أبو معروف:يجب قبر الفاشية قبل أن تولد
تاريخ النشر: 31/05/16 | 10:39في خطابه أمام هيئة الكنيست العامة مساء أمس حول تعيين عضو الكنيست افيغدور ليبرمان وزيرا للحرب في حكومة نتنياهو قال النائب د. عبد الله ابو معروف (الجبهة – القائمة المشتركة)، أنه بعد مرور سنة على المسرحية الهزلية لتشكيل حكومة نتنياهو، تأتينا الحكومة اليوم بعرض مسرحي هزيل مرة أخرى، ولكن المشهد في هذه المرّة غير مضحك بالمرّة، ولكنه خطير جدا، ويمثِّل فيه نتنياهو دور الذئب غير المُروَّض، الذي يتبع سياسة الترهيب وتعميق التطرف والعنف ليس في المجتمع الاسرائيلي، فبدلا من أن يتعلّم الدرس جراء إدارته الفاشلة للدولة، فإنه بخطوته البائسة هذه بتعيين ليبرمان وزيرًا لـ”الأمن”، إنما يعمِّق الهوّة في الأزمة التي تعيشها حكومته مع الجيران العرب وخاصة الفلسطينيين من جهة، وحالة التفكُّك وعدم الاستقرار والانحلال في السياسة الاسرائيلية من جهة أخرى.
وأضاف د. ابو معروف، إن ليبرمان هو نفسه من دعا ويدعو لتنفيذ عملية ترانسفير بحق المواطنين العرب أصحاب الوطن الأصليين في هذه البلاد، هو نفسه من يطالب بنزع مصداقية وشرعية قرارات محكمة العدل العليا ويهدِّد الأسس الديمقراطية في اسرائيل، هو نفسه من هدّد وطالب بتفجير سد أسوان. من هذا المنطلق فإن وزير الاحتلال الجديد ليبرمان، لن يجلب الأمن والسلام، بل عكس ذلك تماما، فهو شخصية غير مقبولة على اليسار وعلى شريحة من اليمين أيضا، وبشهادة وزير الأمن المستقيل (يعالون) ووزير البيئة المستقيل (غباي)، أكد يعالون على انعدام الثقة بينه وبين نتنياهو، وقال غباي أن تعيين ليبرمان لهذا المنصب هو تصرف خطير جدًا سيؤدّي إلى المزيد من التطرّف في المجتمع الاسرائيلي.
وفي كلمته تطرق ابو معروف للمظاهرة الجبارة التي نظّمتها الجبهة وسط مدينة تل ابيب، هتف فيها المتظاهرون ضد الفاشية والتطرّف ومن أجل الديمقراطية، وطالبوا بإنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وإحلال السلام العادل على أساس قرارات هيئة الأمم المتحدة والشرعية الدولية، وحذّر ابو معروف في كلمته من سياسة نتنياهو اليمينية المتطرّفة، مؤكدًا أن هدف التعيينات الجديدة في حكومته إثارة حالة الهلع والخوف في الشارع الاسرائيلي، وبحسب نظريته اليمينية، نتنياهو يريد أن يعيش المواطنون في اسرائيل حالة الرعب وفقدان الأمان كل الوقت، وبهذه الطريقة يواصل تمسكه بمقاليد الحكم.
وتحدّث ابو معروف عن سياسة نتنياهو الخارجية، الذي يستغلّ حالة عدم الاستقرار القائمة في العالم العربي وقال، إن نتنياهو يعمل بموجب المثل القائل “يا فرعون مين فرعنك، فيجيب: ما لقيت حدى يرُدْني”، وبهذا فهو ينتهز فرصة تآمره مع الأنظمة العربية الرجعية، في مقدّمتها السعودية وقطر، وحتى مصر، الأمر الذي أعطاه الغطاء لرفض المبادرة الفرنسية للسلام، مع علمنا الكامل بأن فرنسا ليست المناصرة الكبيرة للشعب الفلسطيني!!.
وفي ختام كلمته، أكد النائب ابو معروف، أن الواجب الأخلاقي يحتّم على كافة أنصار السلام في الكنيست وفي الشارع الاسرائيلي، مواصلة النضال من أجل إنهاء الاحتلال وصد خطر الفاشية من خلال العمل على تقصير عمر هذه الحكومة وإجهاض الجنين المسخ الذي حملت به وقبر الفاشية قبل أن تولد.