يوم دراسي حول مفهوم المدنية بكلية بيت بيرل
تاريخ النشر: 25/05/16 | 18:47عقد مركز الأبحاث لف تسيون وقسم اللغة العربية في الجامعة العبرية بالتعاون مع المعهد الأكاديمي العربي للتربية في كليّة بيت بيرل ومركز أبحاث التعددية الثقافية و التنوع، يوماً دراسيّاً حول مفهوم المدينة من وجهات نظر مختلفة في الخطاب الحديث، وذلك بمشاركة باحثين كبار من مختلف مؤسّسات التعليم العالي.
وافتتح اليوم الدراسيّ بكلمات ترحيبيّة من قبل بروفيسور مئير بار آشر، المحاضر في الجامعة العبرية، ود. علي وتد، رئيس المعهد الأكاديمي العربي للتربية في كليّة بيت بيرل، بحيث شدّدا على أهميّة التعاون المشترك بين المؤسّستين التعليميتين والذي تعمّق واتسع أكثر في السنوات الأخيرة، كما أثنيا على عقد هذا اليوم الدراسيّ لما يتضمنه من مضامين في غاية الأهميّة، إلى جانب توفير فرصة اللقاء ما بين الباحثين لتبادل الخبرات ولتعزيز التعاون فيما بينهم، بالذات أنّ اليوم الدراسيّ نجح باستقطاب باحثين كبار، عرباً ويهوداً، من مختلف مؤسّسات التعليم العالي.
والقت د. ايمان يونس، المحاضرة في المعهد الأكاديمي العربي للتربية في بيت بيرل، المحاضرة الافتتاحيّة، بحيث تناولت موضوع عولمة الأدب من خلال إقصاء المكان، مبينةً أنّ الأدب الفلسطيني كائن مدني لا ينفصل عن المكان الذي يعتبر أصل قضيته الأساسية.
وتحدّث د. جوني منصور، المحاضر في المعهد الأكاديمي العربي للتربية في بيت بيرل، حول المشهد الثقافي في مدن الساحل الفلسطيني خلال فترة الانتداب البريطاني، مستعرضاً أشكال الحراك الثقافي في مدينتيّ يافا و حيفا على وجه الخصوص وخصوصيات المشهد الثقافي الفلسطيني، الى جانب التأثيرات المحيطة كالثقافة اليهودية الوافدة والجاليات الأجنبية المقيمة في المدينتين. وأوضح مدى مساهمة المشهد الثقافي في المدينتين في بلورة مفاهيم سياسية واجتماعية واقتصادية ديناميكية في خضم الصراع الصهيوني العربي حتى عام 1948.
ومن جانبها، تحدّثت د. نوعا هيزلر روبين، المحاضرة من أكاديمية بتسلئيل، حول تاريخ المدينة الاسرائيليّة من الناحية التخطيطيّة، مشيرةً إلى جمال التخطيط في البلاد عامةً الذي يغلب عليه الطابع الأوروبي وفي مدينة القدس القديمة ومدينة يافا الساحلية بشكل خاص.
البروفيسور دورون بار، المحاضر في معهد شخطر للدراسات اليهودية، تطرّق من جانبه إلى المقدسات الإسلامية في ظل السيطرة الاسرائيلية ومصير المقامات بعد عام 1948.
وتحت عنوان “مدينة الأمس والحلم: المدينة كما تتجلى في أشعار محمود درويش” استعرضت د. اثار حاج يحيى، المحاضرة في المعهد الأكاديمي العربي للتربية في بيت بيرل بعضاً من أشعار الراحل محمود درويش. وأشارت حاج يحيى إلى أنّ موضوع المدينة له حضور بارز و مكثف في دواوين محمود درويش، إذ وصل عدد المرات التي ذكرت فيها المدينة إلى ما يقارب 240 مرّة، الأمر الذي يوضح مركزيّة موضوع المدينة لدى الشاعر، حتى أنّ هذا العدد قد يتضاعف بشكل بارز اذا ما أخذ بعين الاعتبار الحالات التي تطرق بها الى موضوع المدينة بشكل تلميحي ايحائي.
وفي القسم الثاني من المؤتمر، القت د. اورا لفين، المحاضرة في الكلية الأكاديميّة أحفا والكليّة الأكاديميّة جفعات واشنطن، محاضرة حول العيش في الوسط و شاعرية الفضاء السياسي في كتابات نعمي فرنكل .
ومن جانبه قدّم د. سمير حاج، المحاضر في المعهد الأكاديمي العربي للتربية في بيت بيرل، محاضرة بعنوان “الفردوس المفقود: يافا في الشعر العربي الحديث”، بحيث أوضح أن يافا من أكثر المدن التي لها حضور في المتخيّل الشعريّ العربيّ عامّة والفلسطينيّ خاصّة، لأنّها كانت أهمّ المدن الفلسطينية، ومركز إشعاع ثقافيّ وسياسيّ واجتماعيّ واقتصاديّ وميدانا للحداثة، ولأنّها ترمز في الذاكرة الجماعية إلى ضياع وطن وتهجير شعب.
بينما تحدّث د. عامر دهامشة، المحاضر في الكلية الاكاديمية العربية للتربية في حيفا، حول صراع المدينة والقرية، مستعرضاً عدداً من القصص الفكاهية و الطريفة التي تفاعل معها الحضور بشكل لافت.
أما في القسم الأخير من المؤتمر، فقد ناقشت د. حن بار يتسحاك، المحاضرة في جامعة بن جوريون في النقب، موضوع الذاكرة والذاكرة المضادة في المدينة الأدبية حيفا، مستعرضةً مسرحية سكة حديد حيفا دمشق والتي تم آداؤها بعدّة لغات: العربية، الانجليزية، العبرية و الروسية، والتي عرضت مدينة حيفا كحيز سياسي يشكل ذاكرة مضادة.
د. لنا وهبي، المحاضرة في جامعة تل-أبيب، أوضحت بدورها مدى تجليات المكان في رواية عائد الى حيفا للروائي غسان كنفاني ومدى تأثيراته المادية والمعنوية والفكرية الأيدولوجية في وعي الشخصيات. فيما تطرق د. محمد حمد، المحاضر في الكلية الأكاديمية القاسمي، إلى دلالات المدينة الفلسطينية في “قصائد المدينة” لرشدي الماضي.
واختتم الكاتب يوسف العيلة المؤتمر بمحاضرة حول مفهوم المدينة المحلية الفلسطينية والاسرائيلية في الخطاب الأدبي الحديث، مستعرضاً رواية “كبابير حيفا”، ومتسائلاً اذا كانت حيفا تمثّل مدينة الابداع الجديدة.