عرب “الطبيخ”: القنابل والمزابل ومقابر الأرض وعرض البحار
تاريخ النشر: 01/06/16 | 15:10كُنا ننتظر ان تنتهي فصول الحروب والدمار والخراب لتزهر الحقول وتطول لتعانق الافق الشاسع والواسع و تلقي بظلالها على مفاتن ربيع عربي يمتد على وجه الارض ويكسوها بكسوة جنة على ارض صامته وامنه وشعوب تنضح من خيرات بلادها وتتغزل بمفاتن عزتها وكرامتها وهناك على سفح الجبل الاخضر يعزف الراعي على نايه دلعونة الوطن ومن الاعلى يطل على مروج خضراء تمتد على طول النظر ومدن باهره وعامره باهلها ومها راكض في البراري واطفال يلهون على مشارف الترعه وسواعد الرجال والنساء تجمع حزم القمح وتغرد مبتهجه بالغله تحت اشعة حبال الشمس المتدليه من الافق فيما الطيور تغرد والخيل تصهل فرحا بحنطة تفرش وجه الارض وجداول ماء تنحدر من القمم على اوتار خرير ينشد انشودة الحياه والمجد للوطن والشعب والخلود للارض بما عليها وما اليها, وما ادراك وما ادراكم ما الت اليه امور وحال العرب والطواف حول الذات في فصول وتفاصيل تعيد ذاتها وكأنهم يصعدون تله لزجه ورطبه فكلما صعدوا خطوه تزلجوا ولنزلقوا الى الخلف خطوتين نحو حافة الهاويه السحيقه الساحقه لكل امالهم واحلامهم…هناك سيدتي العزيزه القيتي بطفلكي في عرض البحر لينجوا من الموت وتموتي انتي مجرد رقم غرق ومات في بحرعار العرب وعار قواربهم المثقوبه وعار كرامتهم المهدوره حين يضيق الوطن الشاسع باهله ويهربوا نحو البحر ليركبوا امواجه العاليه والغادره في رحلة ما بين الموت والحياه الذي ياخذ كل منهم قسمته من روح وجسد العرب.. الموت والحياه يتقاسمان غنائمهم من على ظهر مراكب في عرض البحر…ينجو من ينجو ويموت من يموت وغدا او بعد غد سيقذف البحر جثث الاموات والاحياء ولا ينسى شئ من متاعهم المتناثر على وجه الكارثه…سجل انه عربي بلا اسم ولا سجل يرقد في مقبرة مجهولي الهويه على الشاطئ الاخر بعيدا عن الوطن؟!
ازيز الرصاص وضجيج الصواريخ قادما من الارض والسماء حاملا في طياته سطوة الموت على الحياه لينشر في لحظة غير ملحوظه كم هائل من الجثث والرؤوس المقطوعه ويزرع الخراب في مساحة جديده على جغرافيا وتضاريس جسد وروح العرب فها هُم يستوردون القتله من كل مشارف الدنيا لقتل العرب وتختلف المسميات والتسميات ويبقى الهدف واحد قتل العرب تحت حجج ومسميات لا تعد ولا تحصى.. من ارهاب الارهاب الى ترهيب الارهاب وحتى تجثيث العرب افرادا وجماعات..كل الاسلحه تجرب على اجساد العرب وكل القنابل والصواريخ المنتهية الصلاحيه تلقى على العرب..يتخلصون من مخازن القنابل بالقاءها على العرب… القنابل والمزابل…ارض العرب مباحه وسماءهم مفتوحه على مصراعيها لكل من يريد التخلص من مخزون قنابله واسلحته المشرفه على انتهاء فعاليتها فما عليه الا ان يشحنها على طائراته وينضم الى تحالف ما ويلقي بالقنابل على رؤوس وبيوت العرب من المحيط الى الخليج…يفتخر الروس بتجريب اسلحتهم على على اجساد اطفال العرب في سوريا…يفتخر الامريكان والغرب باستعمال اسلحتهم الذكيه لقتل اكبر عدد ممكن من العرب…بين كل مئة قتيل ثلاثة او اربعة “ارهابيين” مزعومين.. يدمرون حاره كامله على راس قاطنيها حتى يقتلون ” ارهابي” واحد مفروض.. يفرغون مدن كامله حتى يقتلوا عشرات “الارهابيين” المزعومين..حمص..حلب..الرمادي.. الانبار..تكريت.. الفلوجه..تعز..سرت.. وغيرها الكثير من المدن العربيه المنكوبه التى تحولت الى خراب واطلال ومقابر جماعيه للبشر والحجر..!!
دنيا العرب ظلمه وظالمه وحالكه ومكتومة الصوت ولا صوت يعلو على صوت الطغاه وقوى الاستكبار ُصناع “الارهاب” ومحاربيه في ان واحد والعرب اوطانا وشعوبا مُستهدفون ومُستضعفون منذ قرن من الزمن ولكل زمن بعبعه واليوم البعبع الذي يبرر تدمير مدينه كامله وتهجير اهلها هو “داعش” وبالامس القريب البعبع الذي برر احتلال العراق وتدميره دولة وشعبا كان صدام حسين واليوم المجرمون نفسهم يقصفون الفلوجه ويهجرون اهلها بحجة محاربة داعش وبعد زوال ّ داعش” سيخلقون “دعوشا” جديدا ويسمونه ارهاب حتى يحاربونه ويواصلوا تدمير حاضر ومستقبل العرب والمفارقه ان الارهاب والاحتلال الجاثم على صدر فلسطين منذ عقود قد حاز على شهادة حسن سلوك وصار محاربا قي صفوف من يحاربوا الارهاب ويتحالف مع عرب الرده.. الكيان الارهابي في فلسطين يحتل وطن 13 مليون فلسطيني كانوا وما زالوا ضحية الارهاب الغربي والامريكي الداعم لاكبر كيان ارهابي في العالم يضم في طياته اكبر عدد من مجرمي الحرب الذين يتجولون في الغرب والشرق دون حسيب اورقيب يحاسبهم على جرائمهم لابل انهم صاروا يقتلوا الفلسطيني رميا بالرصاص بسبب وبدون سبب على الملا وامام كاميرات وعيون كل العالم..
