إجتناب سوء الظن
تاريخ النشر: 30/05/16 | 0:02قال الله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )
كم تفرق من الاصحاب بسبب هذا … وتفرقت أسر بسبب هذا إن حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع
فلا تحمل الصدور غلاًّ ولا حقدًا امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: ( إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث )
فإذا كان المسلم مستور الحال ولم يظهر منه فسادا أو معصية فسوء الظن به حرام
وخير ما نبدأ به .. الظن المأمورون به وهو حسن الظن بالله وبرسوله وبالإسلام
” أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن بي عبدي ما شاء”
“لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ”
أي يظن أنه سيغفر له ذنوبه وسيرحمه
فإن قوماً أساءوا الظن بربهم فأهلكهم
وهنا يقول الإمام الحسن البصري: “إن قوما ألهتهم الأماني حتى ماتوا ولم يعملوا حسنة ويقول أحدهم أنا أحسن الظن بربي, وقد كذبوا , فلو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل”
فمن كان صادقا في ظنه بربه أن يدخله جنته فعليه بالإيمان والعمل الصالح
فإن صليت أو صمت أو تصدقت أو دعوت أو استغفرت فليكن ظنك أن الله يتقبل ويتجاوز وسيكون الله عند حسن ظنك
وإياك والإهمال والتكاسل
قال تعالى:{ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ }
وقال تعالى: { الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}
المطلوب من المسلم حسن الظن بأخيه المسلم
وسوء الظن بالمسلم يسبب البغضاء بين المسلمين
سوء الظن بأهل الشر والفساد وهذا مطلوب
لأنه يسبب الابتعاد عنهم وبغضهم
تعريف سوء الظن هو : اعتقاد جانب الشر وترجيحه على جانب الخير فيما يحتمِلُ الأمرين معاً
حكم سوء الظن : عد الإمام ابن حجر سوء الظن بالمسلم من الكبائر الباطنة
وقال : وهذه الكبائر مما يجب على المكلف معرفتها ليعالج زوالها لأن من كان في قلبه مرض منها لم يلق الله والعياذ بالله بقلب سليم
وهذه الكبائر يذم العبد عليها أعظم مما يذم على الزنا والسرقة وشرب الخمر ونحوها من كبائر البدن وذلك لعظم مفسدتها
وسوء أثرها ودوامه إذ إن أثار هذه الكبائر ونحوها تدوم بحيث تصير حالاً وهيئة راسخة في القلب
بخلاف أثار معاصي الجوارح فإنها سريعة الزوال
تزول بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية
أقسام سوء الظن : وقد قسم سوء الظن إلى قسمين وهما من الكبائر :
الأول : سوء الظن بالله ( وهو أبلغ في الذنب من اليأس والقنوط )
الثاني : سوء الظن بالمسلمين ( هو أيضاً من كبائر الذنوب وذلك أن من حكم بِشرّ على غيره بمجرد الظن حمله الشيطان على احتقاره وعدم القيام بحقوقه والتواني في إكرامه وإطالة اللسان في عرضه وكل هذه مهلكات )
وكل من رأيته سيء الظن بالناس طالباً لإظهار معايبهم فاعلم أن ذلك لخبث باطنه وسوء طويته
فإن المؤمن يطلب المعاذير لسلامة باطنه
والمنافق يطلب العيوب لخبث باطنه
قال ابن قدامه المقدسي رحمه الله تعالى : فليس لك أن تظن بالمسلم شراً , إلا إذا انكشف أمراً لا يحتمل التأويل , فإن أخبرك بذلك عدل ، فمال قلبك إلى تصديقه , كنت معذوراً , لأنك لو كذبته كنت قد أسأت الظن بالمخبر فلا ينبغي أن تحسن الظن بواحد وتسيئه بأخر , بل ينبغي أن تبحث هل بينهم عداوة أو حسد , فتتطرق التهمة حينئذ بسبب ذلك
علاجه : متى خطر لك خاطر سوء على مسلم , فينبغي أن تزيد في مراعاته وتدعو له بالخير , فإن ذلك يغيض الشيطان ويدفعه عنك
وإذا تحققت هفوة مسلم , فانصحه في السر
واعلم أن من ثمرات سوء الظن التجسس
( وهذا يوصل إلى هتك ستر المسلم )
الأسباب المعينه على حسن الظن :
1 – الدعاء
2 – إنزال النفس منزلة الخير
3 – حمل الكلام على أحسن المحامل
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً
4 – التماس الأعذار للآخرين
5 – تجنب الحكم على النيات
(وهذه مهمة جداً لأن النيات محلها القلب ولا يعلمها إلا الله عز وجل)
6 – استحضار أفات سوء الظن وعدم تزكية النفس