عن الذين يتطاولون
تاريخ النشر: 27/05/16 | 12:43كلما عرض أحدهم بادعائه، وهرَف بما لم يعرف تذكرتَ بيت المتنبي:
وما التيه طِبَي فيهم غير أنني *** بغيض إلي الجاهل المتعاقل
ويمكن أن نغيّر (المتعاقل) إلى (المتطاول) لكثرة ما نجد.
المتنبي ليس من وَكْده التعالي والكبرياء على الفئة التي تقارعه، ولكنه يعترف أنه يبغض كل جاهل يدّعي المعرفة وهو بعيد عنها.
إليكم نماذج مما قد نجد من تعليقات فيها لسعات:
• تكتب مادة نحوية تدرسها، توثّقها، فيعلق أحدهم بتوقيع منكّر، ويكتب:
“هذه المادة يعرفها طلاب الابتدائية، فهل تريد أن تعلمنا النحو الواضح”؟
تتساءل: يا ألله!
أنت تكتب لعشاق اللغة بمن فيهم أساتذة أجلاء، أنت تحقّق معلومة، فيأتي هذا المجهول ليقول لك إن ما تقوم به عبث في عبث، فهو يعرفها، ولا جديد فيها؟
• تكتب مادة أخرى تستشهد فيها بالشعر، وتبحث في بطون الكتب عما يثبت حجّتك ودعواك، فيأتي اسم مستعار ليقول لك “أخطأت” ودليله كتاب من كتب الشبكة الألكترونية غير المعتمدة ولا الموثوقة. تنبّهه إلى ذلك، ولكن لا حياة لمن تنادي.
• تكتب مادة أدبية تأتي بها بفكرة جديدة، فيأتي أحدهم وهو يتربّص بما تكتبه، فيقع على سقوط همزة من كلمة في خطأ طباعي- مثلاً ، فيقيم القيامة، وينسى مبلغ جهدك، ولا يهمه مما قيل إلا هذه الهمزة الهاربة التي يتهمك أنك تجهلها، فيدور حولها، و”يعلّمك” أنواع الهمزة.
• تصوّب صديقًا على البريد الخاص، فيكابر بدلاً من أن يشكر، علمًا بأنك توجهت إليه بالثناء على مادته، وبطريقة لطيفة تطلب منه تصويب ما يليه…..
تضطر إلى التوقف عن التوجه إليه برسالة أخرى حتى لا تثير غضبه، فهو لا يأتيه الخطأ من بين يديه ولا من خلفه. بل إنك تحجم عن توجيه نقد لغوي أو معرفي لخطيب أو شاعر من أصدقائك، فقد تجد في كلماته اللحن تلو اللحن، وعدم الدقة في المعلومات، وتضطر إلى التناسي أو السكوت، فالمضمون الأعمّ هو الأهم، وعلاقتك بالأصدقاء يجب أن تُراعى، وجلهم إن لم يكونوا كلهم لا يتقبلون النقد وبيان المآخذ عليهم.
• يأتي آخر ويتهمك ظلمًا وعدوانًا أنك تتحدث عن نفسك في المقالة، دون أن يشرح كيف، وأين، بل هو يزعم أن ذلك يُشتمّ بين الحروف، مع أن المقالة تبحث مسألة لغوية محضة، أو نقاشًا حول شرح أبيات شعرية أو …
ولو قال ذلك عن زاويتك “أمور شخصية” أو عن النشاطات الثقافية والاجتماعية أو لو قال عن مادتك هذه، وهي من السيرة الذاتية- لهان الأمر، ولكن الاتهام تجده في كل كلمة تكتبها في اللغة والأدب والسياسة والترجمة. ويبقى السؤال:
لنفرض، فماذا يضايق صاحبنا إذا تحدثت عن نفسك بما ينفعه وينفع الناس؟
إذا لم يحتمل فليترك هذه القراءة التي تجرح مشاعره، فما الذي يرغمه عليها؟
لو كانت الردود بلهجة احترام لقُبلت باحترام، ولكنك تجدها بتعالٍ وبتطاول غير مبرّرين، ولسان حال بعضهم يقول: من أنت، وما كفايتك العلمية؟ ها أنا “أمدّ رجلي”.
لو كتب المعلق معتمدًا على مصدر موثوق وموثّق لأفدنا جميعًا، ولحمدنا فَعاله، والواثق في بحثه يتوجّه عادة للآخرين بتقدير ما بذلوه من جهد، ثم يدلي دلوه فيما ينبغي أن يصوّب.
لا أعرف ما ضرورة هذا الأسلوب المتحدّي المتصدّي؟
ما يجدي؟ ومن يجدي؟
فهل يرمي المتصدّي إلى أن تكفّ عن الكتابة؟ ماذا يفيد هو من جرّاء ذلك؟
هل هو يبحث عن أية وسيلة لإعلان تهجمه عليك؟
هل يصدق المثل: “إلك إللي يحبّك وإلك إللي يكرهك”؟
على فكرة:
وصل الحال إلى أن بعضهم هجاك بقصيدة -تحمد الله على أنك لم تحتفظ بها-.
هجاك بعدما قرأ تصويبك للفظ – (ينعى) الذي نُشر يوم 23 أيار 2015 في صفحتك على الفيسبوك وفي بعض المواقع.
سبب الهجاء أنه نقل مادة بصورة خاطئة من (لسان العرب)، ليفنّـد حجّتك، وليؤكد صواب (ينعي)، وسرعان ما انتبه إلى خطئه في فهم المقروء أو المكتوب، فبدلاً من أن يتوجه لك بعدها بالشكر، أو يقدّرك، ويقول “جل من لا يسهو” هجاك بنوع من الكبرياء، ووصمك بالجهل والادعاء و… الله أعلم!
ما رأيكم؟ دام فضلكم!
ب.فاروق مواسي
للأسف هذا واقعنا لا نحترم علماءنا ولا معلمينا لهذا وصلنر الى ما وصلنا اليه بين الامم
اللهم اصلح حالنا يا رب العالمين
وانا شخصياً اشكرك بروفيسور فاروق مواسي على كل المقالات التي تنشرها والتي فيها الكثير الكثير من الفائده والمعرفه جزاك الله وامثالك ممن يريدون النهوض بهذه الامه كل الخير
السلام عليكم
هي درجة في الجنه لا يصلها الا الصالح اذا مر على شوك الاذيه وصبر