…عقود من الزمن عمل الغرب على توطيد وجود الكيان الغاصب في فلسطين وتبرأته من الارهاب وهو الذي ارتكب ابشع المجازر بحق الشعب الفلسطيني لابل هو من شرد شعب كامل وافرغ مدن كامله من سكانها الفلسطينيون عام 1948 وما بعد هذا التاريخ ويستمر في قتل وتهجير الشعب الفلسطيني حتى يومنا هذا والمفارقه ان انظمه عرييه مثل النظامَّين المصري والسعودي تتعاون اليوم مع هذا الكيان لمحاربة ما يسمى بالارهاب والانكى من كل هذا ان ما يسمى بالرئيس الفلسطيني هو اكبر عميل عرفه التاريخ الفلسطيني يعمل لصالح الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني… الانقلابي والمخلوع والرجعي والمنتهيه ولايته يبرر وجوده بزعم محاربة ” الارهاب” الذي هو الوجه الاخر لقتل الشعوب العربيه!!
ملايين العرب هم اليوم في عداد اللاجئين والقتلى واليتامى والارامل منذ احتل المجرم جورج بوش العراق عام 2003 واشعل فتيل الحروب الطائفيه والاهليه والمفارقه ان هذا الارهابي الكبير يعيش في بلاده حياة رغد دون ان يساله احد عن جرائم الحرب الفظيعه الذي ارتكبها في العراق والعالم العربي والحديث يدور عن جرائم حرب ضحاياها بالملايين والمفارقه الاعظم ان امريكا ما زالت اليوم تقتل الشعب العراقي والعرب والمسلمين ككل بحجة داعش ومحاربة الارهاب…حالة استهبال مزمنه للعقل العربي وصلت الى حد تبرير احتلال اراضي دول عربيه كامله وتدمير مدن كامله على رؤوس قاطنيها بحجة محاربة الارهاب وعن التخلص من شتى القنابل القديمه من خلال القاءها على العرب فحدث بلا حرج حيث لايعرف احدا اليوم هوية الطائرات التي تحوم في سماء سوريا والعراق و تتخلص من حمولتها بالقاءها في الوطن العربي بحجة محاربة الارهاب او دعم الميليشيات المرتزقه التي تعمل على الارض لصالح امريكا والغرب او الانظمه الحاكمه…ببساطه” الطائرات القادمه من شتى الدول الغربيه بما فيها روسيا تعتبر المدن والقرى العربيه في الوطن العربي مجرد مزابل للتخلص من اسلحه وقنابل قديمه من خلال القاءها على العرب…يصنعون الحروب ومعها “تزدهر” المقابر على الارض وفي عرض البحار.. العربي الذي لا تقتله قنابل الغرب والانظمه يموت غرقا في عرض البحار هربا من هذه القنابل وهول الحرب الدائره على طول وعرض الوطن العربي! ..ماذا قدم العرب على مدى عقود؟؟ وماهي انجا زاتهم التي قُدمت للعالم ودخلت كتاب غينيس؟؟ هكذا يتساءل رسام كاريكاتور عربي ويقول ان كل انجا زات العرب متعلقه ب “الطبيخ” …تاريخ بلا طبيخ وطبيخ بلا تاريخ..!!
شارك ويشارك العرب اليوم في طبخه دمويه طبخها الغرب اسماها الحرب على ” الارهاب” وهي في الحقيقه اعادة ترتيب اوراق الاستعمار والاستكبار الجديد الذي يستبيح الوطن العربي ارضا و شعوبا عبر اشعال الحروب والصراعات الطائفيه والاهليه وبالتالي ما نجح فيه الغرب هو ابعاد تهمة الارهاب والاستكبار عن ذاته وعن الصهيونيه والصاقها بالعرب والمسلمين الذين يحاربون اليوم كميليشيات وانظمه مرتزفه في صفوف تحالفات غربيه واقليميه بحجة محاربة “الارهاب” جل اهدافها مركزه على زرع الخراب في العالم العربي من جهه وتثبيت الكيان الصهيوني في فلسطين من جهه ثانيه وبالتالي ما نجح فيه الغرب وامريكا بالذات هو طمس حقيقة ان عواقب احتلال العراق و دعم الغرب للكيان الغاصب في فلسطين كانتا وما زالتا المصدر الرئيسي للتطرف ولكراهيبة الغرب…الغرب هو مصدر الارهاب وهو الذي حول العالم العربي الى قنابل بشريه وارض العرب الى مزابل للقنابل … عرب موتى في مقابر الارض وعرض البحار!؟
د.شكري الهزَّيل