وطني
تاريخ النشر: 27/05/16 | 0:14أيا هذي المُنى طال المسيرُ
فهل سيكونُ وردٌ أمْ غديرُ
أرى في ذا الصباحِ الطيرَ يشدو
وتفرِكُ عينها تلك الزهورُ
وأفكاري مُبعثرةٌ حيارى
وأحلامي مسالكُها وُعورُ
يرافقُ نظرتي شوْقٌ حزينٌ
وُيدمعُ آهتي وطنٌ أسيرُ
تُبَلِّلُني بماء الحزنِ طيرٌ
تُغَني لي ويجرحني العبيرُ
متى يسخو الغمام على فؤادي
فإن النار ما زالتْ تمورُ
لقد تاهتْ عَصافيرٌ بروحي
وليس هناكَ في الدنيا وكورُ
جناحي هاضَ مِنْ فرْطِ المآسي
فكيف إذنْ إلى حبي أطيرُ
إذا اخترق الظلامُ فضاءَ عشقي
فكيف يكون في عينيَّ نورُ
وقالت لي القصيدة كمْ دهوراً
سَهرْتِ بها فقلتُ لها : كثيرُ
بلادي من قيود الظلم تشكو
وليس لها إذا نادتْ نصيرُ
سوى ربّ كريمٍ مُستعانٍ
لنا في غوثهِ أملٌ كبيرٌ
وأمّا قومُها فهمُ نيامٌ
فلا قلبٌ هناكَ ولا ضميرُ
فيا أسفي الشديد على عرينٍ
تّبَخَّر في جوانبهِ الزئيرُ
ومَنْ أجدادُهمْ كانوا كباراً
وهمْ مِنْ بعْدُ كلهمُ صغيرُ
تُناغيني الشجونُ بكلِّ دربٍ
أمرُّ به ويُدْميني الشعورُ
وأطلبُ وردةَ ملجأً في الحرف لكن
غبارُ الحزْنِ في شعري يثوزُ
سماء الحبِّ ليس بها جمالٌ
إذا ما لمْ تَلُحْ فيها بدورُ
شربتُ الفقْدَ أكواباً فإني
ظمئتُ وحوْليَ الماءُ النميرُ
ولي في دمعةِ الذكرى رفيقٌ
وأحياناً نديمٌ أو سميرُ
أناجي وردةَ الأشواقِ دوماً
وأذهبُ للنسيمِ فأستشيرُ
أسائلها أيمكنُ لي العبورُ
إلى وطني أيمكنُ لي المرورُ
تفاجئُني الحواجزُ في طريقي
بها الأغرابُ جمعهمُ كثيرُ
ومَنْ قد لوّثوا زيتونُ أرضي
وفي الأحداقِ شرٌّ مستطيرُ
فيا ربي الكريم إليكَ نسعى
بشكوانا فأنت لنا المُجيرُ
بقلم الشّاعرة إيمان مصاروة- النّاصرة