هل أنتِ وردة أم لؤلؤة
تاريخ النشر: 30/05/16 | 5:49ذات يوم التقت وردة رائعة الجمال، جذابة الألوان ، بلؤلؤة لا يبدو عليها من هذه الصفات ، فهي تعيش في قاع البحار ، وبين أحشاء المحار .
تعرفا على بعضهما، ثم قالت الوردة : عائلتي كبيرة جداً ، فمنها الورود والأزهار ، ومن الصنفين أنواع كثيرة لا أكاد أحصيها ، يتميزون بألوان كثيرة وجميلة. ولكل واحد منهم رائحة تميزه .
وفجأة علت وجه الوردة مسحة حزن ، فسألتها اللؤلؤة : ليس فيما تقولين ما يدعو للحزن ، فلماذا أنت كذلك ؟
أجاب الوردة : قد يخطر على بالك أننا معشر الورود سعداء بما حبانا الله به من ألوان وروائح ، أي نعم كذلك ، ولكن بني البشر يعاملوننا بإستهتار
فهم يزرعوننا لا حباً لنا ، ولكن ليتمتعوا بنا منظراً جميلاً ورائحةً شذية ، ثم يلقوننا عاى قارعة الطريق . أو في سلال المهملات ، بعد أن يأخذوا منا أعز ما نملك ، النضارة والعطر .
تنهدت الوردة ثم قالت للؤلؤة : حديثيني عن حياتك ، كيف تعيشين ؟
وما شعورك وأنت مدفونة في قاع البحار ؟
أجابت اللؤلؤة : رغم أني ليس لي حظك في الألوان الجميلة والروائح العبقة ، إلا أنني غالية جداً في نظر البشر ، فهم يفعلون المستحيل ليحصلوا علي ، يشدون الرحال ، ويخوضون البحار ، ويغوصون في الأعماق بحثاً عني ، قد تندهشين عندما أخبركٍ أنني كلما ابتعدت عن أعين البشر ، ازددت جمالاً ولمعاناً ، وارتفع تقديرهم لي ، أعيش في صدفة سميكة ، وأقبع في ظلمات البحار ، إلا أنني سعيدة ، بل سعيدة جداً ، لأنني بعيدة عن الأيدي العابثة ، وثمني غالٍ جداً لدى البشر .
بقي أن نعرف أن الوردة هي ( المرأة المتبرجة ) واللؤلؤة هي ( المرأة المحجبة ) .