إلى أين يا قلب؟
تاريخ النشر: 02/06/16 | 4:38سؤال إلى القلوب..القلوب السائرة ..الحائرة..خطوة تقود خطوة..ولهث وأنفاس على دروب موعرة..وما بي الخطوة والخطوة..ريبة وتردد..كبوة وعثرة..دموع ودم..الطريق أمامها في تطاول والخطى في تقاصر..ولسان حال الحائرين يقول
زادي قليل ما أراه مبلغي……..أللزاد أبكي أم لطول مسافتي
لاهثة تلك القلوب..متعبة..مكدودة..مخنوقة بالغصة..وهائمة..على دروب حائرة..تبحث في كل ناحية
أتدرون عماذا تبحث؟
هي تبحث عن السعادة..الطمأنينة..الراحة .. السكينة..لكنها احتارت..فلا تدري من أين تبدأ..ولا إلى أين تذهب..فصارت تتخبط هنا وهناك..يمنة ويسرة..في ظلمة وأشواك..وريح وقصف ورعود..
تحاول التماسك تارة..لكنها لا تلبث أن تنهار..
تنهض تارة..لكنها لا تلبث أن تقع..
تبتسم تارة ..لكنها لا تلبث أن تغرق بالدموع..
وهذه القلوب قد تبدو راضية سعيدة مبتسمة..
لكنها في داخلها منهارة حزينة قلقة..ولسان صاحبها يقول
يا قلب لا تنكر بأنك لم تزل ….رغم ابتسامات الجراح شقيا
أدري بأنك رغم صمتك هادر….تبكي بلا دمع وتصرخ فيا
إلــــــى أيــــن يــــــــا قلب؟
فقلب تعلق بفلان أو فلانة…لا يصبر على الفراق..ولا يطيق البعاد..نهاره شقاء ..وليله سهر..عند الفراق عذاب..وعند اللقاء عذاب وهم أكبر..حب أعمى…وانقياد دونما تفكير ودونما تقييم..والنتيجة:
خبر في الصفحة الأولى يقول..مات المغني الفلاني..فانتحرن..
فتاة في عمر الزهور تقول..أحبه ولا يحبني..
ابن يضرب أمه لأنها لم تعطه ما يكفي لينفق على ..الشلة..
..أب وأم يقيمان احتفالا لطفلهما لأنه نبغ في ..الموسيقى
فإلــــــى أيــــن يــــــــا قلب؟
وقلب آخر تعلق بالمال فاستعبده..صار لا يعرف حديثا سوى الأرقام.. إن تحرك فللمال ..وإن قام فللمال.. وإن عاد فللمال.. حرم الزكاة واستحل الربا..”جمع مالا وعدده يحسب أن ماله أخلده” ..ثم ماذا؟
مات المسكين وترك وراءه الدور والقصور والآلئ والذهب..
…..وخرج بكفن..
فما الدنيا بباقية لحي … وما حي على الدنيا بباق
فإلــــــى أيــــن يــــــــا قلب؟
وقلوب وقلوب..ليست بالقلوب..تسير في دروب متفرقة..تحت سماء محرقة..نهارها عناء وليلها شقاء…عذابها في ازدياد حتى الممات.. وما بعد الممات عذاب أجل وأعظم..
..لمثل هذه القلوب نقول:
إلــــــى أيــــن يــــــــا قلب؟
ولماذا.. لماذا دروب الظلام؟
ولماذا دروب الألم؟
ولماذا دروب الشقاء والتعاسة؟
باب السعادة هناك ينتظر الطارقين ليفتح..
ومن يقف بالباب يوشك أن يفتح له..
أتدري باب من أعني..إنه باب أجل وأعظم من تعلقت به القلوب..باب الرحمن الرحيم الرؤوف الودود الكريم..
باب الله عز وجل..
وشتان ما بين أبواب الظلام وباب النور..
“الله نور السماوات والأرض”
“الله نور السماوات والأرض”
“الله نور السماوات والأرض”
فافتح أبوابك للنور,,لا تغرق في الظلمة أكثر..
ولا نور سوى نوره عز وجل..وكل محبة كانت في غيره محبة زائفة كاذبة
“أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه “من بعد الله أفلا تذكرون
فلماذا تتذلل للعبيد وأنت واجد عند مولاك كل ما تريد
مولاك الذي تحب كلما تقربت إليه زاد قربا إليك..فإن تقربت إليه شبرا تقرب إليك ذراعا.. وإن تقربت ذراعا تقرب باعا..وإن أتيته ماشيا أتاك هرولة..
وأي ود أعظم من هذا..
فإلــــــى أيــــن يــــــــا قلب؟