة صبري، والشيخ علي أبو شيخة وغيرهم؛ لم يعكس إلا ثباتًا وقوة وإصرارًا على الرباط لدى رواد الأقصى، فكانوا حاضرين وهم ممنوعون بتشجيع المرابطين والمكبرين والمهللين الذين دحروا الاحتلال ولجموا مخططاته، وهذا يؤكد أن قضية المسجد الأقصى المبارك أولوية للجماهير" ".
الرباط والإسناد
وأردف البيان "ولما كان للرباط نتائج إيجابية في صد تلك الاعتداءات والانتهاكات؛ شدد أبو عطا على ضرورة توسيع الفئات المشاركة فيه، وحشد أكبر عدد ممكن،وتابع: "نحن نشجع الرباط في المسجد بقوة، وخاصة على صعيد المواطنين الذين يتمكنون من الوصول إلى القدس؛ لحمايته من مخططات الاحتلال، وفي الوقت نفسه يجب أخذ موقف عربي وإسلامي لنصرة المسجد الأقصى المبارك على الصعيد الرسمي؛ لأن هناك تقصيرًا كبيرًا، أما على الصعيد الشعبي العربي والإسلامي فإن الجهود والتحركات تتصاعد انطلاقًا من الجمعيات والمؤسسات والشخصيات السياسية والدعوية، والمسيرات والمهرجانات والندوات والموجات المفتوحة، غير أن الموقف الرسمي يبقى أشمل وأقوى".
ولفت إلى أن الاحتلال يصعد من هجمته على المسجد الأقصى يوميًّا بمنع دخول الشبان للصلاة فيه، ووضع حد أدنى لأعمار المصلين، والتنكيل بعدد منهم على الأبواب الرئيسة، ومنع المواطنين من أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة من الصلاة والدخول إلى القدس، وأن الإجراءات الأمنية تزداد كل صلاة جمعة بنصب الحواجز العسكرية، وانتشار الخيالة، وحالة من التوتر الأمني يحدثها الاحتلال لتسويغ تلك الممارسات، في حين أن تلك الإجراءات تستخدم لتسهيل اقتحامات المستوطنين للمسجد والباحات.
ورأى أبو عطا أن الخطير في المجموعات الاستيطانية التي تقتحم باحات المسجد هو وجود من يتحدث بالعبرية، وآخرين يتحدثون باللغة الإنجليزية، ما يعني أن من بين المقتحمين أولئك الصهاينة المستجلبين من أمريكا ودول العالم، ممن يدعمون بناء الهيكل المزعوم، مبينًا أن هذا يدل على أن هناك منهجية في الاقتحام ونوعية في المجموعات التي تقتحم المكان.
وأشار إلى أن جنود وضباط مخابرات الاحتلال وعناصر شرطته ينظمون جولات من الاقتحامات المتكررة لزوايا المسجد الأقصى والساحات، في مؤشر على أن الاحتلال والداعمين له في العالم يقفون في صف واحد بكل ما لديهم من قوة ومال؛ حتى يبنى هيكلهم المزعوم وهدم المسجد الأقصى، وقال: "ولذلك وجب على العرب والمسلمين أن يتحدوا لمواجهتهم" ".
الحراك الشعبي
وأضاف البيان "وأكد أبو عطا أن الحراك الشعبي الذي نادت به مجموعات شبابية، وائتلاف شباب الانتفاضة في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل وقطاع غزة، وامتد إلى العالم العربي والإسلامي لنصرة المسجد الأقصى؛ وسيلة هامة وحيوية وفاعلة حركت الجماهير.
وطالب بأن تتوسع هذه الحملات والفعاليات حتى ينتصر الجميع لكرامة الأمة ومدينتها المقدسة، منوهًا إلى أن أهالي القدس وبلداتها ومحيطها ومخيماتها ومناطقها يجمعون على أن الحراك الميداني ينتصر للقدس، وأن ملف المسجد الأقصى مازال خطًّا أحمر وقضية هامة تدعم حيوية الدفاع عن المسجد وكل المقدسات.
وأعرب أبو عطا عن أمله في أن يستمر ذاك الحراك، كالدعوة إلى جُمع غضب نصرة للمسجد الأقصى في: الداخل والضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية، وأن يكون هناك حراك وإسهام في كل العواصم العربية والإسلامية والعالمية؛ لأن المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين".
كرامة الأمة
واختتم البيان "وختم قائلًا: "الأقصى هو رمز الكرامة للأمة، ورمز استقلالها وعزتها، ويجب أن ننبه إلى أن كرامة القدس والمسجد الأقصى ينتهكها يوميًّا الاحتلال والمستوطنون الذين يضيقون على أهالي المدينة بهدم المنازل، وطرد وإبعاد الشخصيات والمقدسيين، ومنع البناء ومصادرة الممتلكات والاعتقالات والقتل، والجدار العنصري الملتهم لأراضي المدينة، وعلى جميع العرب والمسلمين أن يكونوا مستعدين إلى إعادة الكرامة، والحث على النصرة للأقصى الذي ينتظر منا الكثير".