الذكرى السنوية للإحتلال…موسم لإستباحة القدس
تاريخ النشر: 31/05/16 | 14:48يستعد الاحتلال الإسرائيلي بأذرعه المختلفة، هذه الأيام، لإجراء مراسيم احتفالية رسمية وشعبية، دينية وسياسية، احتفاءً باحتلاله للمسجد الأقصى واستكمال احتلال مدينة القدس في السادس من حزيران/يونيو 1967.
ويحاول الاحتلال من خلال هذه الاحتفالات تكريس صورة احتلال المدينة المقدسة، وإظهار مشاهد تواجده اليهودي على حساب الوجود الإسلامي والعربي، وإخفاء حقيقة الصمود المقدسي في وجه الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى طمس تاريخ وحضارة آلاف السنين تشهد عليه معالم القدس الإسلامية والعربية.
ووفقا لكيوبرس، فإنه يتبين من برنامج الاحتفالات لهذا العام، أن هذا اليوم الذي يُطلق عليه الاحتلال الاسرائيلي يوم “توحيد/تحرير القدس” أصبح موسماً لاستباحة القدس وانتهاك حرمتها وقدسيتها، عدا عن ما يعتبره الاحتلال بأنه يوم تخليص القدس من “الأعداء المسلمين”، وفرض سيطرته على شطريها الشرقي والغربي وفي مقدمتهم المسجد الأقصى المبارك.
الخميس: مؤتمر شبابي تهويدي “نحج إلى أورشاليم”
بدعم من وزارة التربية والتعليم وحركات استيطانية قطرية سيتم بعد غدٍ الخميس 2 حزيران/يونيو 2016 تنظيم مؤتمر شبابي تهويدي تحت عنوان “نحج إلى أورشليم”، بحيث يصل نحو 15 ألف طالب يهودي من جميع أنحاء البلاد صباحاً إلى مدينة القدس المحتلة، للقيام بجولات ومسيرات متفرقة في أنحاء متفرقة من القدس، ومن ثم التوجه إلى القدس القديمة والتجول في أزقتها وخاصة في حارة الشرف –التي صادرها الاحتلال وحوّلها إلى حي استيطاني تحت اسم “الحي اليهودي”-، ولاحقا يتم عقد مؤتمر حاشد في منطقة بركة السلطان –موقع أثري إسلامي عريق يضم آثار من فترة الخلافة العثمانية ويسمى الموقع ببركة السلطان سليمان القانوي-.
ويعتمد الاحتلال الإسرائيلي مذكرة وبرنامج تدريسي للشبيبة في الصفوف والمراحل التدريسية المختلفة، لتكريس الرواية التوراتية/التلمودية بالقدس، ويتم تلقينه من خلال جولات إرشادية للمشاركين في أحياء القدس ومواقعها التاريخية، تتخللها الأناشيد والأهازيج “التاناخية”.
الأحد: مسيرة رقصات الأعلام الإسرائيلية
إلى ذلك أعلنت منظمات يهودية عن مسيرة حاشدة تنطلق عصر الأحد 5 حزيران/يونيو 2016 من منطقة غربي القدس إلى منطقة باب العامود –أحد أهم أبواب البلدة القديمة في القدس المحتلة-لتخترق أزقة القدس من جهة شارع الواد وصولا إلى منطقة البراق.
ويُطلق الاحتلال على هذه المسيرة “مسيرة رقصات الأعلام الإسرائيلية” يشارك فيها عشرات آلاف الإسرائيليين بالرقص ورفع الأعلام الإسرائيلية، عدا عن ترديد الشعارات العنصرية المعادية للعرب والمسلمين والفلسطينيين وضد النبي محمد صلى الله عليه وسلم –كما جرى في الأعوام السابقة– كشعار “الموت للعرب” و “ليهدم المسجد ويبنى الهيكل”، وتنتهي المسيرة باحتفالات وصلوات صاخبة في منطقة ساحة البراق مساءً.
وفي مساء اليوم ذاته ستعقد مظاهرة حاشدة في المدرسة الدينية “مركاز هراب” وسط غربي القدس، تتلوها صلاة توراتية حاشدة تركز على المعاني والأبعاد الدينية المتعلقة باحتلال القدس و”تخليصها من العرب والمسلمين”. وعادة ما يشارك في مثل هذه المظاهرة القيادات الدينية والسياسية في المؤسسة الإسرائيلية.
كما تنظم ليلا أمسية في مستوطنة “بيت اورت” ومدرستها الدينية المقامة على أرض فلسطينية مصادرة تقع قبالة المسجد الأقصى من الجهة الشمالية الشرقية على سفوح جبل الطور/الزيتون.
مراسيم رسمية ومقررات حكومية لدعم الاستيطان وتهويد القدس
إلى جانب الاحتفالات الشعبية والدينية ستنظم مراسيم رسمية حكومية، من أبرزها مراسيم عسكرية لجنود الاحتلال الذين شاركوا في احتلالها عام 1967.
أما الحدث الأهم فهو عقد جلسة حكومية خاصة في منطقة “تلة الذخيرة”، مساء الأحد، بمشاركة رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو” ووزراء في الحكومة، كما يشارك فيها رئيس البلدية العبرية في القدس “نير بركات”.
وعادة ما يتم الإعلان في هذه الجلسات عن تخصيص ميزانيات هائلة لتنفيذ مخططات تهويدية واستيطانية واسعة في مدينة القدس المحتلة، وخاصة المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى.
ومن المتوقع في هذا اليوم الإعلان عن ميزانيات وبرامج تهويدية غير مسبوقة كجزء من الاحتفالات بمرور خمسين عاما على ذكرى احتلال المسجد الأقصى واستكمال احتلال القدس، أو ما يطلق عليه الاحتلال “احتفالات يوبيل القدس”.
كيوبرس